أروع قصائد الحب الرومانسية

الشعر الرومانسي

يعتبر الشعر الرومانسي من أرقى أنواع الشعر وأجملها، حيث يشمل مواضيع الحب والشغف وآلام العشاق ومعاناتهم. يحضرك الشعر الرومانسي لتعيش فوق النجوم، وتسمع همس الليل والكواكب، وتناجي الطيور والبلابل، كما تعبر لها عن مشاعرك، فيحلق بك كطائر النورس في فضاءات البحار. وقد كتبت العديد من القصائد ضمن هذا النوع، وكانت من أجمل القصائد الحالمة التي تروي قصص الحب والمحبين.

من أبرز رموز الشعر الرومانسي في العصر الجاهلي الشاعر امرؤ القيس الذي أسقط في حب حبيبته العديد من القصائد الخالدة. وفي العصر الأموي، كان الكثير من شعراء الغزل مثل قيس بن الملوح، الذي عبر عن حبه لليلى وما عاناه من عذاب الفراق. وفي العصر الحديث، ترك الشاعر نزار قباني بصمة كبيرة في إثراء الشعر الرومانسي، حيث ألهب قلوب الناس بقصائد تحمل معاني رومانسية صادقة ومشاعر عميقة. إليكم مجموعة من أجمل الأشعار الرومنسية.

تسألني حبيبتي

قصيدة شهيرة من تأليف نزار قباني، إليكم أبياتها:

تسألني حبيبتي

ما الفرق بيني وبين السماء

الفرق ما بينكما

أنكِ إن ضحكتِ يا حبيبتي

أنسى السماء

يا ربي، قلبي لم يعد كافياً

لأن من أحبها تعادل الدنيا

فضع بصدري واحداً

غيره يكون بمساحة الدنيا

ما زلت تسألني عن عيد ميلادي

سجل لديك إذًا ما تجهله

تاريخ حبك لي تاريخ ميلادي

ذات العينين السوداوين

ذات العينين الصاحيتين الممطرتين

ما أطلب أبداً من ربي إلا شيئين

أن يحفظ هتتين العينين

ويزيد بأيامي يومين كي أكتب شعراً

في هاتين اللؤلؤتين

أشكوكِ للسماء كيف استطعتِ كيف

أن تختصري جميع ما في الأرض من نساء

لو كنتِ يا صديقتي بمستوى جنوني

رمَيتِ ما عليكِ من جواهر

وبعتِ ما لديكِ من أساور

ونمتِ في عيوني

لعينيك ما تلقى الفؤاد وما لقي

قصيدة أخرى للمتنبي، إليكم أبياتها:

لعينيك ما تلقى الفؤاد وما لقي

وللحُب ما لم يبقَ منّي وما بقي

وما كنتُ ممن يدخل العشق قلبه

ولكن من يبصر جفونك يعشق

وبين الرضى والسخط والقرب والنوى

مجال لدمع المقلتين المتراقِقِ

وأحلى الهوى ما شكّ في الوصل ربّه

وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتقي

وغضبي من الإدلال سكرى من الصبى

شفعتُ إليها من شبابي برقيقِ

وأجناب معسول الثنيّات واضحٍ

سترْتُ فمي عنه فقَبّل مفرقي

قفَا نَبْكِ مِن ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ

قصيدة شهيرة لامرؤ القيس، إليكم أبياتها:

قفَا نَبْكِ مِن ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ

بسقط اللوي بين الدخول فحوملِ

فتوضحتْ فالمقراة لم يعفُ رسمُها

لما نسجَتْهُ من جنوبٍ وشمألِ

ترى بعَرَ الآرام في عَرَصَاتِها

وقيعانها كأنّه حبّ فلفلِ

كأنّي غداة البين يوم تحملوا

لدَى سمرات الحيّ ناقف حنظلِ

وقوفًا بها صحبي علي مَطِيَّهُمُ

يقولون: لا تهلك أسا وتمعّلِ

وإن شفائي عبرةٌ مُهراقَةٌ

فهل عند رسمٍ دارسٍ من معولِ؟

قصائد عن حب قديم

قصيدة للشاعر محمود درويش، إليكم أبياتها:

على الأقاض وردتنا

ووجهانا على الرمل

إذا مرت رياح الصيف

أشرعنا المناديلا

على مهل.. على مهل

وغُبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى

نراوغ قطرة الطّل

تعالي مرّة في البال

يا أختاه!

