ما الذي يسبب الإصابة بالتصلب اللويحي؟
التصلّب اللويحيّ، المعروف أيضًا بالتصلب المتعدد (Multiple sclerosis)، هو مرض مزمن يُسفر عن خلل في الجهاز العصبي المركزي. يتجلى هذا المرض من خلال ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض التي تتفاوت في شدتها بين الأفراد. وفقًا لتقديرات عام 2020، يُعاني حوالي 2.8 مليون شخص من التصلب اللويحي حول العالم، وقد تكون الأعداد الفعلية أكبر بكثير نظرًا لصعوبة جمع بيانات دقيقة حول المرض في جميع البلدان.
يُصنف التصلّب اللويحي كمرض مناعي ذاتي (Autoimmune disease)، حيث يتعرف الجهاز المناعي على بعض أجزاء الجسم كأجسام غريبة ويبدأ في مهاجمتها. يقوم الجسم بمهاجمة الغلاف المياليني (Myelin) الذي يحمي الأعصاب، مما يؤدي إلى عرقلة تدفق النبضات الكهربائية بسلاسة إلى الأعصاب المتضررة، وبالتالي يضعف أداء الجسم في تنفيذ وظائفه المعتادة.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتصلب اللويحي
هنالك عدة عوامل قد تتسبب في رفع خطر الإصابة بمرض التصلب اللويحي. يجب الإشارة إلى أن وجود هذه العوامل لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض، ومن أبرزها:
- العمر:
رغم أن التصلب اللويحي قد يظهر في جميع الفئات العمرية، إلا أن معظم الحالات تُلاحظ بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً.
- الجنس:
تشير الدراسات إلى أن احتمالية إصابة النساء بمرض التصلب اللويحي تعادل 2 إلى 3 أضعاف إصابة الرجال.
- العرق:
يرتفع خطر الإصابة بالمرض بين فئات عرقية محددة، مثل الأشخاص ذوي الأصول الشمالية الأوروبية (الأوروبيون البيض).
- العوامل الوراثية:
تزيد فرص الإصابة بالمرض عند انتقال بعض الجينات المرتبطة به، خاصةً في حال تواجد عوامل بيئية مناسبة.
- العدوى:
تم ربط بعض أنواع العدوى، مثل عدوى فيروس إبشتاين بار (Epstein-Barr)، بتحفيز الإصابة بالمرض.
- التدخين:
تشير الدراسات إلى أن التدخين مرتبط بزيادة خطر الإصابة بهذا المرض وشدة أعراضه.
- أمراض المناعة الذاتية:
إذا كان الشخص يعاني من أحد أمراض المناعة الذاتية الأخرى، فإن احتمالية الإصابة بالتصلب اللويحي تزداد.
- نقص بعض الفيتامينات:
مثل نقص فيتامين ب 12 وفيتامين د، وهما يعتبران ضرورين لدعم صحة الأعصاب.
- تأثير المناخ:
أظهرت الدراسات أن خطر الإصابة بالمرض يرتفع في المناطق صاحبة المناخ المعتدل.
أنواع التصلب اللويحي
يمكن تصنيف مرض التصلب اللويحي إلى أربعة أنواع رئيسة، وفقًا لمراحل المرض، وهي كما يلي:
- المتلازمة السريرية المعزولة (Clinically isolated syndrome) واختصاراً CIS:
تُعتبر هذه المرحلة الأولى التي تظهر فيها الأعراض نتيجة تلف الميالين في منطقة معينة من الجسم. يُلاحظ أن الإصابة بها ليست كافية لتشخيص التصلب اللويحي.
- التصلب المتعدد الانتكاسي (Relapsing-remitting MS) واختصاراً RRMS:
تتميز هذه المرحلة بحدوث انتكاسات متكررة ثم تحسن ثم انتكاسات أخرى، حتى تتطور الحالة إلى التصلب اللويحي التقدمي الثانوي (Secondary-progressive MS) واختصاراً SPMS.
- التصلب اللويحي التقدمي الثانوي:
قد يتطور المرض إلى هذه المرحلة بعد نحو 10 سنوات من التشخيص، حيث تبقى الأعراض قائمة حتى أثناء فترات التحسن.
- التصلب اللويحي التقدمي الأولي (Primary-progressive MS) واختصاراً PPMS:
وفي هذه الحالة، يتطور المرض بشكل تدريجي ومستمر دون فترات تحسن ملحوظة.
خلاصة المقال
يعد التصلّب اللويحي من أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم فيها المناعة الطبقة الميالينية، ما يؤدي إلى فقدان وظائفها الطبيعية واضطرابات وظيفية في عدة مناطق بالجسم. تتباين أعراض المرض بين المصابين، من حالات بسيطة إلى شديدة. كما توجد مجموعة من عوامل الخطر التي قد تؤدي لزيادة فرص الإصابة، لكن وجودها لا ينتج عنه بالضرورة الإصابة بالمرض.