يُعَدُّ الشاعر من أبرز الموهوبيين في مجال الشعر، حيث تميز بقدرة استثنائية على نظم الأبيات بشكلٍ متدفق، مع التركيز على عمق المعاني واختيارها بدقة، حيث بلغ عدد الأبيات التي ألفها أكثر من 23500 بيت شعري.
أجمل قصائد أحمد شوقي في الحب
عند استعراض أجمل قصائد أحمد شوقي حول الحب، نجد أن جميع الأبيات التي نظمها تتميز بالجمال والقوة، وتحتوي على مشاعر الحب الجياشة، مصحوبة بالاحترام والتفاؤل في آن واحد:
ردت الروح على المضنَى معك .. أحسن الأيام يوم أرجعك.
مرّ بعدك ما روعني .. أترى يا حلْو بعدي روّعك؟.
كم شكوت البين بالليل إلى .. مطلع الفجر عسى أن يطلعك.
وبعثت الشوق في ريح الصبا .. فشكا الحرقة مما استودعك.
يا نعيمي وعذابي في الهوى .. بعذولي في الهوى ما جمعك؟.
أنت روحي، ظلّ الواشي الذي .. زعم القلب سلا.
أو ضيعتك موقعي عندك لا أعلمه .. آه لو تعلم عندي موقعك!.
أرجفوا أنك شاكٍ مُوجع .. ليت لي فوق الضنا ما أوجعك.
نامت الأعين إلا مقلة .. تسكب الدمع وترعى مضجعك.
يا ناعما رقدت جفونه .. مضناك لا تهدأ شجونه.
حمل الهوى لك كلّه .. إن لم تعنه فمن يعينه؟.
عد منعما، أو لا تعد .. أودعت سرك من يصونه.
بيني وبيك في الهوى .. سبب سيجمعنا متينا.
رشأ يعاب الساحر .. وسحرهم إلا جفونه.
الروح ملك يمينه .. يفديه ما ملكت يمينه.
ما البان إلا قدّه .. لو تيمت قلباً غصونه.
ويزين كل يتيمة .. فمه وتحسبها تزينه.
ما العمر إلا ليلة .. كان الصباح لها جبينه.
بات الغرام يديننا .. فيها كما بتنا ندينه.
بين الرقيب وبيننا .. واد تباعده حزونه.
تغتابه ونقول: لا .. بقي الرقيب ولا عيونه.
قصيدة “يا ما أنت وحشني وروحي فيك” لأحمد شوقي
تعتبر قصائد أحمد شوقي في الحب من أرقى وسائل التعبير عن المشاعر الدفينة، ولذا يمكن إهداء هذه الأبيات بين الأحبة للاستمتاع بمعانيها وكلماتها المتميزة:
يا ما أنت وحشني وروحي فيك .. يا مئانس قلبي لمين أشكيك.
أشكيك للذي قادر يهديك .. ويبلغ الصابر أمله.
أنا حالي في بعدك لم يرضيك .. كان عقلك فين لما حبيت.
ولغير منصف ودّك ودّيت .. تنوي الهجران ولقاك حنيت.
يا قلب أنت معمول لك إيه .. هو سحري جرى وإلا انجنّيت.
كيد العوازل كايدني .. بس اسمع شوف.
دا أنت مالكني من قلبي .. والا بالمعروف.
حبك كواني تعالى شوف .. ستر العذول دايم مكشوف.
وأنا بالصبر أبلغ أملي .. يا ما نسمع بكرة وبعده نشوف.
قصيدة “تأتي الدلال سجية” لأحمد شوقي
أظهر أمير الشعراء العديد من الأمور المهمة في قصائد الحب، حيث تتميز ببلاغة مع الإيجاز وخيال إبداعي في اختيار الكلمات، مع عواطف قوية تظهر بطريقة أنيقة:
تأتي الدلال سجية وتصنعًا .. وأراك في حالَيْ دَلالكَ مُبدعًا.
ته كيف شئت؛ فما الجمال بحاكم .. حتى يطاع على الدلال ويسمعا.
