فراق الحبيب
الحبيب هو من يأسر القلب، ويصبح المحبوب حالة دائمة من الأحلام بلقائه، ولكن فراق الحبيب يشبه سكيناً تغرز في قلب المحبوب، محدثة جراحًا من الألم والشغف والحنين. يُعد الفراق من أصعب التجارب التي قد يمر بها الإنسان في حياته. هنا، نقدم لكم مجموعة من أجمل الكلمات حول فراق الحبيب.
أروع ما قيل في فراق الحبيب
- لا تكسر الجسور مع من تحب، فقد تشاء الأقدار أن تجمعكما مرةً أخرى، وتعيد ما انقطع بينكما، فربما يأتي يوم جميل ينتظركما فيه.
- إذا جاء الموت قبل أن نلتقي، فاعلم أنني تمنيت أن أراك مرارًا.
- من المؤلم أن تكون بارعًا في إسعاد الآخرين، بينما تعجز عن إسعاد نفسك بسبب الفراق.
- تلك الأوجاع التي نكتمها من فراق الحبيب، تظل مؤلمة للغاية، رغم تبددها خلف ضحكات زائفة.
- احذر من الذين يسامحون كثيرًا، فما إن يرحلوا، فإنهم لا يعودون أبدًا.
- عندما يشتد بي الحنين إليك، أفتح دواوين الشعر، أبحث عن العزاء في حروفها، وأتلوها على مسامع قلبي ليهدأ قليلاً.
- مجتمعنا ينظر إلى الرجال على أنهم أحلام، والنساء كخيبات، في حين أن حلم كل رجل هو أنثى، وخيبة كل أنثى هي رجل تركها.
- فقدان وحنين وندم وذكريات مؤلمة، لا يدرك معاناتها سوى من فارق حبيبًا لم يتوقع ذلك الفراق.
أبيات شعرية تتحدث عن فراق الحبيب
قصيدة “لي حبيب قد لج في الهجر جداً”
تتحدث هذه القصيدة للشاعر البحتري، الذي وُلد وتوفي في مدينة منبج بين حلب والفرات. يُعرف البحتري بشعره المتميز الذي يُلقب بـ”سلاسل الذهب”. يعتبر البحتري من أعظم شعراء عصره إلى جانب المتنبي وأبو تمام.
لي حَبيبٌ قَدْ لَجّ في الهَجْرِ جِدّا،
وأعَادَ الصّدودَ مِنْهُ وأبْدَا
ذُو فُنُونٍ، يُرِيكَ في كلّ يَوْمٍ
خُلُقاً من جَفَائِهِ، مُسْتَجَدّا
يَتَأبّى مُنْعماً، ويُنْعِمُ إسْعَا
فاً، ويَدْنُو وَصْلاً، وَيَبعَدُ صَدّا
أغْتَدِي رَاضِياً، وَقَدْ بِتُّ غَضْبَا
نَ، وأُمْسِي مَوْلًى، وأُصْبِحُ عَبدَا
وَبنَفْسِي أفْدي، عَلى كلّ حَالٍ،
شَادناً لَوْ يُمَسُّ بالحُسنِ أعْدَى
مَرّ بي خالِياً، فأطمَعَ في الوَصْـ
ـلِ، وعَرّضْتُ بالسّلامِ، فَرَدّا
وَثَنَى خَدَّهُ إليّ، عَلى خَوْ
فٍ، فَقَبّلْتُ جُلَّنَاراً وَوَرْدا
سَيّدي أنْتَ! ما تَعَرَّضْتُ ظُلْماً،
فأُجَازَى بهِ، وَلاَ خُنْتُ عَهْدا
رِقَّ لي مِنْ مَدَامِعٍ لَيسَ تَرْقَا،
وارْثِ لي مِنْ جَوَانحٍ ليسَ تَهدَا
أتُرَاني مُستَبْدِلاً بِكَ مَا عِشْـ
ـتُ بَديلاً، وْوَاجِداً منكَ بِدّا
حَاشَ لله أنتَ أفْتَنُ ألحا
ظاً، وأحلى شَكلاً، وأحسنُ قَدّا
خَلَقَ الله جَعْفَراً قَيّمَ الدّنْـ
ـيا سَداداً، وَقَيّمَ الدّين رُشْدا
أكْرَمُ النّاسِ شِيمَةً، وأتَمُّ النّا
سِ خَلْقاً، وأكثرُ النّاسِ رِفْدا
مَلِكٌ حَصّنَتْ عَزِيمَتُهُ المِلْـ
ـكَ، فأضْحَتْ لَهُ مَعَاناً، وَرَدّا
أظْهَرَ العَدْلَ، فاستَنَارَتْ بهِ الأرْ
ضُ، وعَمَّ البِلاَدَ غَوْراً وَنَجْدَا
وَحَكَى القَطْرَ، بَلْ أبَرَّ عَلَى القَطْـ
ـرِ، بكَفٍّ على البرِيّةِ تَنْدَى
هُوَ بَحْرُ السّماحِ، والجُودِ، فازْدَدْ
مِنْهُ قُرْباً، تَزْدَدْ من الفَقْرِ بُعْدا
يا ثِمَالَ الدّنْيَا عَطَاءً وَبَذْلاً،
وَجَمَالَ الدّنْيَا سَنَاءً وَمَجْدَا
وَشَبيهَ النّبيّ خَلْقاً وَخُلْقاً،
وَنَسيبَ النّبيّ جَدّاً، فَجَدّا
بِكَ نَسْتَعْتِبُ اللّيَالِي، وَنَسْتَعْـ
ـدِي عَلَى دَهْرِنَا المُسِيءِ، فَنُعْدَى
فَابْقَ عُمْرَ الزّمانِ، حتّى نُؤدّي
شُكْرَ إحْسَانِكَ الذي لا يُؤدّى
قصيدة “فرض الحبيب”
قصيدة “فرض الحبيب” للشاعر مانع سعيد العتيبة، الذي وُلد في دولة الإمارات عام 1946. حصل العتيبة على بكالوريوس في علم الاقتصاد من جامعة بغداد، ثم أكمل دراساته العليا في جامعة القاهرة وحاز على الماجستير والدكتوراه. إلى جانب كونه شاعرًا بارعًا، كان اقتصاديًا ناجحًا وحاز على عدة دكتوراه فخرية.