إن أواخر الليل

تُعرّيني من الألوان والظلّ

وتحميني من الذل!

وفي عينيك، يا قمري القديم

يشدّني أصلي

إلى إغفائه زرقاء

تحت الشمس.. والنخل

بعيداً عن دجى المنفى..

قريباً من حمى أهلي

تشهّيت الطفولة فيك.

مذ طارت عصافير الربيع

تجرّد الشجر

وصوتك كان، يا ما كان

يأتي

من الآبار أحياناً

وأحياناً ينقطه لي المطر

نقيّاً هكذا كالنار

كالأشجار.. كالأشعار ينهمر

تعالي

كان في عينيك شيء أشتهيه

وكنت أنتظر

وشدّيني إلى زنديك

شدّيني أسيراً

منك يغتفر

تشهّيت الطفولة فيك

مذ طارت

عصافير الربيع

تجرّد الشجر!

ونعبر في الطريق

مكبّلين

كأننا أسرى

يدي، لم أدرِ، أم يدك

احتست وجعاً

من الأخرى؟

ولم تطلق، كعادتها،

بصدري أو بصدرك..

سروة الذكرى

كأنّا عابرا درب

ككلّ الناس

إن نظرا

فلا شوقاً

ولا ندماً

ولا شذراً

ونغطس في الزحام

لنشتري أشياءنا الصغرى

ولم نترك لليلتنا

رماداً.. يذكر الجمرا

وشيء في شراييني

يناديني

لأشرب من يدك ترمد الذكرى

ترجّل، مرّة، كوكب

وسار على أناملنا

ولم يتعب

وحين رشفت عن شفتيك

ماء التوت

أقبل، عندها، يشرب

وحين كتبت عن عينيك

نقط كل ما أكتب

وشاركنا وسادتنا..

وقهوتنا

وحين ذهبت ..

لم يذهب

لعلّي صرت منسيّاً

لديك

كغيمة في الريح

نازلة إلى المغرب..

ولكنّي إذا حاولت

أن أنساك..

حطّ على يدي كوكب

لك المجد

تجنّح في خيالي

من صداك..

السجن، والقيد

أراك، استند

إلى وساد

مهرة.. تعدو

أحسّك في ليالي البرد

شمساً

في دمي تشدو

أسمّيك الطفولة

يشرئب أمامي النهد

أسمّيك الربيع

فتشمخ الأعشاب والورد

أسمّيك السماء

فتشمت الأمطار والرعد

لك المجد

فليس لفرحتي بتحيّري

حدّ

وليس لموعدي وعد

لك.. المجد

وأدركنا المساء..

وكانت الشمس

تسرّح شعرها في البحر

وآخر قبلة ترسو

على عينيّ مثل الجمر

خذي منّي الرياح

وقبّليني

لآخر مرة في العمر

وأدركها الصباح

وكانت الشمس

تمشّط شعرها في الشرق

لها الحنّاء والعرس

وتذكرة لقصر الرق

خذي منّي الأغاني

واذكريني..

كلمح البرق

وأدركني المساء

وكانت الأجراس

تدقّ لموكب المسبية الحسناء

وقلبي بارد كالماس

وأحلامي صناديق على الميناء

خذي منّي الربيع

وودّعيني..

شؤون صغيرة

قصيدة أخرى لنزار قباني، إليكم أبياتها:

شؤون صغيرة

تمر بها أنت.. دون التفات

تساوي لديّ حياتي

جميع حياتي..

