أنواع شكر الله
يتجلى شكر الله -تعالى- على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى في ثلاثة أنواع أساسية تُعزز بعضها البعض. فيما يلي تفصيل لأشكال الشكر على نِعم الله سبحانه وتعالى:
- شكر القلب: إذ يتطلب من المؤمن الشعور بأن الله -تعالى- هو المصدر الوحيد لجميع النعم، والاعتراف بفضله العظيم. يُعدّ هذا النوع من الشكر واجبًا على العبد وهو بمثابة تحقيق للتوحيد بما يرضي الله تعالى.
- شكر اللسان: والذي يتمثل في التعبير عن الشكر لفظيًا، والتأكيد على ما يُكنه القلب من إقرار بوجود النعمة ومُعطِيها. يتضمن ذلك استخدام اللسان في ذكر المحامد والثناء على الله -تعالى-.
- شكر الجوارح: ويعني توظيف العبد لأعضاء جسده في طاعة الله -تعالى- والسعي لنيل رضوانه، من خلال القيام بما أمر به وترك ما نهى عنه. كما يتجلى شكر الجوارح أيضًا في استخدام النعم في سبيل إرضاء الله، مثل: تقديم الصدقات.
أعلى مراتب الشكر
أشار ابن القيم في كتابه “مدارج السالكين” إلى أن شكر الله -تعالى- يتوزع على ثلاث مراتب تتباين بين الناس. وفيما يلي توضيح لتلك المراتب:
- فئة من الناس يشكرون الله -تعالى- على ما يُحبونه.
- فئة أخرى يشكرون الله -تعالى- على المصائب والابتلاءات.
- وأعلى المراتب هي الفئة التي لا ترى النعمة إلا من منظور المنعم -سبحانه-، حيث يدركون أنه هو وحده الفاعل في حياتهم، وتُعتبر هذه المرتبة أرقى درجات الشكر التي يُمكن أن يصل إليها العبد، والتي تؤدي به إلى مرتبة العبودية الحقيقية.
الشكر في الإسلام
تسمى الله -تعالى- باسم الشكور والشاكر، وأمر عباده بأن يتوجهوا إليه بالشكر والثناء الحسن. وقد اعتبر ذلك من حقوق الله على عباده. كما خصص للشاكرين فضائل عديدة، منها: حسن العاقبة في الآخرة، ونيل رضوان الله -تعالى- المستمر، بالإضافة إلى البركة في الرزق، والاستقرار في النعمة، والاستمتاع بها في جميع الأحوال. وقد أثنى الله -سبحانه- على أنبيائه لملازمتهم الشكر في حياتهم، وذلك في العديد من الآيات التي تشير إلى ذلك بشكل واضح.