تعتبر قواعد الفعل المضارع، بما في ذلك الرفع والنصب والجزم، من القواعد الأساسية في اللغة العربية. وتؤدي الأدوات المختلفة التي تسبق الفعل إلى تغييرات في موقعه الإعرابي، وحالته في الجملة، وعلامته الإعرابية. في هذا المقال، سنستعرض أدوات نصب الفعل المضارع.
أدوات نصب الفعل المضارع
يدخل الفعل المضارع في الأصل تحت قاعدة الرفع، بينما ينصب عند دخول إحدى أدوات النصب عليه. بناءً على ذلك، تتنوع علامات إعرابه بين الفتحة الظاهرة أو المقدرة أو حذف النون. يمكن تقسيم أدوات النصب إلى نوعين: أدوات ناصبة بذاتها مثل (أن، لن، كي، إذن) وأدوات مضمرة وفق شروط معينة لكل منها.
حرف أن
هو حرف نصب مصدري يستخدم ضمن أربعة أساليب؛ فإما أن يكون للتفسير وليس ناصباً، أو للزيادة ويمكن حذفه، أو يأتي بعد “لما” الحينية، أو يتوسط أدوات الشرط والقسم، أو يتبع حرف الكاف. وكذلك، يُعتبر حرف “أن” المخففة من الثقيل مع الأساس أنها ناسخة ومصدرية.
لام الجحود
تستخدم لام الجحود لنفي المؤكد وتأتي بعد (ما كان، لم يكن)، حيث ينصب الفعل المضارع بعدها بـ”أن” المضمرة بشكل إلزامي. بينما تستخدم لام التعليل للإشارة إلى سبب ما يأتي بعدها، والمضارع ينصب بـ”أن” المضمرة جوازاً. أما لام العاقبة، التي تُعرف أيضاً بلام الصيرورة أو المآل، فإن ما بعدها غير متوقع ويُنصب أيضاً بـ”أن” المضمرة.
حرف حتى
لدى نحاة اللغة العربية ثلاث استخدامات لهذا الحرف؛ حيث يكون حرف عطف، أو حرف جر، أو حرف ابتدائي. جميعها أدوات غير ناصبة وغالبًا ما تترتب بعدها أسماء. كما يمكن استخدامه كأداة نصب الفعل المضارع بشرط أن يكون الفعل بعدها مستقبلياً.
حرف كي
يجب أن يكون حرف “كي” مصدريًا، وليس حرف جر أو تعليل مثل (لكي لا يكون على المؤمنين حرج). ويلاحظ في هذا المعنى أن “اللام” تعبر عن التعليل بينما “كي” تُعتبر حرف مصدري، مما يجعل الفعل منصوبًا. ومع ذلك، يُستحسن تجنب استخدام “كي” كأداة نصب مع “أن” في سياقات غير مناسبة.
حرف لن
يمثل حرف “لن” مصدراً يهدف إلى نفي وقوع الفعل في المستقبل، سواء لفترة قصيرة أو دائمة. على سبيل المثال، يمكن استخدامه في جمل مثل: “لن أبرح حتى أبلغ” أو “لن تطلع الشمس من مغربها إلا يوم القيامة”.
حرف إذن
يعمل كحرف جواب واستقبال وجزاء، وينصب إذا بدأت به الجملة دون مبتدأ، ويجب أن يعبر الفعل بعدها عن المستقبل ولا يفصل بينهما قسم أو نداء.
حرف فاء السببية
يعتبر حرف نصبي بشرط أن يكون الفعل المضارع بعده مسببًا لما قبله، وغالباً ما يسبقه طلب مثل الأمر والنهي.
حرف واو المعية
تعمل على ربط الفعلين، ويجب أن تسبق بنفي أو طلب. على سبيل المثال: “لا إنه عن خلق وتأتي مثله”.
حرف أو
لا يعتبر حرف “أو” العاطفي الذي يفيد التخيير، بل يُقصد بها كأداة نصبية تشير إلى اتجاه ما، مثل: “لأسيرن في الشارع حتى ألقى والدتي”.
أدوات النصب في العطف: ثم، أو، الواو
تستعمل لنصب الفعل المضارع بأن المضمرة جوازًا، مثل: “مداومتك القراءة أو تحدثك بالفصحى يعزز مهاراتك في اللغة العربية”.
أمثلة من القرآن الكريم على أدوات النصب
- لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى.
- فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل.
- ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي.
- لكي لا يكون على المؤمنين حرج.
- والله يريد أن يتوب عليكم.
- فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًّا وحزنًا.
إعراب حروف النصب
- أحب أن ألعب: هنا “أن” تعرب حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- أسلمت حتى أدخل الجنة: “حتى” تعرب حرف غاية وجر مبني على السكون المقدر لا محل له من الإعراب.
- اتصلت عليك كي تخبرني الشروط: “كي” تعرب حرف تعليل وجر مبني على السكون الظاهر لا محل له من الإعراب.
- سألزمك بالنقود أو تعطيني أجرتي: “أو” تعرب حرف عطف ناصب مبني على السكون الظاهر لا محل له من الإعراب.
للتعرف على المزيد، يمكنكم الإطلاع على:
أدوات النصب التي تنصب المضارع وجوبًا
- لام الجحود.
- واو المعية عندما تسبق بطلب أو نفي.
- فاء السببية عندما تسبق بطلب أو نفي.
- أو الناصبة.
- بعد حتى.
أدوات النصب التي تنصب المضارع جوازًا
- بعد “أن” المضمرة جوازًا.
- إذا سبق المضارع بحرف عطف ناصب.
- إذا سبق بلام التعليل أو العاقبة أو الزائدة.
تدريبات على أدوات النصب
حدد أداة النصب وأعرب الفعل بعدها في الجمل التالية:
- لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
- ما كانوا الله ليعذبهم وأنت فيهم.
- لن تبلغ المجد حتى تعلق الصبر.
- ذاكر حتى تحصل على أعلى الدرجات.