ما هي أسباب انقراض الحيوانات؟
إن أسباب انقراض الحيوانات متعددة وتتفاوت بشكل كبير، وتعتبر الحيوانات المهددة بالانقراض في حالة حرجة إذا لم تُوفر لها الحماية اللازمة من البشر. حيث تتسارع معدلات الانقراض بشكل ملحوظ، ويشير الباحثون إلى أنها زادت من (1000 إلى 10,000) مرة.
يحدث الانقراض عندما تنقرض آخر عينة معروفة من نوع معين من الحيوانات دون أن تترك ذرية وراثية. وقد اختفى أكثر من 99% من الكائنات الحية التي كانت تعيش على الأرض. ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى انقراض الحيوانات:
تدمير الموائل
يعتبر تدمير الموائل أحد الأسباب الرئيسية لانقراض الحيوانات في الوقت الحاضر، نتيجة لعمليات إزالة الغابات وقطع الأشجار. وهذا قد أدى إلى انقراض العديد من الحيوانات، وخاصة تلك التي تحتاج إلى بيئات غابية متكاملة. من الملاحظ أنه إذا استمر البشر في هذه الأنشطة، فقد يتعرض معظم الغابات المطيرة للاختفاء خلال المئة عامًا المقبلة.
حتى الآن، حول الإنسان قرابة 13 مليون هكتار من الغابات إلى مناطق غير محمية. والمنطقة البحرية ليست في مأمن كذلك؛ إذ تُعد الشعاب المرجانية موطنًا لنحو 25% من الحيوانات البحرية، وقد تم تدمير حوالي 27% منها.
فقدان التنوع الجيني
التنوع الجيني هو الاختلاف الموجود داخل كل نوع من الحيوانات، والذي يُساعد هذه الأنواع على التكيف مع التغيرات البيئية. كلما زاد التنوع الجيني، زادت احتمالات بقاء الحيوانات وتجنبها الانقراض. ويحدث فقدان التنوع الجيني عادةً عندما تتزاوج الحيوانات من نفس النوع، مما يؤدي إلى انخفاض تنوعها الجيني كما هو الحال مع الفهود.
تتزاوج الفهود غالبًا ضمن نفس الأسرة، مما أدى إلى انخفاض تنوعها الجيني، وهذا يعرضها لخطر الانقراض بشكل أسرع مقارنةً بالحيوانات الأخرى. كما أن الأنشطة البشرية مثل الصيد الجائر تسهم في تقليص التنوع الجيني، مما يؤثر سلبًا على القدرة على التكيف ويقلل من أعداد الحيوانات.
الصيد الجائر
تؤدي عمليات الصيد الجائر إلى استنفاد بعض الأنواع الحيوانية أو تقليص أعدادها إلى مستويات خطيرة تجعلها مهددة بالانقراض.
يستهدف الإنسان الحياة البرية لأسباب متعددة، مثل الحصول على الغذاء، أو الريش، أو الفراء، أو الزيت، أو الأدوية. وقد ساهمت التكنولوجيا الحديثة في زيادة حجم الصيد بشكل كبير، مما يكثّف الضغوط على بعض الأنواع، كما هو الحال مع بعض الأسماك.
الاحتباس الحراري
يساهم الاحتباس الحراري في التأثير على درجات الحرارة في الغلاف الجوي، مما يؤثر بشكل كبير على جميع أشكال الحياة، بما فيها الحيوانات. وعلى الرغم من معرفتنا ببعض آثار الاحتباس الحراري، إلا أن جوانب عديدة لا تزال تحتاج إلى المزيد من البحث.
من المؤكد أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى زيادة الأمراض بين الحيوانات، مما يعرضها لمخاطر أكبر من الانقراض.
التلوث البيئي
التلوث له تأثير سلبي كبير على الحياة الحيوانية، مما يزيد من مخاطر الانقراض. ويأتي التلوث بأشكال عديدة، بما في ذلك إدخال مواد كيميائية إلى التربة والمياه والهواء. هذا يمكن أن يتداخل مع العمليات الحيوية للحيوانات، مما يؤدي إلى موتها بسرعة.
