أسباب الإصابة بالفشل الكلوي المزمن

أسباب قد تؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي المزمن

الفشل الكلوي المزمن أو مرض الكلى المزمن (CKD) يشير إلى حالة تتسم بتلف الكلى الدائم الذي قد يتفاقم مع مرور الوقت. نتيجة لذلك، تفشل الكلى في أداء مهمتها في تصفية الدم، مما يؤدي إلى تراكم الفضلات والسوائل الزائدة في الجسم، وقد يترتب على ذلك مشاكل صحية أخرى.

تشير الإحصائيات إلى أن معدل انتشار مرض الفشل الكلوي المزمن يصل إلى حوالي 14% بين البالغين في الولايات المتحدة، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). يرتبط هذا المرض بعدد من الأسباب المتنوعة، والتي سنستعرضها فيما يلي:

الإصابة ببعض الأمراض

يوجد عدد من الأمراض والإشكاليات الصحية التي يمكن أن تسهم في حدوث الفشل الكلوي المزمن، ومن أبرزها مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، اللذان يمثلان السبب الرئيسي لثلثي حالات الفشل الكلوي المزمن تقريبًا.

ارتفاع ضغط الدم

تُمثل هذه الحالة زيادة ضغط الدم الذي يؤثر على جدران الأوعية الدموية، خاصةً تلك التي تغذي الكلى. إذا لم يتم التحكم في هذه الحالة بشكل كافٍ، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية متعددة، منها الفشل الكلوي المزمن. بالمقابل، يمكن أن يؤدي الفشل الكلوي المزمن إلى ارتفاع ضغط الدم أيضًا.

مرض السكري

تتسبب الإصابة بمرض السكري، خاصة عند ارتفاع مستويات السكر بشكل كبير، في تلف العديد من الأعضاء، بما في ذلك الكليتان. وقد يرتبط السكري غير المعالج بحدوث الفشل الكلوي المزمن.

العدوى الكلوية المتكررة

تعرف أيضًا بالتهاب الحويضة والكلية (Pyelonephritis)، وتعتبر من الأسباب المحتملة للإصابة بالفشل الكلوي المزمن. الإصابة الشديدة بعدوى في الكلى يمكن أن تتسبب في انتفاخ والتهاب الأنسجة الكلوية، مما يؤدي إلى تلف دائم إذا لم تعالج infection.

ارتفاع الكوليسترول

إن ارتفاع مستوى الكوليسترول قد يؤدي أيضًا إلى الفشل الكلوي المزمن، حيث إن التراكم الدهني في الأوعية الدموية التي تغذي الكليتين يمكن أن يعيق تدفق الدم إلى الكلى، مما يؤثر سلبًا على وظيفتها.

حصوات الكلى

تتكون حصوات الكلى من بلورات صلبة في القناة البولية أو الكليتين. على الرغم من أنها عادةً لا تسبب تلفًا للكلى، إلا أنها قد تسهم في الانسدادات وزيادة احتمال حدوث مشكلات في وظائف الكلى.

التهاب كبيبات الكلى

يعتبر التهاب كبيبات الكلى (Glomerulonephritis) واحدًا من الأمراض الشائعة التي تسبب تلف الكلى. في بعض الحالات، يمكن أن يحدث ذلك نتيجة هجوم مناعي على الكلى، مما يؤدي إلى التهاب وحدات الترشيح بها.

مرض الكلى المتعدد الكيسات

مرض الكلى المتعدد الكيسات (Polycystic kidney disease) هو اضطراب جيني ينجم عنه تكوّن أكياس مملوءة بالسوائل في الكليتين، مما يمكن أن يسبب ضعف وظائف الكلى بشكل متزايد.

تضخم البروستات

يعتبر تضخم البروستات الحميد شائعًا بين كبار السن، ويمكن أن يتسبب انسداد مجرى البول مما يؤثر سلبًا على كفاءة الكلى.

