مصر
مصر، أرض الحضارة والفن العريق، تعد رمزاً للثقافة العميقة ومهد العراقة منذ العصور القديمة. لا يمكن أن يتم ذكر مصر دون استحضار الصورة الساحرة لنهر النيل، الذي يعد أطول الأنهار في العالم. مصر بلدٌ فريد يسحر زائريه بجمال أبنائها وآثارها التي تروي حكايات التاريخ، فكل زاوية فيها تعتبر متحفاً عالمياً. لقد تغنى بها الشعراء وحظيت بإطراء العلماء والأدباء على مر العصور. في هذه المقالة، سنستعرض بعض ما كتبه الشعراء والعلماء عن مصر.
أجمل ما قيل في حب مصر
- مصر يا أم الحضارة، يا سيدة الطيابة والأصول، أحبك من كل قلبي وفؤادي.
- أنهمرت دموعي أسفل منزلك يا مصر، فكل حب يتجلى في نيلك الذي يجري.
- من أين نبدأ بالحديث عنك يا مصر، وأنتِ تستحقين التحية والاحترام، فأنتِ مهد الأيام والأعلام.
- مصر، بلد الأراضى الخضراء والسماء الزرقاء، أم الفقهاء والعلماء، عروس الصعيد، بلادي أحبك.
- أنتِ رمز العصر، وقوة النصر.
- مصر، أم الدنيا.
- أنتِ مصدر القبول والجاه، وكم من قلب عشقك.
- مصر لا تسأل بل تأمر.
- لا يوجد شيء جديد في مصر، فالمصريون يواصلون صنع التاريخ كالمعتاد.
- مصر بلد الحضارات.
- أنتِ رائدة المهارة ومنطلق الجدارة.
- جاءت أحلامي إليك، وفي صدري أحاديث مرنمة، ومصر هي آمالي وبارقاتي.
قصائد عن مصر
قصيدة “مصر”
كتب الشاعر محمد نجيب المراد، الملقب بشاعر العرب، قصيدة مطولة مدح فيها النبي محمد ﷺ بعنوان “السيرة النبوية”. لكن قصيدته عن مصر التي نشرها كانت كالتالي:
هِبةُ الله من قديم الزمانِ
إنها مصر فانطلق يا لساني
وتجاوز حدود شعر ووزنٍ
رب حب أقوى من الأوزانِ
ها هو النيل وامق يتلوى
وهو يبكي محبة الوديانِ
فكأن المياه دمع عشيقٍ
تتهادى حرى على الأجفانِ
وكأن الأشجار تلهو بصبٍّ
ذاب فيها كما تلهى الغواني
بل كأن الورود وجنات بكٍّرٍ
مسها النيل رقةً ببنانٍ
بل كأن النخيل جيد عروسٍ
وعليه التمور عقد جمانِ
النسيم العليل يصدر همساً
يشبه الغنج في دلال الحسانِ
والطيور البيضاء جوقة عزفٍ
يفتح العود صدره للكمانِ
والضُّحى شمسه ترتل نوراً
فوق هام الحقول والغيطانِ
رب ماء يميس بين رياضٍ
أسكر القلب مثل بنت الدنانِ
عدد الحسن في الجمال جناناً
فإذا النيل ثامن في الجنانِ
به صفحة النيل يجري
وبه الليل والهوى جالسانِ
ورقيب بين الغيوم مطلٌّ
يتغاضى فتضحك الشفتانِ
ويدور الحديث دون كلامٍ
لخصت ألف خطبة في نظرتانِ
أنا يا مصر عاشق لكِ حتى
لم يعد لي من البكا دمعتانِ
نواب الحب جرحتني كثيراً
وكثير صبري على الحدثانِ
قد تقلبت بين حلوٍ ومُرٍّ
فعيونٌ نجل وطعن سنانِ
ودخلت النزال في الحب لكن
ضاع سيفي مني وضاع حصاني
لوّنتِ مصر بالشباب ثيابي
مشطتني وزينت قمصاني
ألبستني معاطفاً من عطورٍ
في ذيولي تضوع والأردانِ
وسقتني من الشراب المعلّى
لاحظوا طهره بحرف بيانِ
فأنا الشافعي قد جاء مصراً
فإذا الفقه في جديد معاني
قبلها لم يكن هناك شعرٌ
كل ما كان قبلها شطرانِ
بعدها دفقة النبوغ تجلت
إن “شوقي” و”حافظاً” باركاني
أيها الحاسدان، ما العشق إلاّ
مغرماً إنما له حاسدانِ
لا يعيب الورود إن قيل فيها
إن خد الورود أحمر قانِ
قد طوت مصر سفر كل الليالي
فهي للدهر كله دفنتانِ
ولها بصمة في كل فؤادٍ
وبقلبي أنا لها بصمتانِ
مصر، يا مصر والتواريخ كلها
في لحاق وأنتِ في جريانِ
“فعزيزٌ” و”يوسفٌ” و”زليخة”
وادخلوا “مصرنا” بكل أمانِ
وتجلي الإله في الطور يكفي
لك عزاً يا مصر في الأكوانِ
والتراتيل في مديحكِ تتوالى
في سطور الإنجيل والقرآنِ
من ثرى مصر جدتان لعربٍ
وأصيل إذا التقت جدتانِ
رحم الدم والعقيدة مصر
سرها خالد هو “الرحمنِ”
فاسألوا الفقه والحديث ونحواً
كيف كانت لهم كصدرٍ حانِ
واسألوا “الضاد” من حماها تجبكم
