أروع ما قيل عن فصل الخريف
- فصل الخريف يُعتبر سيد الفصول، حيث يجمع بين نسمات الربيع العليلة، وحرارة الصيف، وبرودة الشتاء المعتدلة.
- يتميز الخريف بجوٍّ هادئ حيث تُكسى الشوارع بألوان ذهبية مذهلة. ورغم أن هذا اللون يشير إلى ذبول أوراق الأشجار، إلا أنه يُعتبر علامة على بدء حياة جديدة، فبعد كل موت تُدب الحياة مجددًا، وهذه هي سنة الله في الطبيعة.
- يُعرف فصل الخريف أيضًا بفترة الهجرة، ولكن يجب أن نتذكر أن بعد كل خريف يأتي ربيع جديد.
- يشبه الخريف في سلوكه نزول الطاووس من على شجره، حيث يتساقط الريش كما تتساقط أوراق الشجر.
- يمكن تشبيه الخريف بمرحلة الكهولة في حياة الإنسان، حيث تتساقط الأوراق وتذبل الأزهار كما تفعل السنون في حياة البشر.
- تجرد الطبيعة من حياة الخريف يُشبه ثمار الجرح قبل الشفاء، وذبول الأزهار قبل النضوج، كما أن الغيوم تتغير قبل يوم ممطر.
- يمثل فصل الخريف رمزًا للاحتياط، الادخار والاقتصاد.
- يعكس الخريف جو الوسطية، حيث يجمع بين حرارة الصيف وبرودة الشتاء.
- يُقال إن الخريف هو ربيع الروح، كما أن ربيع الربيع هو ربيع العين.
أحاسيس الخريف والحزن
- صُنف فصل الخريف كواحد من أسوأ فصول السنة، كونه يرمز إلى الوداع والهرم.
- قد يحمل الخريف طابعًا باردًا وجافًا مما يثير في النفس شعورًا بالحزن والاكتئاب.
- إنه الفصل الوحيد القادر على إغراق الروح بأمشاج من المشاعر المتباينة. ففيه تجد نفسك تعايش الفرحة والحزن، والأمل واليأس في آن واحد.
- يمكن رؤية الخريف كحالة من النهاية والبداية، فقد كان الأقدمون يرون أن هدوء الطبيعة يعني أن دورة الحياة تستعد للانطلاق من جديد.
وصف فصل الخريف
- يُعتبر الخريف أفضل فصول السنة، فهو يتميز بالاعتدال والتوازن بين الفصول.
- يأتي الخريف إذ يرحل الحر الشديد وتعود السحب، حاملاً معه تنوع الفواكه والمشروبات؛ حيث تشهد الأنهار صفاءً ينعكس على جمال الطبيعة.
- في هذا الفصل، تُظهر الأرض ثمارها وتكشف عن جمالها، وتُحذر السماء من هطول الأمطار، مما يجدد الأمل بالحياة.
- أيام الخريف تأخذ طابعًا ذهبيًا، حيث ما تزال الأشجار مثقلة بالثمار، وأوراقها متلألئة، ويُشبه الفرع بالسلاسل.
- نذكر في الخريف برودة الهواء، وتغير الوقت، كما يتغير وجه الأرض مع ذبول أوراق الشجر، بينما تبحث الطيور عن أماكن دافئة، مما يجعل الدنيا تتخذ شكلها النهائي.
قصائد عن فصل الخريف
- يقول الشاعر بدر شاكر السياب في إحدى قصائده:
في ليالي الخريف الحزين
حين يملؤني الحنين
كالضباب الكثيف
في زوايا الطريق الطويل
وحيدة مع هذا السكون العميق
تشتعل الذكريات
بابتساماتك الخافتة
في كل أضواء الطريق الذي يبعث على اللقاء
في سكون ذلك المساء
هل يعود العشق من جديد؟
عاهديني إذا ما عاد، فالألم أتى.
عاهديني… وكأن الرياح تمر
بالأوراق في حيرة واكتئاب
ثم تهوي حول السراج الحزين
انتهينا، أليس كذلك؟
انتهينا، وجاء الفجر
يسكب النور على ارتخاء الشفاه
وانحلال العناق المطول.
أين آلام يوم الفراق؟
أين أبقى لك في القلب؟
في ليالي الخريف المظلمة
حيث أستمع لكل ما هو غير الحفيف.
كالسجين الذي يخاف إيقاظ النائمين
فانحسر في الظلام، يرصد الأنسام البعيدة
تخفيها بقايا الضباب.
فقد استبدت به ذكرياتي البعيدة.
في ليالي الحصاد
يتسلط أنين النسوة الجائعات
ثم يتعالى صوت الحديد
ليسلب البائس راحته!
في ليالي الخريف
حين أستمع ولا شيئ غير الصمت
والرياح تعزف لحظات الفراق
في اكتئاب يثير الدموع.
شهرزاد
في خيالي تسكن فيه المشاعر.
أين كنا؟! أتذكرين
أين كنا؟! ألا تتذكرين المساء؟!
في ليالي الخريف الطويلة
يا ليتك تعلمين
كيف يثقل عليّ الحزن والملل!
في صدري ظلام القبور السجين
أيها الردى…!
سأرحل كما جئت، افتراقا!
سأرحل، ودائمًا تحت السماء
سيبقى مستنزفًا في هذا العالم.
سأرحل، وسأترك عيون الظالمين
تستمد ضياءها
من شرارات كل بيتٍ مكلوم.
وسأرحل، لن أبقى هنا بعد الآن!
- ويقول الشاعر ياسر الأطرش في قصيدته “بعد الخريف بغيمتين”:
لم يحتفل أحدٌ بعيد ميلاد الغريب
نصفي أنا للشمس
والشمسُ غربة
مصلوبة أمي على آلام البكاء
تقول لا تحزن،
سيُنصفك المطر
لم يحتفل أحدٌ بثمار الفقيرة..
وانتقلتَ
من علوي إلى رصيف اسمك
عائداً في عيد ميلادٍ
وسيدة ستنسى..
نفس الذي يُبكيك
يُضحكُ
لا تلم طيني
أنا خبأتُ صرخات اعترافٍ
لغيابكَ الصيفي
فاحزن
صوتهم هنا
ولكني سرقتكَ من الخريف
يا من وُلِدَت بين الماء والنار
احتجاجاً..
نصف قلبك ملجأ،
والنصف الآخر شبكة الأميرة
أُغلق على رماد العمر
وانطفأت لترجع في الزحام
هل آنَ أن تأوي إلى صوتي
لنوقد غصّةً
بعد الخريف بغيمتين
ونبكِ كما نشاء
ونفرح بالبكاء
هل آنَ أن تُرخى على عينيك
صبّار الحقيقة
مَنْ يسير إليك
من مدن البنفسج
أيها المسكون بالأمطار
لا بد أن تأتيك الأقدار.
فاحزن،
لأنك لن تكون مقاوماً
ولأنهم سيجعلون من ضياء يديك
مشنقةً للسلام
واحزن
على ميلادكَ المنسي
صوتكَ لا يحرك سوى دمي
والليل يقطف كما اعتاد – الأثر.
وقلبك هو نافذة الحبيبة
التي لفها الغبار طيف شهوتها.