أروع قصيدة تبرز مكانة الرسول الكريم

مدح النبي أمان الخائف الوجل

للشاعر البوصيري:

لقد كان مدح النبي الكريم أماناً لكل خائف ووجل،

فاستمر في مدحه، سواء كان ذلك ارتجالاً أو غير ارتجال.

لا تتحدث عن أوطان أو ديار،

ولا تذكر أماكن أو آثار قديمة،

بل صف جمال حبيب الله بوضوح،

فإنه حقًا هو أفضل وصف وغزل.

ريحانته تشبه زهور الربى،

فهو ابن الزهراء فاطمة،

أفضل النساء ورفيقة الإمام علي.

إذا امتدحت أحدًا من سلالته،

فهو النسب الذي يكرم مدحي لسيد الرسل.

محمد، أفضل الرسل، الذي شهدت،

بفضله جميع أنبياء العصور الأولى.

لم يتفوق عليه أحد في الخلق والأخلاق،

ولا زال حبه قائمًا لكل مخلوق.

تأمل في سنن النبي الحميد،

فإن فيها شفاءً لكل عجز وفشل.

وتفكر في جمال فكرته.

إن الذي بعث النبي محمد

للشاعر جرير:

إن الذي بعث النبي محمد،

أقام الخلافة في الإمام العادل،

لقد أسهمت في الخير وتجنبت التحجر،

حتى وصلت إلى جسر الساحل.

نال عدلك كل من أقام في أرضنا،

فإليك حاجة كل وفد مسافر.

إنني آمل منك خيراً عاجلاً،

والنفس متعلقة بالخير العاجل.

وربنا أنزل في الكتاب فرضًا،

لابن السبيل وللفقير المعيل.

ولد الهدى فالكائنات ضياء

يقول أحمد شوقي في مدح الرسول:

وُلِدَ الهدى فالكائنات ضياء،

ووجه الزمن يبتسم ويثني.

الروح والملائكة من حوله،

للدين والدنيا يبشرون.

والعرش يزهو والحظيرة تزدهر،

والمُنتَها والسدرة العصماء.

حديقة الفرقان فيها ضحك الربى،

والترجم شديدة العطر.

والوحي يقطر سلسلًا من عذوبة،

واللوح والقلم البديع في رواء.

نظمت أسماء الرسل وهي صحيفة،

في اللوح واسم محمد طغراء.

اسم الجلالة بأحرف بديعة،

ألفٌ هناك واسم طه الباء.

يا خير من جاء الوجود تحية،

من مُرسلٍ إلى الهدى جاءوا.

بيت الأنبياء الذي لا يلتقي،

إلا الحنفاء فيه والحنفاء.

خير الأبوة حازه آدم،

دون الأنام وأحرزت حواء.

هُم أدركوا عز النبوة وانتهت،

فيها إليك العزة القاسية.

خلقت لبيتك وهو مخلوق لها،

إن العظام كفؤها العظماء.

بك بشر الله السما فزُينت،

وتضوعت مسكاً بك الأرض.

وبدا محياك الذي قساماتك،

حق وغرته هدى وحياء.

وعليه من نور النبوة رونق،

ومن الخليل وهديه سيماء.

أثنى المسيح عليه خلف سماه،

وتهللت واهتزت العذراء.

يوم يتفاخر الزمان بأشــعته،

ومساءه بمحمَد ضياء.

الحق عالٍ، لا ركن فيه مظفر،

في الملك لا يعلو عليه لواء.

ذعرت عروش الظالمين فزلزلت،

وعلت على تيجانهم أصداء.

والنار خاوية الجوانب حولهم،

خمدت ذئابها وغاض الماء.

والآيات تتلى والخواطر كثيرة،

جبريل يجوب بها يومًا غدّاء.

نِعم اليتيم بدت مخايل فضله،

واليتم رزق وبعضه ذكاء.

في المهد يسقى الحيا برجائِه،

وبقصده تُستدفع البأساء.

بخلاف الأمانة في الصبا، والصدق،

لا يعرفه أهل الصدق والأمناء.

يا من له الأخلاق ما تهوى العُلا،

منها وما يتعشق الكبار.

لو لم تقم دينًا لقامت وحدها،

دينًا تُضيء بنورِه الآناء.

زانتك في الخلق العظيم شمائل،

يغري بها الكرماء ويتعلقا.