فَرَضَ الحبيبُ دَلالَهُ وتَمَنَّعَا وَأَبَى
بغيرِ عذابِنَا أَنْ يَقْنعا
ما حيلتي وأنا المكبّلُ بالهوى
ناديته فأصَرَّ ألاّ يسمعا
وعجبتُ من قلبٍ يرقُّ لظالمٍ
ويُطيقُ رغمَ إبائِهِ أنْ يَخْضَعَا
فأجابَ قلبي لا تَلُمني فالهوى
قَدَرٌ وليس بأمرِنَا أَنْ يُرْفَعَا
والظلمُ في شَرْعِ الحبيبِ عدالةٌ
مهما جَفَا كنتَ المُحِبَّ المُُولَعَا
ولقد طربتُ لصوتِه ودلالِهِ
واحتلّتْ اللفتاتُ فيّ الأضلُعَا
البدرُ من وجهِ الحبيبِ ضياؤه
والعطرُ من وردِ الخدودِ تضوَّعَا
والفجرُ يبزغُ من بهاءِ جَبينِهِ
والشمسُ ذابَتْ في العيونِ لتسطعَا
يا ربّ هذا الكون أنتَ خلقتَهُ
وكسوتَهُ حُسْنَاً فكنتَ المُبْدِعَا
وجعلته ملكاً لقلبي سيّداً
لمّا على عرشِ الجمالِ تربَّعَا
سارتْ سفينةُ حبِّنَا في بحرِهِ
والقلبُ كانَ شراعها فتلوَّعَا
لعبتْ بها ريحُ الهوى فتمايلتْ
ميناؤها المنشودُ باتَ مُضّيَّعَا
يا صاحبي خُذْ للحبيبِ رسالةً
فعسى يرى بينَ السطورِ الأدمُعَا
بَلِّغْهُ أَنِّي في الغرامِ متيّمٌ
والقلبُ من حرِّ الفراقِ تَصَدَّعَا
ما في النوى خيرٌ لنرضى بالنوى
بل أنّ كلَّ الخيرِ أن نحيا مَعَا
خواطر حول الفراق
الخاطرة الأولى:
الفراق هو دمعة قاسية واشتياق لا يُحتمل. إنه جرح عميق تبقى آثاره حاضرة، سهم قاتل، ذكرى في القلب تدوم إلى الأبد. الفراق قصة كتبها القدر، ومثلها الإنسان. هو وداع أعمى، حزن كهيب الشمس الذي يبخر الذكريات من القلب، لتسمو بها إلى مرتفعاتها، فتستجيب العيون بنثر مائها لتطفئ لهب الذكريات. إن الفراق نار لا حدود لها، لا يشعر بها إلا من عانى منها.
الخاطرة الثانية:
صعب الوداع في الحب، لكن الأصعب هو انتهاء الحب دون كلمة وداع. صعب الفراق في الحب، لكن الأكثر إيلامًا هو أن يبقى طرف واحد أسير ذلك الحب. من الصعب أن تقع في الحب في الوقت الخطأ، لكن الأصعب أن يتوافق ذلك مع الشخص الخطأ. من الصعب أن يتجنبك الحبيب دون أسباب واضحة، لكن الأكثر إيلامًا هو عدم تقديمه لتبرير غيابه رغم تساؤلاتك المستمرة عنه. من الصعب أن تحب شخصًا قلبه لا يزال ينزف من جروح مؤلمة، لكن الأصعب هو إقناعه بأنك شخص مختلف. من الصعب الشعور بالحاجة إلى الحب، لكن الأصعب هو فقدان القدرة على الحب.
رسائل عن الفراق
الرسالة الأولى:
إذا جاء يوم الفراق، وتلا ذلك العيد، فلا تنسَ أن تفرح، وأن تضحك، وارتدي الجديد، وزُر أرض ذكرياتنا، ووقف فوق قبر الحب باطمئنان، واقرأ عليه شيئًا من شعرك. ولا تنسَ نصيبي من ذكرياتك الحزينة في ليلة العيد. إذا جاء يوم الفراق، وبعده الحنين ندماً، فلا تنس أن تغمس فرشاة الذكرى في ماء جرحك الملون، وترسم وجه الحنين مبتسمًا، ولا تحزن، ولا تجزع إذا بدا لك الوجه هزيلًا على الرغم من الضحك، لأن كل الجروح تبدو تافهة بعد جرح الفراق.
الرسالة الثانية:
سأعتذر لقلبي الذي أحب من لا يحب، وسأعتذر لقلمي الذي كتب لمن لا يقرأ. سأعتذر لعقلي الذي فكر فيمن لا يفكر، وسأعتذر لروحي التي ذهبت إلى من فارقها. سأعتذر لعيني التي رأت من لا يراها، وسأعتذر لنفسي عمّا فعلت بها.
الرسالة الثالثة:
ما كنت أفكر في فراقك ولو لدقيقة، لولا أن عقلي استيقظ من سبات الهوى. رأيت أن لم الشمل أصبح مستحيلًا، وأنه لا طاقة لي على مواجهة الأشواق. نور الأمل في الوصل فقد بريقه، وكل ما حولي ينادي بفراق وفراق وفراق.