ما هي العوامل المؤدية للإصابة بالوسواس القهري؟
لم يتم تحديد سبب واحد للإصابة بالوسواس القهري، ولكن تشير الأبحاث إلى ارتباط المرض بعدد من العوامل المختلفة:
العوامل الجينية
قد يظهر الوسواس القهري في العائلات، مما يشير إلى وجود تاريخ عائلي للإصابة. إذا كان لدى أحد أفراد الأسرة تاريخ مع هذا المرض، فقد تزداد احتمالية إصابة الفرد به. كما يُحتمل أن تكون هناك اختلافات في بعض الجينات التي تؤثر على وظائف معينة في الدماغ لدى هؤلاء الأشخاص، وخصوصًا الجينات المسؤولة عن استجابة الدماغ للناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين.
ومع ذلك، لا تزال هذه النظرية بحاجة إلى مزيد من البحث والدراسة للتأكد من صحتها.
العوامل المناعية الذاتية
هناك اعتقاد بأن الوسواس القهري قد يرتبط بالعوامل المناعية الذاتية، حيث تم رصد العديد من حالات الوسواس القهري بين الأطفال بعد تعرضهم لعدوى معينة، مثل:
- عدوى المكورات العقدية، والتي تؤدي إلى التهاب الحلق.
- داء لايم.
- فيروس H1N1 المسبب لإنفلونزا الخنازير.
تُعرف الحالة التي تجعل الأطفال يتعرضون للوسواس القهري بعد الإصابة بالعدوى بمتلازمة الأطفال العصبية الحادة، والتي تتسم بظهور مفاجئ وتصل إلى ذروتها خلال 24-72 ساعة، وقد تختفي لتظهر مرة أخرى في وقت لاحق.
العوامل السلوكية
يواجه العديد من الأشخاص مشاعر خوف قوية خلال فترات التوتر أو الأحداث الصادمة، مما يدفعهم إلى اتخاذ تصرفات محددة (طقوس) تهدف إلى تقليل الخطر الذي يشعرون به. يحاول هؤلاء الأشخاص أيضًا تجنب المواقف والأشياء التي تُثير مخاوفهم، وهذه السلوكيات تُعتبر من العلامات الرئيسية للوسواس القهري.
العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالوسواس القهري
هناك عوامل قد تزيد من فرص الإصابة بالوسواس القهري، تشمل:
- الضغط النفسي والصدمات:
تشمل هذه الضغوط التوتر الذي قد ينجم عن قضية منزلية، أو تعليمية، أو عائلية، أو مهنية.
- السمات الشخصية:
يمكن أن تؤدي بعض السمات الشخصية، مثل الشعور المفرط بالمسؤولية أو السعي نحو الكمال، إلى تحفيز الوسواس القهري لدى بعض الأفراد.
- التجارب السلبية في الطفولة:
قد تزداد احتمالية الإصابة بالوسواس القهري لدى الأشخاص الذين تعرضوا لتجارب قاسية أو صدمات في طفولتهم، مثل التنمر أو الإهمال.
- الإصابة باضطراب نفسي آخر:
مثل اضطرابات القلق الاجتماعي، اضطرابات الأكل، أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- الحمل وما بعد الولادة:
حيث يمكن أن يكون الضغط النفسي خلال هذه الفترات عاملاً مساهماً في زيادة خطر الإصابة بالوسواس القهري، مما قد ينعكس على الطفل أيضًا في المستقبل.
- الجنس والعمر:
تزداد احتمالية إصابة الذكور بالوسواس القهري خلال مرحلة المراهقة وقبل بلوغهم، بينما تُظهر الإناث ارتفاعًا في النسب خلال مرحلة المراهقة والعشرينيات.
- تعلم سلوكيات من الأهل:
يمكن أن يكتسب الشخص مخاوف وسلوكيات قهرية من خلال مراقبة ردود أفعال أهله وعائلته تجاه المواقف التي تثير التوتر، ومدى تعاملهم معها.
- الحالة الاجتماعية:
يمكن للزواج أن يساعد في تهدئة الشخص وتحسين قدرته على التعامل مع المواقف، مما قد يقلل من خطر الإصابة بالوسواس القهري، في حين أن العزوبية قد تزيد من هذه الفرص.
- البطالة:
قد تؤدي البطالة إلى زيادة الضغط النفسي، مما يسهم في زيادة خطر الإصابة بالوسواس القهري.
- استهلاك الكحول:
يمكن أن يؤثر استهلاك الكحول على بعض المواد الكيميائية في الدماغ ويزيد من الشعور بالتوتر، وبالتالي يزيد من فرصة الإصابة بالوسواس القهري.
هل يعتبر الوسواس القهري مرضًا خطيرًا؟
يمكن أن يؤثر الوسواس القهري بشكل كبير على جودة حياة الفرد وعلاقاته الاجتماعية. ولكن يجب أن نعرف أن هذا الاضطراب يمكن التعامل معه؛ لذا، لا داعي للقلق، حيث توجد طرق متعددة لعلاج الوسواس القهري. هذه الطرق قد لا تؤدي دائمًا إلى الشفاء التام لكنها تساعد في التحكم بالأعراض وتقليل تأثيرها على الحياة اليومية. ويتم اختيار العلاج ومدة الاستمرار فيه بناءً على شدة الحالة واحتياجات الشخص.
ينبغي على الأطباء النظر في أحد الخيارين التاليين لتخفيف أعراض الوسواس القهري:
- العلاج النفسي، الذي قد يتضمن تعريض الفرد تدريجيًا لمخاوفه لتسهيل التغلب عليها.
- العلاج الدوائي، حيث تعتبر مضادات الاكتئاب من الأدوية الشائعة المستخدمة.