أدعية تُشعر القلب بالطمأنينة وتُزيح الهموم
تتضمن السنة النبوية مجموعة من الأدعية المنقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي كان يستخدمها كوسيلة للتخفيف من الهموم وزيادة راحة القلب، ومن أبرز تلك الأدعية ما يلي:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وغلَبَة الدين، وقهر الرجال).
- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، قال: (إن نبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند الكرب، ويقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم).
- قال صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب أحدًا هم ولا حزن فقال: “اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي” إلا أذهب الله عز وجل همّه، وأبدله مكان حزنه فرحًا).
- قال صلى الله عليه وسلم: (دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت).
- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، قال: (إذا نزل بكم كرب أو جهد أو بلاء فقولوا: الله الله ربنا، لا شريك له).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أصاب أحدكم غم أو كرب فليقل: الله، الله ربي لا أشرك به شيئًا).
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (دعوة ذي النون عندما دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدعُ بها مسلم قط في شيءٍ إلا استجاب الله له).
علاج الهموم
إن حياة المسلم قد لا تخلو من الهموم والأحزان التي قد تنغص عليه عيشه، ولكنها قد تكون سببًا لرفعة درجاته وكفارة لسيئاته، كما تدفع العبد إلى التوجه إلى خالقه وطلب العون منه. ومن الوسائل الفعالة للتخفيف من الهموم، العمل الصالح والإيمان بالله، كما ورد في قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). إن رضا المسلم وقبوله لما يجري له، يُثاب عليه بأجور عظيمة، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب أو وصب أو هم أو حزن أو أذى، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه).
كما يجب أن يدرك العبد حقيقة الحياة الفانية، كما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما مر بجنازة، فقال: “مستريح ومستراح منه”. وسُئل: “ما المستريح والمستراح منه؟” فأجاب: “العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وآذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب”. ولا يعد الدعاء فقط وسيلة نافعة للتخلص من الهموم، بل ينبغي أيضًا التوكل على الله في جميع الأمور والاهتمام بقراءة القرآن وفهمه كوسيلة للتخفيف.
آداب الدعاء
عند توجه المؤمن بالدعاء إلى الله تعالى، هناك عدد من الآداب التي ينبغي الالتزام بها لضمان استجابة الدعاء، ومنها:
- اجتناب المال الحرام.
- الاستمرار في الدعاء دون استعجال أو يأس، حيث إن الله قدّر ذلك بمشيئته.
- الإخلاص في الدعاء، كما ورد في القرآن الكريم: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
- الابتعاد عن المعاصي والتوبة إلى الله.
- الإلحاح في الدعاء، بتكراره حتى ثلاث مرات.
- تحري أوقات وأماكن الدعاء المباركة.
- عدم التعدي على الله في الدعاء.