أساليب القيادة النبوية في المجتمع المسلم
اعتمد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قيادته للأمة الإسلامية على توجيهات القرآن الكريم التي تضمنت العديد من الأوامر الإلهية حول كيفية التعامل مع الناس. فقد حثّ الله تعالى نبيه على أن يتسم باللّين ويدع عن نفسه الشدة والغِلظة، وأمره عز وجل بالعفو عن المسيئين إليه، بالإضافة إلى استشارة أصحاب الرأي في المسائل المتعلقة بالدنيا. كما جاء في قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ). وقد تميزت قيادته الحكيمة والدقيقة، إذ كان يجيد اختيار الولاة طبقًا لأعلى معايير النزاهة والكفاءة. كما كانت لديه رؤية واضحة في تطبيق مبدأ الشورى من خلال مشاورته لذوي الرأي من أصحابه. وقد اتضح أسلوب قيادته في المدينة المنورة من خلال تطبيقه لمبدأ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وعقد المعاهدات مع غير المسلمين، حيث كان يعزز العلاقات ويدفع عنهم من الأموال والهدايا، إلى جانب تكريمه للوفود العربية التي كانت تزوره لأجل استمالتهم للإسلام. وكان صلح الحديبية الذي أبرمه مع المشركين مثالًا واضحًا على الفرصة التي أتيحت لكثير من المشركين للتعرف على الإسلام والانضمام إليه قبل فتح مكة.
صفات النبي القيادية
اكتسب النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته العديد من الصفات القيادية التي أهلته لتحمل الرسالة وقيادة الأمة. من أبرز هذه الصفات صدقه؛ فقد عُرف وقتها بالصادق الأمين. كما اتصف بالشجاعة، حيث كان المسلمون يلجئون إليه في الأوقات العصيبة بحثًا عن الأمان والحماية. وبرزت حزمته في الدعوة عندما رفض مساومات المشركين وإغراءاتهم. كما تجلّت قيمة التواضع لديه من خلال مشاركته للمسلمين في أعمال حفر الخندق وبناء المسجد.
أساليب النبي في الدعوة
اعتمد النبي صلى الله عليه وسلم أساليب حكيمة في دعوته للإسلام، حيث بدأها بالدعوة الفردية من خلال اختيار ذوي العقول وأصحاب الأخلاق الحسنة، الأمر الذي أدى إلى إيمان خديجة وعلي وأبي بكر رضي الله عنهم. لاحقًا، انتقل إلى أسلوب الدعوة الجماعية من خلال خطبه المؤثرة التي كانت تستقطب العديد من الناس. كما أرسل الرسل للدعوة إلى الدين، بالإضافة إلى إرساله الكتب إلى هرقل وقيصر. وكان يعزز حب المسلمين للإسلام من خلال تقديم المواعظ المستمرة لحمايتهم من السآمة.