الوطن
يُعرف الوطن بأنه أول مكان يشاهده الإنسان عند ولادته، وأول مساحة يتنفس فيها هواءه، ويلعب بها. فهو المكان الذي شهدته عيناه، حيث تتجلى فيه السهول والجبال، وتزهر الأشجار في الربيع. ينقش الوطن في قلب ساكنيه مشاعر الحب والحنين والاشتياق، مثل الأم التي تظل تحتضن أطفالها دون انقطاع.
تبارى الشعراء على مر العصور في التعبير عن محبتهم وحنينهم لأوطانهم، حيث نظم العديد منهم القصائد والأشعار التي تستحضر جمال الوطن. سنقدم في هذا المقال بعض الأبيات الشعرية التي احتفلت بحب الوطن.
ولي وطن آليت ألا أبيعه
ولي وطنٌ آليت ألا أبيعه
وألّا أرى غيري له الدهر مالكاً
عهدت به شرخ الشباب ونعمة
كنعمة قوم أصبحوا في ظلالك
وحبّب أوطان الرجال إليهم
مآرب قضاها الشباب هناك
إذا ذكروا أوطانهم ذكّرتهم
عهود الصبا فيها فحنّوا لذلك
الوطن العربي
يا موطني، حبّي وكل مودتي
أهديكَ من قلبي ومن وجداني
في مغربٍ بات الفؤاد معلقا
والقلب أنشد في هوى عُمّان
ودموع حبّي للعراق ظهرت
شعراً وشوقي للخليج دعاني
ما مرّ يومٌ نسيته حبيبتي
مصر العروبة أو نسيت يماني
أو غاب عن شعري هوى ليبيتي
أو جفّ دمع الحب يوماً عن هوى
لبنان حبّي، فالهوى لبناني
وجزائر الأحباب، أي جزائر هي
عالمي، هي منزلي ومكاني
وأقول: إنّي قد جننتُ من الهوى
في حبّها قمري ونجم زماني
جزر القمر لي في هواك قصيدةٌ
رنّمتها فبدت دموع حناني
من لي ليمسح عن خدودي دمعتي
إذ ما بكيت الحب للأوطان
إلّا لك يا عمري موريتانيتي
فيك الهوى شنقيط والخلاّن
صومال جيبوتي هناك وأسمرة
إذ ما ذكرتكم يرقُ كياني
ويبوح دمعي ما كتمت من الهوى
ويثور من عمقي لظى بركاني
وبطيبةٍ حب ألمّ بخافقي
والشوق للمختار كم أبكاني
هي من أحب، وهل أحب سوى
التي تحوي رسول الله للإنسان؟
وأحبّ أمّي فالقصيدة دونها
صف من الكلمات والأوزان
أمّاه: لا تبكي ولا تتألّمي
فبكاءك قدساه قد أدماني
رفح ويافا والخليل وغزّة
والقدس تبكي لوعة الحرمان
وا غزّتاه: أيا حبيبة عاشق قد
ذاب في بحر الهوى وجداني
تتوقّعي منّي بأن أنسى الهوى
بعد المحبّة أم يموت كياني؟
عمري الذي قد عشته متقطّعا
بالفقر والآهات والكتمان
أغمضت عيني عن جهاد عدوة
تغتال أمي يا لكبر هواني
وقنابل الأعداء تلقي نارها
لتزيد من ذلّي ومن نيراني
إنّي أرى موتي بصرخة طفلة
وأرى الدموع كأنها أكفاني
وأرى الشهادة في قتال عدوّتي
لأفيق من حلمي إلى خذلاني
أرض البراق تصيح من نيرانهم
وعروبتي ومساجدي وأذاني
والمسجد الأقصى يودع راحلاً
وقطاع غزّة في أسى النسيان
والدمع يحملني لأرض حبيبتي
متسلّحاً بالحب والقرآن
أشتاق يوماً أن أموت بحضنها
قمراً أضيء بميتتي أكواني
يا ربّ إن الحب أدمى عاشقاً
يا ربّ إن الدمع قد أعماني
أشهرت دمعي للأنام ولم أزل
متفاخراً بالسرّ والإعلان
فالدّمع للثوّار خير بداية
وختامها بشهادة الإيمان
أحببتها نزف الفؤاد محبّة
والبعد كان معذبي والجاني
بعدٌ أليمٌ عن حماة حبيبتي
والشوق للشهباء قد أضناني
إنّي أحبها والدّموع شهيدة
شعري أتى فتناثرت ألحاني
لأطير في حب الشام مسافراً
وأرى الجبال الشم من هذياني
أنا عاجز عن أن أعيش بغربتي
أمّاه: من لي دونك يرعاني
لو متُ يا أمّي ببعدي عاشقاً
بالشّام أرجو مدفني وأماني
أنا العاشق لأوطاني
أنا العاشق
بسيط مثل قريتنا
وتسكنني منازلها
وتبهرني بساطتها
وتغريني مصاطبها
وتعجبني مزراعها
وتعشقني وأعشقها
كتاباتي كقريتنا
أنا العاشق
ويرنو عشقي للسودان
ويهبط في ثرى لبنان
يحلق عند باب القدس
وتسكن في الحنايا مصر
ويخطو النبض في سوريا
ليهدي الورد للجولان
وفي الأردن
تطل عيوني في لهف
على عمّان
أنا العاشق
وأحضن مكّة الريحان
وأدعو الله يمنحني زيارتها
أطوف بكعبة الطهر
وأبكي عند أعظم قبر
أريج القبر عطرنا
وبالإسلام طهرنا
يضيء القلب بالإيمان
أنا العاشق
لكل شهيد
وأهدي الشعر للثوار
جزائر أرضها الحرة
تعانق مصر في شوق
وتعطيها شذى الزهرة
يصفق قلب كل شهيد
ونهر النيل في مصر
يقول الشعر في وهران
أنا العاشق
لسحر طاف في تونس
لسوسنها
وللشابي يغني مجدها الوضاء
وللولد الذي ألقى لهيباً فوق أوجاع
فصارت ثورة الثوار
ولبّت نبضها الأقدار
أنا العاشق
لموريتانيا وللصومال
ستحملني سفائنهم لبر أمان
إلى البحرين تأخذني
إلى مسقط إلى جدة
دبي، أهواها
يغني الخير موّالاً لعينيها
يكحّلها ويمطرها بفجر عطاء
يرشّ الحب للغرباء والخلان
أنا العاشق
فنهر فرات يصحبني إلى دجلة
وشط البصرة الحسناء يطربني
بأشعار من السياب
وتدهشني خُطى صدّام
نحو الشنق تدهشني
فيا عجباً على صدّام
ويا وجعي على بغداد
فأدعو الله يحميها من الفرقاء
أنا العاشق
لأرض الكوت
وحضر موت
لليبيا النفط والأحرار
يغازل قلبها الدوحة
وفي طبرق
ينام العشق في الشريان
ويأخذنا إلى قطر
لنشدو أعزب الألحان
أنا العاشق
محيط المغرب العربي
يخاطبني عن المغرب
وعن دار لنا بيضاء
أقول رباط في القلب
وفاس في العيون تنام
وتشدو العشق للأوطان
أنا العاشق
بسيط مثل قريتنا
كتاباتي كقريتنا
وعشقي للوطن غالي
وعشقي للوطن زادي
أنا العاشق لأوطاني