من بين الملوثات، نجد أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، والنيتروجين، بالإضافة إلى المعادن الثقيلة مثل الزئبق. تؤدي هذه العناصر إلى تسريع معدلات الانقراض، حيث تتعرض الحيوانات الكبيرة والنادرة للخطر أكثر من الأنواع الأصغر التي يمكن أن تتكيف مع ظروف البيئة الملوثة.
عواقب انقراض الحيوانات
يلعب كل صنف من الأصناف الحيوانية دورًا فريدًا في النظام البيئي. وعند انقراض نوع معين لأي سبب، قد يحدث خلل في التوازن والتنوع البيولوجي، مما يؤثر سلبًا على النظام البيئي بشكل كامل. ومن بين النتائج المترتبة على انقراض الحيوانات:
تغيير النظم البيئية
النظم البيئية تتسم بالتوازن الذي تعودت عليه لقرون، لكن انقراض بعض الأنواع قد يؤدي إلى تدمير هذا التوازن. على سبيل المثال، إذا انقرض نوع مفترس، فإن ذلك قد يتسبب في زيادة أعداد الفريسة، مما يؤدي إلى اختلال النظام البيئي.
تعريض السلسلة الغذائية للخطر
من أكبر المخاطر الناتجة عن انقراض الحيوانات هو تعطيل السلسلة الغذائية، حيث تكمن أهمية كل نوع في وظيفته في النظام البيئي. الفقدان المفاجئ لأي نوع قد يؤدي إلى انقطاع في السلسلة الغذائية، مما يؤثر على الأنواع الأخرى.
فقدان ثروات الطبيعة العلاجية
انقراض الحيوانات يمكن أن يؤدي إلى فقدان مصادر المواد الطبيعية المستخدمة في صنع الأدوية. العديد من الأدوية تُستخلص من مكونات حيوانية، مما يجعل فقدان هذه الحيوانات أمرًا كارثيًا.
تعريض تلقيح النباتات للخطر
تتأثر النباتات أيضًا بانقراض بعض الحيوانات، حيث تعتمد الكثير من الأنواع على الحيوانات في عملية التلقيح. فعلى سبيل المثال، يعتمد النحل على العديد من أنواع النباتات، وفقدانه قد يعرض هذه النباتات لخطر الانقراض، مما يؤثر سلبًا على النظام الغذائي للإنسان.
التأثير السلبي على الاقتصاد
انقراض الحيوانات له تأثيرات اقتصادية كبيرة، حيث تشير دراسات الأمم المتحدة إلى أن فقدان الأنواع المختلفة قد يؤدي إلى تقليص الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 18% بحلول عام 2050.
هناك عدة قطاعات تتأثر بفقدان الأنواع، على سبيل المثال، أدت خسارة أعداد كبيرة من النحل إلى تراجع صناعة العسل، التي تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار سنويًا. كما أن انقراض سمك القد قبالة سواحل نيوفاوندلاند أثر بشكل سلبي على معاشات الصيادين المحليين.
حلول لحماية الحيوانات من الانقراض
هناك العديد من الحلول التي يمكن تنفيذها للحد من خطر انقراض الحيوانات، ومن بينها:
- تعزيز الوعي المجتمعي حول الأنواع المعرضة للانقراض وضرورة حماية الغابات والمياه.
- حماية المناطق الطبيعية التي تعيش فيها الحيوانات المهددة بالانقراض، ومنع وصول الأشخاص الذين يسعون لاستغلالها.
- تقديم خطوات إيجابية من قِبل الأفراد لجعل البيئة نظيفة وآمنة، مثل التخلص الصحيح من النفايات.
- التخلص بحذر من المخلفات الضارة لحماية البيئة البرية والبحرية.
- تقليل استخدام المبيدات الكيميائية التي تؤثر سلبًا على الحياة البرية.
- عدم شراء المنتجات المستخرجة من الحيوانات المهددة، مثل العاج والمرجان.
- تجنب استهلاك أنواع الأسماك المعرضة للانقراض، واللجوء إلى الأنواع المتوفرة بكثرة.
- الامتناع عن ممارسة أي نشاط قد يعرض الحيوانات للخطر، مثل الصيد الجائر.