أروع قصائد الحب باللغة العربية الفصحى

لقد عانيت كثيرًا من حب لبنى

يقول الشاعر قيس بن ذريح:

لقد عذبتني يا حب لبنى،

فالموت أرحم من حياةٍ

نعيش فيها في شتات وابتعاد،

فعلق الأهل بخصوص الحب، قائلين: ابتعد عنها،

فأجبتهم بأن وقت وفاتي قد اقترب.

أروع حب

يقول محمود درويش:

كما ينبت العشب بين صخورٍ قاسية،

وجدنا أنفسنا غريبين يومًا،

وكأن سماء الربيع تحتوي على نجوم كثيرة،

وكما غرست في قصيدة حب لأجل عينيك،

غنيتها بكل ما في قلبي!

هل تعرف عيناكِ أنني انتظرت طويلًا،

كما ينتظر الطائر الصيف،

وانتظرت كمن يعرف معنى الفراق،

فتبكي عين على أخرى يحلقان بعيدًا.

نحن عاشقان حتى يختبئ القمر،

ونعلم أن اللقاء والقبلات،

طعام ليالي الهوى،

وأن الصباح ينادي خطاي لتنطلق من جديد!

نحن صديقان، سنجعل من أيادينا معًا،

نتشارك صنع الخبز والأغاني.

لماذا نتساءل عن مصير هذه الطريق؟

من أين جاءت خطواتنا؟

فليكن لي، ولك أن نسير معًا للأبد!

لماذا نبحث عن أنين الشعر الحزين؟

ونتساءل: هل سيدوم حبنا؟

أحبك حب القوافل، كأشجار الماء والعشب،

وحب الفقير لرغيفه!

كما ينبت العشب بين صخورٍ قاسية،

وجدنا أنفسنا غريبين،

ولكن سيبقى حبنا نقيًا إلى الأبد.

مقتطفات من أشعار جميل بثينة

يقول جميل بن معمر:

أرى كل الحبيبين غيري والتي أحبها،

يستظلون بالسعادة في هذه الحياة،

وأنا أمشي وأرى أنهما يقودانني في البلاد كأسرى،

أصلي وأبكي في صلاتي ذكراها،

ويل لي مما تدونه الملائكة،

لقد ضمنت لها أنني لن أحب سواها،

وقد وثقت بي دون ضمان،

ألا أيها الناس، قوموا لتسمعوا،

هذه خصومة بين عاشقين يتجادلان.

وفي كل عام يتجدد اللقاء،

عتاب، وبعد، ثم تصالح.

يعيشان في هذه الدنيا غريبين حيثما أقاموا،

وفي السنوات يلتقيان.

تذكر أنسًا من بثينة

يقول جميل بن معمر:

تذكرتُ أنسًا من بثينة، وكان القلب مُتعلقًا،

وبثينة تبقى في ذاكرتي يا ذي الشجن،

حنّت قلوصي حين استمعت إلى حديثها،

برملة دٍ تحبو،

أأكذب عيني أم أنني رأيتُ في الربيع،

للبثينة، نارٌ تنفث اللهب؟

ألا أيها النيام، استيقظوا! أأسألكم، هل يُفضي الحب إلى موت الرجل؟

ألا كم من ركبٍ وقفت مطاياهم،

عليكِ، ولولاكِ، لما توقف الركب.

لها النظر الأولى على أحبائها، وهي البسمة،

وإن تلاقت الأبصار، كان لها الجمال المبهر.

زدني بفرط الحب فيك تحيرًا

يقول ابن الفارض:

زدني بفرط الحب فيك تحيرًا،

وارحم مشاعري التي تلتهب شعارك.

وإذا سألتكَ أن تريكني حقيقةً،

فاسمح، ولا تجعل إجابتك أنني لن أراك.

يا قلب، لقد وعدتني في حبهم الصبر،

فاحذر أن تضيق وتضجر.

إن الغرام هو الحياة، فمت به عشقًا،

فمن حقك أن تموت وتُعذر.

قل للذين سبقوني وإلى مَنْ بإشجاني ينظرون،

خذوا مني، وتأسوا بي، وليسمعوا،

وانشروا قصتي بين الناس.

وعشت بمفردي مع الحبيب، وبيننا،

سر لطيف كنسيم الفجر، إذا سرى.

أباح طرفي نظرةً أرقتها،

فغدوت معروفًا وكنت منسيًا.

فدهشت بين جماله وجلاله،

وغدا لسان الحال يتحدث عني.

فأدر نظركَ في ملامح وجهه،

ستلقى في كل جمال.

لو أن كل الجمال في صورة واحدة،

فيراه كان مهللاً ومكبراً.

أحبك جدًا

يقول نزار قباني:

أحبك جدًا،

وأعلم أن الطريق إلى المستحيل طويل.

وأعرف أنك أفضل النساء،

وليس لي بديل.

فوقوع الحنين انتهى،

ومات الكلام الجميل.

لست النساء فما نقول؟

أحبك جدًا…

أحبك جدًا، وأعلم أنني أعيش في منفى،

وأنت في منفى أيضًا.

وبيني وبينك،

رياح وغيم وبروق ورعود وثلوج ونار،

وأعلم أن الوصول لعيونك وهم،

وأعرف أن الوصول إليك،

كأنه انتحار.

ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلك، أيتها الغالية،

ولو خيروني،

لأعدت حبك للمرة الثانية.

أيا من نسجت قميصك من أوراق الشجر،

أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر،

أحبك جدًا،

وأعرف أنني أسافر في بحر عينيك،

بدون يقين،

وأترك عقلي ورائي وأركض،

أركض،

أركض خلف جنوني،

أيا امرأة تمسك القلب بين يديها،

أسألك بالله، لا تتركيني،

لا تتركيني.

فماذا أكون إن لم تكوني؟

أحبك جدًا،

وجداً وجداً،

وأرفض من نار حبك أن أستقيلا،

وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا؟

وما يهمني،

إن خرجت من الحب حيًا،

أو خرجت قتيلًا.

رمت الفؤاد مليحة عذراء

يقول عنترة بن شداد:

رمت الفؤاد مليحةٌ عذراء،

بسهمات نظرٍ لا دواء لها.

مرت في أيام العيد بين نواهدٍ،

كأن شمس نظرهن غزال.

فغتالني سقم ما في صدري،

أخفيته، فأعلنه الإخفاء.

خطرت، فقلت: قضيب بانٍ…

تحركت بعطفها بعد الجنوب.

ورنت، فقلت: غزالةٌ مدهوشةٌ،

قد أفرحتها الأقدار.

وبدت، فقلت: البدر ليلة تميم،

قد قلّدت نجومها الجوزاء.

ابتسمت، فظهر ضوء لؤلؤة ثمرة.

فيه من داء العاشقين شفاء.

سجدت تعظم ربها، فتأمل،

لتضاءل أمامها عظماؤنا.

يا عبل، مثل هواك أو أكثر،

عندي إذا وقع اليأس رجاء.

إن كان يسعدني الزمان، فأنا في همتي،

بمأساتي.

ذكرت عشية الصدفين ليلى

يقول قيس بن الملوح:

ذكرت عشية الصدفين ليلى،

وفي كل الدهر ذكراها لا جديد.

إذا حال الغراب الجون دوني،

فمن قلبي إلى ليلى بعيد.

علي ألليّة إن كنت أدري،

أينقص حب ليلى أم يزيد؟

لها في طرفها لحظات تميت بها،

وتحيي من تشاء.

وإن غضبت، رأيت الناس هلكى.

وإن رضيت، فالأرواح تعود.

فقلن لقد بكيت، فقلت: كلا،

وهل يبكي من الطرب الجليد؟

ولكن أصاب سواد عيني،

عودٌ ندى له طرفٌ حديد.

فقلن فما لدمعيهما سوى،

أكلتا مقلتيك أصاب عود.

هل غادر الشعراء من متردم

يقول عنترة بن شداد:

هل غادر الشعراء من متردم؟

أم هل عرفت الدار بعد توهم؟

يا دار عبل، بالجَوَاء تكلمي،

وعمي صباحًا، دار عبل، واسلمي.

فوقفت فيها ناقتي وكأنها،

قد دنوت لأقضي حاجة المتلوم.

وتحل عبل بالجَوَاء، وآهلنا،

بالحزن، فالصمان، فالمتثلم.

حييت من طلل قديم عهده،

أقوى وأقفَرَ بعد أم الهيثم.

حلت بأرض الزائرين، فأصبحت،

عسرًا عليّ طلبَكِ، ابنة مخرم.

علقتُها عَرَضًا وأقتلُ قومَها،

زعمًا لعمر أبيك ليس بمزعم.

ولقد نزلتِ فلا تظني غيره،

مني بمنزلة المُحب المُكرم.

كيف المزار وقد تربّع أهلها،

بعنَيْزّتَينِ وأهلنا بالغيلم.

إن كنت أزمعت الفراقَ، فإنما،

زُمت رِكابكم بليل مظلم.

ما راعني إلا حملة أهلها،

ووسط الديار تسف حب الخمخِمِ.

فيها اثنتان وأربعون حلوةً،

سودًا كخافية الغرب الأسود.

إذ تستبيك بذيبٍ واضح،

عذبٍ مقبله لطيف المطعم.

وكأن فارغة تاجرٍ بقسيمةٍ،

سبقت عوارضها إليك من الفم.

أو روضةً أنفًا تضم زرعها،

غيثٌ قليلُ الدمن ليس بمعلم.

جادَت عليه كل بكرٍ حرّةٍ،

فتركت كل قارةٍ كالدراهم.

فانسكبت وتسْكابًا، فكل عشيّةٍ،

يجري عليها الماء لم يتصَرّم.

وخلت الذباب فهي ليست ببارحةٍ،

غَرِدًا كفعل الشارب المتنعم.

هَزِجًا يحُكُّ ذراعه بذراعه،

قدحَ المكبِّ على الزناد الأجذم.

تمسي وتصبح فوق ظهر حشيةٍ،

وأبيت فوق سرَاةٍ أدهم مُلجم.

وحشيتي سرج على عبل الشوى،

نهَدٍ مراكله نبيل المحزم.

هل تبلغني دارها شدنية،

لعنت بمحروم الشراب مُصرّم؟

خطارة غب السرى زيافٌ،

تطس الإكام بوخذ خفٍ ميثم.