أحيدوس: فنون الغناء والرقص في الثقافة الأمازيغية

أحيدوس

يُعدّ أحيدوس أحد أشكال الفنون الغنائية والرقصية التقليدية المرتبطة بالثقافة الأمازيغية، حيث تنتشر هذه الفنون في جبال المغرب، وخاصة في منطقة الأطلس المتوسط وجنوب شرق المغرب، لا سيما في منطقة جبل صغرو. يُمارس هذا الفن على شكل صفوف أو دوائر من الرجال والنساء، وغالبًا ما يُؤدى خلال حفلات الزفاف كوسيلة للمتعة والترفيه.

دلالة كلمة أحيدوس

تعني كلمة أحيدوس في اللغة الأمازيغية “الرقصة الجماعية”، وهي رقصة شعبية تتميز بحركتها السريعة وهناك العديد من العناصر الأساسية التي تتضمنها، مثل الشعر والغناء والرقص والإيقاع. وقد ارتبط فن أحيدوس بشكل وثيق بطبيعة وجغرافية منطقة الأطلس التي تحتضن المياه والجبال، مُحافظًا على شكله وإيقاعاته التقليدية لعدة قرون.

أنواع أحيدوس

تتعدد أشكال أحيدوس، ومنها أنواع خاصة ببعض القبائل مثل قبائل زمور، وتشمل:

  • أحيدوس أكسواث: المعروف أيضًا باسم أحيدوس الأكبر.
  • أحيدوس أمزيان: المعروف أيضًا باسم أحيدوس الأصغر.

الأزياء المرتبطة بأحيدوس

في أداء رقصة أحيدوس، يرتدي الرجال جلابية بيضاء مع غطاء رأس، بينما النساء يرتدين أزياء متنوعة تختلف بحسب المنطقة، ويتزين بالمجوهرات. يحمل الرجال طقوس الأداء الطبول الخاصة، ويقومون بإنشاد الشعر، حيث تساهم النساء في تكرار الأجزاء الأولية من الأغاني. تعكس موضوعات غناء أحيدوس جوانب الحب والأمل، مما يجعله فنًا غنيًا بالمشاعر.

الآلات الموسيقية في أحيدوس

تقتصر الآلات الموسيقية في أحيدوس على استخدام البندير (الدف) فقط، الذي يُستخدم لإصدار الإيقاعات عن طريق الضرب بأيدي المشاركين. يتخذ البندير هيئة دائرية متماسكة، مما يساهم في خلق جمالية فريدة أثناء الأداء.

أسلوب رقص أحيدوس

تتضمن المعلومات الأساسية حول رقصة أحيدوس ما يلي:

  • تركز الرقصة على الحركة السريعة والدوران الممتاز والتنقل الديناميكي.
  • تستند رقصة أحيدوس إلى النداء الذي يعتبر جزءًا من الارتجال الغنائي، ويطلق عليه “تماويت”، ويؤديه مغنٍ ذو صوت قوي وحاد.
  • تجنب أحيدوس المزيج من الإيقاع المعتدل والسريع، حيث يختلف ذلك من منطقة إلى أخرى.
  • يتضمن الإيقاع عناصر متعددة تتشابه مع الإيقاعات التراثية المغربية، مثل تلك التي تنتمي لطائفة حمادشة، بالإضافة إلى الإيقاع الخماسي، ثنائي وثلاثي.
  • تعتبر حركة الدوران محورًا جوهريًا في رقصة أحيدوس، حيث يتمحور الأداء حول هذا المحور كما تدور الأرض.
  • عادةً ما تُؤدى رقصة أحيدوس في ساعات الليل وتنتهي عند شروق الفجر.
  • يكون رئيس الفرقة، المعروف باسم المقدم، هو من يصمم رقصة أحيدوس، ويتولى مسؤولية تنسيق الحركة والموسيقى بين جميع المشاركين.

المقامات الموسيقية في أحيدوس

تشمل مقامات أحيدوس مشابهاً للمقامات الشرقية مثل المقامين الصبا والبياتي، ولكن استخدام هذه المقامات في الموسيقى الأمازيغية يمنحها طابعًا محليًا مميزًا يختلف بين القبائل.