إنه الأزهر الشريف حماني
وأذكروا لي رأساً لعِلمٍ وفنٍّ
لم تكن فوقه لمصر يدانِ
اسألوا الرمل من سقاه يجيئكم:
جيش مصر بدمه قد سقاني
وانظروا العين “عين جالوت” تروي
بعد “قطز”، حديثها أرجواني
وستحكي حطين: جيش صلاحٍ
هو في القلب والجناح “كيناني”
ليس نصر من غير مصر لعمري
هل رأيتم خيلاً بلا فرسانِ
ليس للشرق نهضة دون مصرٍ
كيف يعلو بيت بلا أركانِ
خاطت الشمس للكنانة فستاناً
زفافٍ… يا روعة الفستانِ
ثم رشّت عليه بعض نجومٍ
أشعل الكون نورها الرباني
عندما تغزل الشموس خيوطاً
لحبيبٍ… فالمجد في الخيطانِ
يا عروس الزمان يلقي عليها
وهي في العرش تاجه النوراني
ثم يحني وقاره في خشوعٍ
لاثماً كفّه بكل حنانِ
فإذا قبلة الزمان شِفاهٌ
وإذا “الثغر” في لمى أسوانِ
“ثغرها” أدهش البحار فجاءتْهُ
وأغفت ترتاح في الشطآنِ
أسند البحر رأسه وتمنى
أمنيات البحار، أحلى الأماني
واتكت كفه على صدَفات
فهمى لؤلؤ بكل مكانِ
حلم البحر ذات ليلٍ فلمّا
أصبح الصبح كان محض عيانِ
فعلى “اسكندرية” البحر أرسَى
فإذا الشعر بيته إسكندراني
مصر… يا مصر إذ ذكرتكِ
ضجّت في قصيدي مباهجٌ وأغاني
فحقول من البنفسج شعري
وقوافيّ شهقة الريحانِ
وحروفي براعم اللوز لكن
نقطة الحرف حبة الرمانِ
رغم هذا ومصر أعلى وأغلى
فاعذروني ما كان في إمكاني
ريشتي حاولت، وقولي، ولكن
أعجزت مصر ريشتي ولساني
إن تسألي عن مصر حواء القرى
أحمد شوقي، الشاعر المصري المعروف، وُلد عام 1868م في القاهرة. أتم دراسته الثانوية ودرس الحقوق، وعينه الخديوي في خاصته. وبعد ذلك أرسله إلى فرنسا ليواصل تعليمه. وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى تم نفيه إلى الأندلس. أصدر الجزء الأول من الشوقيات عام 1890م، ومن أهم مسرحياته “مجنون ليلى”، “على بك الكبير”، و”مصرع كليوباترا”. نظم قصيدة بعنوان “إن تسألي عن مصر حواء القرى” التي جاء فيها:
إن تسألي عن مصر حواء القرى
وقرارة التاريخ والآثار
فالصبح في منفٍ وثيبة واضحٌ
من ذا يلاقي الصبح بالإنكار؟
بالهيْل من منفٍ ومن أَرباضها
مجذوع أنفٍ في الرمال كفارِي
خلت الدهور وما التقت أَجفانُه
وأتت عليه كليلةٍ ونهار
ما فلّ ساعده الزمان، ولم ينَل
منه اختلاف جوارِف وذَوار
كالدهر لو ملك القيام لفتكةٍ
أو كان غير مُقَلّم الأظفار
وثلاثةٍ شَبّ الزمان حيالها
شُمٍّ على مَرّ الزمان، كبار
قامت على النيل العهيد عهيدةً
تكسوه ثوب الفخر وهي عوار
من كل مركوز كرَضْوَى في الثَّرَى
متطاولٍ في الجو كالإعصار
الجن في جنباتها مطروقةٌ
ببدائع البنّاء والحفّار
والأرض أضيع حيلةً في نزعتها
من حيلة المصلوب في المسمار
تلك القبور أضنّت من غيب بما
أخفَت من الأَعلاق والأذخار
نام الملوك بها الدهور طويلةً
يجِدون أروح ضجعةً وقرار
كلّ كأهل الكهف فوق سريره
والدهر دون سرير بهجار
أملاك مصر القاهرون على الورى
المنزَلون منازل الأقمَر
هتَكَ الزمان حجابهم، وأزالهم
بعد الصيانة إزالة الأسرار
هيهات لم يلمس جلالهمو البلى
إلا بأيدٍ في الرغام قِصار
كانوا وطرف الدهر لا يسمو لهم
ما بالهم عرضول على النُظار؟
لو أُمهلوا حتى النشور بدورهم
قاموا لخالقهم بعير غبار
كلمات عن مصر
- سلاماً عليكِ يا أرض النيل، يا أم الجيل.
- مصر، أرضٌ إذا ما جئتها متقلباً في محنة، ردتك شهماً سيداً.
- في مصر تعانقت القلوب، وتصافح المحب والمحبوب، والتقى يوسف ويعقوب.
- في مصر القافية السائرة، والجملة الساحرة، والمقالة الثائرة، والفكرة العاطرة.
- الحب لكِ أرضٌ والجمال سقفٌ، والمجد لكِ وقفٌ، يا داخل مصر منكِ ألف، ما أحسن الجيدُ والجفن والكف.
- في مصر ترعرع الشعر، وسال القلم البليغ بالسحر.
- مصر نهر يتدفق، حُسن يترفق، دمع يترقرق، زهور تتفتح، مقاصد تتحقق، وأكمام تتشقق.