لك أن يروعك الوشاة من الهوى .. وعليّ أَن أهوى الغزال مروَّعا.
قالوا: لقد سمع الغزال لمن وشَى .. وأقول: ما سمع الغزال، ولا وعي.
أنا من يحبك في نفارك مؤنسا .. ويحبّ تيهكَ في نفارك مطمعا.
قدّمت بين يديَّ أَيامَ الهوى .. وجعلتها أَملاً عليك مضيّعًا.
وصدقت في حبّي، فلست مباليا .. أن أمنح الدنيا به أو أمنعا.
قصيدة “نظرة فابتسامة” لأحمد شوقي
يأتي اختيار أجمل قصائد أحمد شوقي في الحب من مجموعة دواوينه التي نشرت، حيث اشتهر بفصاحة المعاني التي قدمت في عدة قصائد عن الحب والعشق:
خدعوا她 بقولهم حَسناء .. والغواني يغرهن الثناء.
أترى她 تنسى اسمي لما .. كثرت في غرامها الأسماء.
إن رأتني تميل عني، كأن لم .. تك بيني وبينها أشياء.
نظرة، فابتسامة، فسلام .. فكلام، فموعد، فلقاء.
ففراق يكون فيه دواء .. أو فراق يكون فيه الداء.
يوم كنا ولا تسل كيف كنا .. نتهادى من الهوى ما نشاء.
وعلينا من العفاف رقيب .. تعبت في مراسه الأهواء.
جاذبتني ثوبي العصيِّ وقالت .. أنتم الناس أيها الشعراء.
فاتقوا الله في قلوب العذارى .. فالعذارى قلوبهن هواء.
كما يمكنكم التعرف على:
قصيدة “بي مثل ما بك يا قمرية الوادي” لأحمد شوقي
تعتبر هذه القصيدة من أجمل ما كتب أحمد شوقي في الحب، حيث تضمن العديد من الأبيات التي تصف مشاعر الشوق إلى المعشوقة والصعوبات في الوصول إليها، بالإضافة إلى الكثير من الصور الجمالية والمعاني العميقة:
بي مثل ما بك يا قمرية الوادي .. ناديت ليلى فقومي في الدجى نادي.
وأرسلي الشجو أسجاعا مفصلة .. أو رددي من وراء الأيك إنشادي.
تلفت الروض لما صحت هاتفة .. كما تلفتت الركبان بالحادي.
كم هاج مبكاك من مجروح أفئدة .. تحت الظلام ومن مقروح أكباد.
لا تكتمي الوجد فالجرحان من شجن .. ولا الصبابة فالدمعان من واد.
يا حلوة الوعد ما نساك ميعادي .. عن الهوى أم كلام الشامت العادي.
كيف انخدعت بحسادي وما نقلوا .. أنت التي خلقت عيناك حسادي.
طرفي وطرفك كانا في الهوى سببا .. عند اللقاء ولكن طرفك البادي.
تذكري هل تلاقينا على ظمأ .. وكيل بل الصدى ذو الغلة الصادي.
وأنت في مجلس الريحان لاهية .. ما سِرت من سامر إلا إلى نادي.
تذكري منظر الوادي ومجلسنا .. على الغدير كعصفورين في الوادي.
والغصن يحلو علينا رقة وجوى .. والماء في قدمينا رايح غاد.
تذكري نغمات ههنا وهنا .. من لحن شادية في الدوح أو شادي.
تذكري قبلة في الشعر حائرة .. أضلها فمشت في فرقك الهادي.
وقبلة فوق خد ناعم عطر .. أبهى من الورد في ظل الندى الغادي.
تذكري قبلة من فيك أجعلها .. من اللقاء إلى أمثاله زادي.
تذكري موعدا جاد الزمان به .. هل طرت شوقاً وهل سابقت ميعادي.
فنلت ما نلت من سؤل ومن أمل .. ورحت لم أحص أفراحي وأعيادي.