التهاب الكلية الخلالي

هذا النوع من الالتهاب يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في وظائف الكلى. قد يتسبب التهاب الأنسجة بين النبيبات الكلوية في التلف الدائم في الكلى في بعض الحالات.

أمراض أقل شيوعًا

إلى جانب ما سبق، ثمة مجموعة من الأمراض الأقل شيوعًا والتي يمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن، مثل:

  • مرض الذئبة.
  • بعض الأورام التي تسبب انسداد مجرى البول.
  • متلازمة غودباستشر (Goodpasture syndrome)، التي تتعدد فيها الهجمات المناعية على الخلايا السليمة.
  • التسمم بالمعادن الثقيلة، مثل النحاس.
  • متلازمة ألبورت (Alport syndrome)، اضطراب جيني نادر.
  • متلازمة انحلال الدم اليوريمية التي تصيب الأطفال.
  • التهاب وعائي بالغلوبيولين المناعي أ (IgA vasculitis).

عيوب خلقية منذ الولادة

تشير بعض العيوب الخلقية التي تحدث أثناء الحمل إلى احتمالية فقدان وظائف الكلى، مثل:

  • التضيق الذي يعيق تدفق البول، مما قد يؤدي إلى عودة البول إلى الكلى وما يترتب على ذلك من زيادة خطر العدوى.
  • تضيق الشريان الكلوي الناتج عن خلل التنسج العضلي الليفي (Fibromuscular dysplasia) الذي يتسبب في نقص تدفق الدم إلى الكلى.

أثر جانبي للاستخدام الطويل لبعض الأدوية

يمكن أن تؤدي بعض الأدوية إلى زيادة احتمالية الإصابة بالفشل الكلوي المزمن، ومن هذه الأدوية:

  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs): استخدام كميات كبيرة أو لفترة طويلة يمكن أن يسبب الفشل الكلوي، مثل: الأسبرين والنابروكسين والآيبوبروفين.
  • الليثيوم: يؤثر الاستخدام المطول على صحة الكلى، ويعتمد الضرر في هذه الحالة على مدة الاستخدام.
  • المضادات الحيوية: الاستخدام المتكرر أو بجرعات كبيرة قد يلحق الضرر بالكلى.
  • مثبطات مضخة البروتون: تناولها لفترات طويلة قد يزيد من خطر إصابة الكلى.
  • الملينات: مثل فوسفات الصوديوم الفموي، قد تسبب تكون بلورات صلبة في الكلى.
  • مدرات البول: قد تؤدي لفقدان السوائل وبالتالي الضرر بالكلى إذا استخدمت لفترات طويلة.
  • مضادات الأورام: مثل سيكلوفوسفاميد وميثوتركسيت، حيث يرتبط الضرر بالجرعة ومدتها.
  • مثبطات المناعة: مثل سيكلوسبورين، والتي يمكن أن تتسبب في سمية مزمنة بالكلى.

عوامل ترفع خطر الإصابة بالفشل الكلوي المزمن

يعتبر تجنب بعض العوامل من أهم الطرق للحفاظ على صحة الكلى وتقليل خطر الإصابة بالفشل الكلوي المزمن، ومنها:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكري.
  • التدخين.
  • السمنة.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • الاستخدام المتكرر للأدوية الضارة بالكلى.

كما توجد عوامل أخرى لا يمكن تعديلها، مثل:

  • وجود تاريخ عائلي لأمراض الكلى.
  • الانتماء العرقي، مثل العرق الأسود، أو الأمريكي الآسيوي، أو السكان الأصليين.
  • التقدم في العمر.
  • وجود تشوهات هيكلية في الكلى.

ملخص المقال

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن، سواء كانت مرتبطة بأمراض مثل السكري أو ضغط الدم، أو كانت نتيجة لعوامل وراثية، أو استخدام أدوية معينة. يعتبر الأطباء المتخصصون هم المعنيون بتشخيص مسببات الفشل الكلوي المزمن وتقديم التدابير المناسبة لعلاجه.