حوادث.. قد لا تثير اهتمامك

أعمّر منها قصور

وأحيا عليها شهور

وأغزل منها حكايا كثيرة

وألف سماء..

وألف جزيرة..

شؤون..

شؤونك تلك الصغيرة

فحين تدخّن أجثو أمامك

كقطّتك الطيبة

وكلي أمان

ألاحق مزهّوةً معجبة

خيوط الدخان

توزّعها في زوايا المكان

دوائر.. دوائر

وترحل في آخر الليل عنّي

كنجم، كطيب مهاجر

وتتركني يا صديق حياتي

لرائحة التبغ والذكريات

وأبقى أنا..

في صقيع انفرادي

وزادي أنا.. كلّ زادي

حطام السجائر

وصحناً.. يضم رماداً

يضّم رمادي..

وحين أكون مريضة

وتحمل أزهارك الغالية

صديقي.. إليّ

وتجعل بين يديك يدي

يعود لي اللون والعافية

وتلتصق الشمس في وجنتي

وأبكي.. وأبكي.. بغير إرادة

وأنت ترد غطائي عليّ

وتجعل رأسي فوق الوسادة..

تمنيت كل التمني

صديقي.. لو أنّي

أظلّ.. أظلّ عليلة

لتسأل عنّي

لتحمل لي كل يوم

وروداً جميلة..

وإن رن في بيتنا الهاتف

إليه أطير

أنا.. يا صديقي الأثير

بفرحة طفل صغير

بشوق سنونوة شاردة

وأحتضن الآلة الجامدة

وأعصر أسلاكها الباردة

وأنتظر الصوت..

صوتك يهمي عليّ

دفيئاً.. مليئاً.. قوياً

كصوت نبي

كصوت ارتطام النجوم

كصوت سقوط الحلي

وأبكي.. وأبكي..

لأنك فكرت فيّ

لأنك من شرفات الغيوب

هتفت إلي..

ويوم أجيء إليك

لكي أستعير كتاب

لأزعم أنّي أتيت لكي أستعير كتاب

تمدّ أصابعك المتعبة

إلى المكتبة..

وأبقى أنا.. في ضباب الضباب

كأنّي سؤال بغير جواب..

أحدّق فيك وفي المكتبة

كما تفعل القطّة الطيبة

تراك اكتشفت؟

تراك عرفت؟

بأنّي جئت لغير الكتاب

وأنّي لست سوى كاذبة

.. وأمضى سريعاً إلى مخدعي

أضمّ الكتاب إلى أضلعي

كأنّي حملت الوجود معي

وأشعل ضوئي.. وأسدل حولي الستائر

وأنبش بين السطور.. وخلف السطور

وأعدو وراء الفواصل.. أعدو

وراء نقاط تدور

ورأسي يدور..

كأنّي عصفورة جائعة

تفتّش عن فضلات البذور

لعلك.. يا.. يا صديقي الأثير

تركت بإحدى الزوايا..

عبارة حب قصيرة..

جنينة شوق صغيرة

لعلك بين الصحائف خبّأت شيئا

سلاماً صغيراً.. يُعيد السّلام إليّا..

وحين نكون معاً في الطريق

وتأخذ – من غير قصد – ذراعي

أحسّ أنا يا صديق..

بشيء عميق

بشيء يشابه طعم الحريق

على مرفقي..

وأرفع كفّي نحو السماء

لتجعل دربي بغير انتهاء

وأبكي.. وأبكي بغير انقطاع

لكي يستمر ضياعي

وحين أعود مساء إلى غرفتي

وأنزع عن كتفيّ الرّداء

أحسّ – وما أنت في غرفتي –

بأن يديك

تلفّان في رحمة مرفقي

وأبقى لأعبد يا مرهقي

مكان أصابعك الدافئات

على كم فستاني الأزرق..

وأبكي.. وأبكي.. بغير انقطاع

كأنّ ذراعي ليست ذراعي.