أحكام يوم الجمعة
تتنوع أحكام الجمعة في الإسلام، حيث تتعلق بالأساس بكل من صلاة الجمعة ويوم الجمعة. فيما يلي أبرز الأحكام التي ذكرها العلماء في هذا السياق:
أحكام صلاة الجمعة
قدم العلماء مجموعة من الأحكام المتعلقة بصلاة الجمعة، ومن أبرزها ما يلي:
- بالإجماع، تُعتبر صلاة الجمعة فرضًا عينًا على المسلم المكلّف القادر، وليست بديلاً عن صلاة الظهر. وفي حال تعذر على المسلم أداءها، يجب عليه أن يصلي الظهر كتعويض بأربع رکعات. وقد تم تأكيد هذا الحكم في القرآن الكريم والسنة النبوية. قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع)، كما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لقد هممتُ أن آمرَ بالصلاة فتقام، ثم أخالفُ إلى منازل قومٍ لا يشهدون الصلاةَ، فأحرِّقُ عليهم). وقد أكد الفقهاء أن صلاة الجمعة تجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم في البلد. ويقول النبي: (الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلا أربعةً: عبداً مملوكاً، أو امرأةً، أو صبيّاً، أو مريضاً). أما المسافر فلا يجب عليه حضور الجمعة، إذ لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يؤديها أثناء أسفاره. ومع ذلك، إذا نزل المسافر في بلد تُقام فيه صلاة الجمعة، فعليه أن يصليها معهم. كما يُسمح للمرأة والصبي والمريض والمسافر بالحضور، لكنه يُعتبر جوازًا وليس واجبًا، ومن يشارك منهم لأسباب معذورة تجزئه عن صلاة الظهر.
- أحكام خاصة بصلاة الجمعة: هناك آداب وسنن محببة يُستحسن للمسلم الالتزام بها، ومنها:
- الاغتسال، استخدام الطيب، وارتداء ملابس جميلة قبل التوجه إلى المسجد.
- الحرص على الوصول مبكرًا إلى مصلّى الجمعة، والاستماع إلى خطبة الإمام من بدايتها.
- الجلوس بالقرب من الإمام، مع تجنب إزعاج الآخرين من المصلين.
- التركيز على استماع خطبة الإمام، والابتعاد عن أي حديث أو عمل distracting أثناء الخطبة.
- الذهاب مشيًا إلى مصلّى الجمعة كلما كان ذلك ممكنًا، حيث أن المشي يزيد من الأجر والدرجات. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: (مَن غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ، وبكَّرَ وابتكرَ، ومشَى ولَم يركبْ، ودَنا مِن الإمامِ فاستمعَ، ولَم يَلْغُ، كان لهُ بكلِّ خُطوةٍ عملُ سنةٍ، أجرُ صيامِها وقيامِها).
- تشير بعض الآراء من العلماء إلى أن الثواب المذكور في الحديث النبوي يحتوي على أعلى الأجور وأعظمها في مجال فضائل الأعمال التعبدية.
أحكام خاصة بيوم الجمعة
يوم الجمعة يحمل أيضًا العديد من الأحكام؛ وفيما يلي بعض منها:
- يُستحبّ للإمام قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة، اقتداءً بالنبي.
- يُستحب الإكثار من الصلاة والسلام على النبي ليلة ويوم الجمعة، ورغم أن الصلاة على النبي مستحبّة في جميع الأوقات، إلا أن فضلها يزيد يوم الجمعة ويدرّ أجورًا أكبر، كما يشير الحديث: (إن من أفضلِ أيامِكم يومَ الجمعةِ فأكثروا علَيَّ من الصلاةِ فيه فإن صلاتَكم معروضةٌ عليَّ).
- التماس الساعة المستجابة في يوم الجمعة، والتي يستجيب فيها الله سبحانه وتعالى لدعاء المؤمن، ووفقًا لآراء العلماء، يُستحسن الاحتياط لهذه الساعة ما بين جلوس الإمام على المنبر وحتى انتهاء الصلاة، بالإضافة إلى آخر ساعة من صلاة العصر.
- يُستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.