قصيدة “سلوا قلبي غداة سلا وثابا” لأحمد شوقي
أثناء تواجد أمير الشعراء في إسبانيا، انطلق لاستيعاب الكثير من الأمور التي تخص اللغة الاسبانية، بالإضافة إلى التعرف على حضارة الأندلس. وفي النهاية، أخرج 24 قصيدة تتضمن أجمل قصائد أحمد شوقي في الحب، والتي تشمل:
سلو قلبي غداة سلا وثابًا .. لعَلَّ على الجمال له عتابًا.
ويسأل في الحوادث ذو صواب .. فهل ترك الجمال له صوابًا.
وكنت إذا سألت القلب يومًا .. تولى الدمع عن قلبي الجوابا.
ولي بين الضلوع دم وَلحم .. هما الواهي الذي ثكل الشبابا.
تسرّب في الدموع فقلت ولّى .. وصفّق في الضلوع فقلت ثابا.
ولو خلقَت قلوبٌ من حديدٍ .. لما حملت كما حمل العذابا.
وأحبابٍ سقيت بهم سلافًا .. وكان الوصل من قصر حبابا.
ونادمنا الشباب على بساط .. من اللذات مختلِف شرابا.
وكل بساط عيش سوف يطوى .. وإن طال الزمان به وطابا.
كأن القلب بعدهم غريب .. إذا عادته ذكرى الأهل ذابا.
ولا ينبيك عن خلق الليالي .. كمن فقد الأحبة والأصحابا.
أخو الدنيا أرى دنياك أفعى .. تبدل كل آونة إهَابا.
وأن الرقط أيقظ هاجعات .. وأترع في ظلال السلم نابا.
ومن عجب تشيب عاشقيها .. وتفنيهم وما برحت كعابا.
فمن يغتر بالدنيا فإنّي .. لبست بها فأبليت الثيابا.
لها ضحك القيان إلى غبي .. ولي ضحك اللبيب إذا تحابى.
جنيت بروضها وردًا وشوكًا .. وذقت بكأسها شهدًا وصابا.
فلم أرَ غير حكم الله حكمًا .. ولم أرَ دون باب الله بابا.
ولا عظمت في الأشياء إلا .. صحيح العلم والأدب اللبابا.
ولا كَرَّمت إلا وجه حرّ .. يقلد قومه المنن الرغابا.
ولم أرَ مثل جمع المال داءً .. ولا مثل البخيل به مصابا.
فلا تقتلك شهوتك ووزنها .. كما تزن الطعام أو الشرابا.
خذ لابنيك والأيام ذخرًا .. وأعطِ الله حصته احتسابا.
فلوت طالعت أحداث الليالي .. وجدت الفقر أقربها انتيابا.
وأن البر خير في حياة .. وأبقى بعد صاحبته ثوابا.
وأن الشر يصدع فاعليه .. ولم أرَ خيّرًا بالشر آبا.
فرقا بالبنين إذا الليالي .. على الأعقاب أوقعت العقابا.
ولم يتقلدوا شكر اليتامى .. ولا ادّراعوا الدعاء المستجابا.
قصيدة “طرقت حماها” لأحمد شوقي
جمع أحمد شوقي في قصائده العديد من السمات الخاصة بالتراث العربي، حيث تمزج بين العاطفة والموسيقى في أجمل قصائد الحب، مما يوضح أهم المعاني التي يمكن مشاركتها بين المحبين:
وليل كأن الحشر مطلع فجره .. تراءت دموعي فيه سابقة الفجر.
سريت به طيفًا إلى من أحبها .. وهل بالسها في حالة السقم من نكر.
طرقت حماها بعد ما هب أهلها .. أخوض غمار الظن والنظر الشزر.
فما راعني إلا نساء لقينني .. يبالغن في زجري ويسرفن في نهري.
يقلن لمن أهوى وآنسن ريبة .. نرى حالة بين الصبابة والسحر.
إليكن جارات الحمى عن ملامتي .. وذرن قضاء الله في خلقه يجري.
وأحرجني دمعي فلما زجرته .. رددت قلوب العاذلات إلى العذر.