أحكام صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى في الفقه الإسلامي

حكم صلاة العيدين

حدّد الإسلام عيدين رئيسيين للمسلمين خلال السنة: عيد الفطر الذي يُحتفل به بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى. وقد تم توضيح مشروعية هذين العيدين في القرآن الكريم والسنة النبوية بالإضافة إلى إجماع المسلمين. ففي القرآن، ورد في سورة الكوثر: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، وقد أشار العلماء إلى أن هذه الآية تعبر عن أهمية صلاة العيد.

أما بالنسبة للسنة المشرفة، فقد ثبت عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يؤدي صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى. وقد روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه حضر العيد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- وكلهم كانوا يُصلّون قبل الخطبة، مما يؤكد مشروعية صلاة العيد وفق السنة النبوية.

فيما يتعلق بإجماع المسلمين، فإنهم اتفقوا منذ زمن الرسول -عليه الصلاة والسلام- على أن صلاة العيد مشروعة. فقد كانت المجتمعات الجاهلية تحتفل بأعياد مختلفة في مناسبات متعددة، ولكن جاء الإسلام ليُلغي تلك الأعياد ويحلّ محلها عيد الفطر وعيد الأضحى، وما زال المسلمون يحتفلون بهما ويؤدون صلاة العيد دوماً.

واجبات وسنن ما قبل صلاة العيدين

يتوفر الكثير من الأحاديث التي توضح الممارسات التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوليها اهتماماً في صلاة العيدين، ومن بين هذه الواجبات والسنن ما يلي:

  • يُفضل الاغتسال وارتداء أفضل الملابس واستخدام العطور قبل الذهاب إلى صلاة العيد. وقد ذكر ابن القيم الجوزية -رحمه الله- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرتدي أفضل ملابسه في كل من صلاة العيد وصلاة الجمعة.
  • يُستحسن أن يأكل المسلم تمرات قبل الخروج لأداء صلاة عيد الفطر، بينما يُفضل أن ينتظر حتى انتهاء صلاة عيد الأضحى. فقد قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ).
  • يجب أن يشارك الرجال والنساء والأطفال في صلاة العيد. وحدثنا عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه خرج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عيد فطر أو أضحى، حيث صلّى ثم خطب ثم وصى النساء بالتصدق.
  • تُصلّى صلاة العيدين في المصلّيات، وهي الأماكن الواسعة، ما لم تعترض الظروف مثل سوء الطقس. فقد ذكر أبو هريرة -رضي الله عنه- أنه كان قد هطل مطر في يوم عيد، حيث صلّى النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة العيد في المسجد، مما يُبيح أيضًا الصلاة في المساجد.
  • يجب أن يُتبع طريق مختلف للذهاب إلى مصلى العيد عن طريق العودة. فقد رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخالف الطريق يوم العيد.

أحكام صلاة العيدين

من الأحكام المهمة المتعلقة بصلاة العيد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يلي:

  • عدد ركعات صلاة العيد اثنتان، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ يَومَ الفِطْرِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لم يُصَلِّ قَبْلَهَا ولَا بَعْدَهَا).
  • تكون صلاة العيد قبل الخطبة، وقد اتفق المسلمون على ذلك. قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يصلُّون في العيدَين قبل الخطبةِ).
  • يتم التكبير في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام ستة تكبيرات، وتكون التكبيرة الأولى ركنًال والتكبيرات الستة مستحبّة. وفي الركعة الثانية تُؤدى خمسة تكبيرات قبل القراءة باستثناء تكبيرة القيام. فقد قال عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كبَّرَ في عيدٍ ثنتَي عشرةَ تكبيرةً سبعًا في الأولى وخمسًا في الثانية، ولم يُصلِّ قبلها ولا بعدها)، ولا تُؤدى مع الصلاة أذان ولا إقامة.