أما الجمال فأنت شمس سمائه،

وملاحة الصديق منك أضواء.

والحسن من كرم الوجوه وخيره،

ما أوتي القواد والزعماء.

فإذا سخوت بلغت بالجود المدى،

وفعلت ما لا تفعله الأنواء.

يا آل بيت رسول الله حبكم

للإمام الشافعي:

يا آل بيت رسول الله، حبكم،

فرض من الله في القرآن أنزله.

يكفيكم من عظيم الفخر أنكم،

من لم يصل عليكم فليس له صلاة.

وأحسن منك لم تر قط عيني

لشاعر النبي حسان بن ثابت:

وأحسن منك لم تر قط عيني،

وأجمل منك لم تلد النساء.

خلقت مبرأ من كل عيب،

كأنك قد خُلقت كما تشاء.

بمدح المصطفى تحيا القلوب

للشاعر البوصيري:

بمدح المصطفى تحيا القلوب،

وتغفر الخطايا والذنوب.

وأرجو أن أعيش به سعيدًا،

وألقاه وليس علي حوب.

نبيٌ كامل الأوصاف تمّت،

محاسنه فقيل له الحبيب.

يفرّج ذكره الكربات عنا،

إذا نزلت بساحتنا الكروب.

مدائحه تزيد القلب شوقًا،

إليه، كأنها حلي وطيب.

وأذكره وليلة الخطبة داجية،

عليّ فتنجلي عني الخطوب.

وصفت شمائل منه حسناً،

فما أدري أمدح أم نسيب.

ومن لي أن أرى منه محيا،

يسرّ بحسنِه القلب الكئيب.

كأن حديثه زهرٌ نضير،

وحامل زهره غصن رطيب.

ولي طرف لمِرآه مشوقٌ،

ولي قلب لذكره طروب.

تبوأ قابَ قوسين اختصّصًا،

ولا واش هناك ولا رقيب.

مناصبه السنية ليس فيها،

لإنسان ولا ملك نصيب.

رحيب الصدر ضاق الكون عنما،

تضمن ذلك الصدر الرحيب.

كيف ترقى رقيك الأنبياء

للشاعر البوصيري:

كيف ترقى رقيك الأنبياء،

يا سماءً ما طاولتها سماء.

لم يساوووك في علاك وقد حالوا،

سناً منك دونهم وسناء.

إنما مثلوا صفاتك للناس،

كما مثل النجوم الماء.

أنت مصباح كل فضل فما تصدُرُ إلا عن ضوئك الأضواء.

لك ذات العلوم من عالم الغيب،

ومنها لآدم الأسماء.

لم تزل في ضمائر الكون تختار،

لك الأمهات الأباء.

ما مضت فترةٌ من الرسل إلا،

بشّرت قومها بك الأنبياء.

تتباها بك العصور وتسْمُو،

بك علياء بعد علياء.

وبدا للوجود منك كريمٌ،

من كريمٍ آباؤه كرماء.

نسبٌ تحسب العلا بحلاه،

قلدتها نجومه الجوزاء.

حبذا عقد سؤددٍ وفخارٍ،

أنت فيه اليتيمة العصماء.

ومحياك كالشمس منك مضيءٌ،

أسفرَت عنه ليلةٌ غراء.

ليلة الميلاد التي كانت للدين،

سرورٌ بيومه وازدهاء.

وتوالت بشرى الهواتف أن قد،

ولد المصطفى وحقّ الهناء.

وتداعى إيوان كسرى ولولا،

آيةٌ منك ما تداعى البناء.

وغدا كل بيت نارٍ وفيه،

كربةٌ من خمودها وبلاء.

لأحمد في الذكر وصف عظيم

للمكزون السنجاري:

لأحمد في الذكر وصفٌ عظيم،

رسولٌ نبيٌ رؤوفٌ رحيمٌ.

شهيدٌ بشيرٌ سراجٌ منيرٌ،

سميعٌ بصيرٌ خبيرٌ عليمٌ.

نذيرٌ مجيرٌ وليٌ نصيرٌ،

وساعٍ وداعٍ ورعٍ حميمٌ.

كتابٌ مبينٌ قويٌ أمينٌ،

مكانٌ مكينٌ صراطٌ قويمٌ.

ذُكورٌ شكورٌ صبورٌ وقورٌ،

حميدٌ مجيدٌ غفورٌ حليمٌ.