أسباب اغتيال عثمان بن عفان

التحوّل الاجتماعي

شهدت الدولة الإسلامية توسعًا كبيرًا، حيث أصبحت تشمل العديد من المدن والأعراق تحت سلطتها. تولى الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الحكم بعد أن انتقلت الدولة من كونها مركزًا محليًا في المدينة المنورة، تسيطر على شبه جزيرة العرب، إلى دولة عالمية تمتد سلطتها إلى مناطق شاسعة مثل الشام ومصر وإفريقية وأرمينيا وبلاد فارس وبعض جزر البحر الأبيض المتوسط. هذا التوسع أدى إلى بروز بعض المطامع الفردية.

حكم عثمان بعد عمر رضي الله عنهما

تولي الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الخلافة بعد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عكس الفروق في طبيعتهما وأسلوب حكمهما. فقد كان عمر -رضي الله عنه- شخصية قوية حازمة في محاسبة نفسه والآخرين، بينما كان عثمان يتمتع بطبيعة أكثر ليونة ورقة، مما ساهم بشكل غير مباشر في تمهيد الطريق لأعداء الإسلام للتآمر على حياته.

عزل عمرو بن العاص

واحدة من الأسباب التي أدت إلى مقتل الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كانت قرار عزله للصحابي عمرو بن العاص -رضي الله عنه- من ولاية مصر، وبدلاً منه تم تعيين عبد الله بن سعد بن أبي سرح. حيث قام عثمان -رضي الله عنه- بإعفاء عمرو وأصدر رسالة له تطلب منه القدوم إلى المدينة المنورة، وقد استجاب عمرو لهذا الطلب.

بينما كان عمرو يشعر بالاستياء تجاه عثمان -رضي الله عنه-، نشب خلاف بينهما. وفي تلك الأثناء، كانت هناك مجموعة من الناس في مصر يغضبون من عثمان بسبب قراراته بعزل بعض الصحابة وتعيين آخرين أقل كفاءة، إضافة إلى كراهية أهل مصر لعبد الله بن سعد بن أبي سرح، نظرًا لانشغاله عنهم بمعارك في بلاد المغرب.

محاولات إفساد الناس على الخليفة

ظهرت في مصر مجموعة سعت إلى تشويه صورة الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، حيث استنفروا عددًا من الناس للذهاب إلى المدينة المنورة تحت ذريعة العمرة في شهر رجب، بهدف الاعتراض على عثمان -رضي الله عنه-. وقد أمر الخليفة الصحابي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالخروج إليهم وإعادتهم إلى بلادهم.

عبد الله بن سبأ ودوره في الفتنة

من العوامل التي أدت إلى مقتل الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- هو دور رجل يُدعى عبد الله بن سبأ، الذي كان على دين اليهود من صنعاء. أسلم في زمن عثمان -رضي الله عنه- وبدأ يتحرك بين البلدان الإسلامية. كان هذا الرجل يحاول إضلال المسلمين وجمع حوله مجموعة من الفاسدين، مُشجعًا إياهم على الذهاب إلى المدينة لإثارة الفوضى والفتنة، زاعمًا أن عثمان -رضي الله عنه- تولى الخلافة بغير حق، الأمر الذي جذب إليه العديد من الأعراب.