أسباب تليف الرئة
تُعتبر الولايات المتحدة أن العديد من حالات تليف الرئة (تليّف الرئتين أو التليف الرئوي) ليست لها أسباب واضحة، ما يعرف بالتليف الرئوي مجهول السبب. ومع ذلك، يمكن أن تُحفز هذه الحالات من خلال عدة عوامل أخرى، مثل التعرض لدخان التبغ وبعض الفيروسات. ومن المهم ملاحظة أن هناك أنواعًا من التليف الرئوي مجهول السبب قد تكون مرتبطة بالعوامل الوراثية. وتجري الأبحاث حاليًا لتحديد ما إذا كان الارتداد المعدي المريئي يُسهم في تسريع تطور التليف الرئوي مجهول السبب أو يزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة. يُعرف الارتداد المعدي المريئي بأنه حالة طبية تؤثر في الجهاز الهضمي، وتحدث عندما يرتجع حمض المعدة إلى المريء. لوحظ أن العديد من المرضى الذين يعانون من التليف الرئوي مجهول السبب لديهم أيضًا تاريخ بالإصابة بمرض الارتداد المعدي المريئي. يتطلب الأمر المزيد من الدراسات لتحديد العلاقة بين الارتجاع المعدي المريئي والإصابة بالتليف الرئوي مجهول السبب. وفيما يلي أهم العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تليف الرئة:
التعرض لعوامل معينة
يمكن أن يساهم التعرض المزمن لبعض العوامل البيئية في حدوث تليف الرئة. ومن بين المواد التي قد تؤدي إلى هذه الحالة استنشاق غبار السيليكا، ألياف الأسبست، الحبوب، الفحم والمعادن الثقيلة، وهو ما يعرف بتغبُّر الرئة. كما يعاني العديد من الأشخاص من التهاب فرط التحسس الرئوي بسبب التعرض لمسببات بيئية مثل الغبار الناتج عن الفطريات أو البكتيريا أو بروتينات الحيوانات، وخاصة تلك الناتجة عن الطيور المُحتجزة في المنازل، ما يؤدي إلى ردود فعل تحسسّة داخل الرئتين تتمثّل في التهاب وتليف الأنسجة الرئوية. ويُشار إلى أن بعض الأفراد قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا التفاعل التحسسي، لكن السبب الدقيق وراء ذلك لا يزال غير واضح.
العلاج الإشعاعي
يظهر تليف الرئة أحيانًا لدى المرضى الذين يتلقون العلاج الإشعاعي لعلاج سرطان الرئة أو الثدي، وعادةً ما يظهر التليف بعد مرور عدة أشهر أو سنوات على بداية العلاج. ومن الجدير ذكره أن شدة الأضرار الناتجة من العلاج الإشعاعي تتأثر بعدة عوامل، مثل:
- كمية الإشعاع الكلية المُعطاة للمريض.
- الجزء من الرئة المعرض للإشعاع.
- مدى استخدام العلاج الكيميائي مع العلاج الإشعاعي.
- وجود أمراض رئة أخرى لدى المريض.
استخدام أدوية معينة
يمكن أن تسبب بعض الأدوية ضررًا في أنسجة الرئة أو تليفها كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها، وذلك خاصة عند استخدامها بشكل غير صحيح. ومن أبرز هذه الأدوية:
- أدوية العلاج الكيميائي: مثل الميثوتركسيت والسيكلوفوسفاميد.
- أدوية القلب: مثل الأميودارون المستخدمة في معالجة عدم انتظام ضربات القلب.
- المضادات الحيوية: مثل نيتروفيورانتوين أو الإيثامبوتول.
- الأدوية المضادة للالتهابات: مثل ريتوكسيماب وسلفاسالازين.
حالات صحية معينة
توجد مجموعة من المشاكل الصحية التي قد تؤدي إلى تليف الرئة، يتضمن ذلك:
- الالتهاب الرئوي: وهو عدوى تتسبب في تجمع السوائل أو القيح في الحويصلات الهوائية في الرئتين. تتنوع أسباب الالتهاب الرئوي بين العدوى البكتيرية، الفيروسية والفطرية.
- التهاب العضلات المتعددة: الذي يسبب ضعفًا في العضلات، وقد يؤثر في القلب والرئتين.
- التهاب الجلد والعضلات: وهو نوع من الاعتلال العضلي الالتهابي الذي يؤدي إلى ضعف العضلات.
- الالتهاب المفصلي الروماتويدي: حيث يؤثر هذا المرض على مفاصل الجسم المختلفة وقد导致 أضرارًا في الرئتين.
- الذئبة الحمامية المجموعية: وهو حالة من الالتهابات المزمنة التي قد تؤثر في العديد من أنسجة الجسم.
- داء الساركويد: وهو مرض التهابي يهاجم غالبًا الرئتين مما يؤدي إلى تكوين عقيدات غير طبيعية.
- تصلب الجلد: وهو مرض يؤثر في الأنسجة الضامة، بما في ذلك الجلد والأعضاء الداخلية.
- داء النسيج الضام المختلط: وهو حالة تتواجد فيها عدة أعراض مرتبطة بأمراض مختلفة.
عوامل خطر تليف الرئة
هناك عدد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بتليف الرئة، ومن أبرزها:
- العوامل الوراثية: حيث قد يكون التليف الرئوي مرضًا وراثيًا في بعض العائلات.
- الجنس: حيث يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالنساء.
- العمر: تزداد الحالة شيوعًا بين البالغين وكبار السن، لكن يمكن أن تؤثر أيضًا في الأطفال.
- علاجات السرطان: يزيد الخطر عند استخدام أدوية معينة أو العلاجات الإشعاعية.
- التدخين: يزيد خطر الإصابة بتليف الرئة بشكل ملحوظ لدى المدخنين.
- المهن المعينة: مثل التعدين والزراعة والبناء، حيث تزيد هذه المهن من التعرض لمواد ملوثة قد تُسبب تليف الرئة.
الوقاية من تليف الرئة
صحيح أنه لا يمكن الوقاية التامة من تليف الرئة بسهولة، نظرًا لجهلنا بكثير من أسبابها، إلا أنه يُنصح بتطبيق التعليمات التي تساعد على تقليل احتمالية الإصابة به. ذلك يتضمن تجنب عوامل الخطر مثل التوقف عن التدخين.
فيديو أعراض تليف الرئة
تتداخل أعراض تليف الرئة مع الكثير من الأمراض الأخرى، فما هي هذه الأعراض وكيف يمكن تمييزها عن أعراض الأمراض الأخرى؟