أسباب وعوامل خطر الإصابة بسرطان المعدة
يتمثل سرطان المعدة (بالإنجليزية: Gastric cancer) في التحول الذي يحدث لإحدى الخلايا المبطنة للمعدة إلى خلايا سرطانية، مما يؤدي إلى تطورها وتزايد انتشارها بمرور الوقت. ورغم أن العلماء لم يستطيعوا تحديد السبب الرئيسي وراء هذا التحول، إلا أنهم تمكنوا من تحديد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان. يجدر بالذكر أن وجود أحد هذه العوامل لا يعني بالضرورة إصابة الفرد بسرطان المعدة، حيث إن بعض هذه العوامل يمكن تجنبها، مثل التدخين، بينما هناك عوامل أخرى لا يمكن تجنبها، مثل العمر والتاريخ العائلي. ويستعرض هذا المقال أسباب وعوامل خطر الإصابة بسرطان المعدة بشكل مفصل كما يلي:
النظام الغذائي
يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة لدى الأشخاص الذين يعتمدون على نظام غذائي غني بالأطعمة المملحة، المخللة، المدخنة، بالإضافة إلى اللحوم المصنعة والحمراء والحبوب المكررة. بالمقابل، فإن تناول نظام غذائي متوازن يوفر الخضروات والفواكه الطازجة يمكن أن يساعد في تقليل هذا الخطر. ومن الملاحظ أن طرق حفظ الأطعمة بالتبريد قد ساهمت في زيادة معدلات الإصابة بسرطان المعدة.
التدخين
تتضاعف فرص إصابة المدخنين بسرطان المعدة مقارنة بالمدخنين السابقين، حيث تُظهر الدراسات أن أنواع السرطان التي تنشأ في الجزء العلوي من المعدة أو بالقرب من المريء تكون أكثر انتشارًا بين المدخنين. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Gastroenterology and Hepatology from Bed to Bench عام 1997 أن خطر الإصابة بسرطان المعدة لدى المدخنين والمدخنين السابقين يصل إلى 44%، في حين أظهرت دراسة أخرى في عام 2007 أن النسبة تصل إلى 60% لدى الرجال و20% لدى النساء.
السمنة والوزن الزائد
يرتبط خطر الإصابة بسرطان المعدة وسرطان المريء بزيادة الوزن والسمنة، حيث يتم تعريف السمنة بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) إلى 30 أو أعلى. من المهم الحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.
المواد الكيميائية
يمكن أن يؤدي التعرض المتكرر لبعض المواد الكيميائية، مثل تلك المستخدمة في معامل المطاط أو التعرض للرصاص، إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة. وقد تم إصدار قوانين عديدة تهدف إلى تقليل التعرض لهذه المواد، الأمر الذي ساهم في انخفاض معدلات الإصابة بالسرطان الناتج عن التعرض للمواد الكيميائية.
المشاكل الصحية
تساهم بعض الاضطرابات الصحية في رفع خطر الإصابة بسرطان المعدة. ومن المهم أن نوضح أن الإصابة بإحدى هذه المشاكل لا تعني بالضرورة تطور سرطان المعدة، ومن بين هذه المشاكل:
- جراحة المعدة: قد تؤدي الجراحة السابقة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة.
- فقر الدم الضخم الأرومات: يحدث نتيجة عدم امتصاص فيتامين ب12 بشكل سليم.
- مرض مينيترييه: يتميز بزيادة غير طبيعية في طيات المعدة وانخفاض إنتاج الحمض.
- جرثومة المعدة: تُعتبر العدوى بجرثومة الملوية البوابية (بالإنجليزية: Helicobacter pylori) من أكبر عوامل الخطر، خصوصًا إذا لم يتم علاج العدوى، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى التهاب المعدة الضموري وتحولات مسبقة للسرطان في بطانة المعدة.
- عدوى فيروس إبشتاين بار: شهدت حالات الإصابة بسرطان المعدة وجود هذا الفيروس في 5-10% من الخلايا السرطانية، ولكن لا يزال غير واضح ما إذا كان له دور في تطور السرطان.
- الارتجاع المعدي المريئي: يرتفع خطر سرطان الموصل المعدي المريئي عند الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي.
- الإصابة ببعض الأمراض الأخرى: مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة (AIDS) والسكري.
التاريخ العائلي والعوامل الوراثية
إن وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المعدة يزيد من خطر الإصابة لدى الأقارب من الدرجة الأولى. كما يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا في ذلك، ومن هذه العوامل:
- متلازمة لينش: تنجم عن طفرات جينية تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، بما في ذلك سرطان المعدة.
- الطفرات الجينية: هناك العديد من الطفرات الجينية المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، مثل الجين BRCA1 وBRCA2.
- متلازمة لي-فراوميني: ناتجة عن طفرة في الجين TP53، تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان في سن مبكر.
- متلازمة بوتز-جيغرز: تتميز بظهور السلائل في مناطق متعددة من الجسم، مما يزيد من خطر السرطان.
- داء السلائل الورمي الغدي العائلي: يُظهر ظهورًا مبكرًا للسلائل على الأمعاء الغليظة.
عوامل أخرى
هناك عدة عوامل قد تسهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، من بينها:
- العمر: حيث تزداد الحالات بين الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عامًا.
- الجنس: الرجل أكثر عرضة للإصابة حيث تتحدد فرص إصابة الرجال إلى ضعف فرص النساء، حسب دراسة أُجريت في جامعة كاليفورنيا الجنوبية.
- العرق: هناك اختلافات في خطر الإصابة بحسب المجموعات العرقية، حيث تُسجل أعلى المعدلات بين الأمريكيين اللاتينيين والأفارقة.
- المنطقة الجغرافية: ترتفع نسبة الإصابة في بعض المناطق مثل اليابان والصين وأجزاء من أوروبا، بينما تنخفض في وسط آسيا وشمال وغرب أفريقيا.
- زمرة الدم: الأشخاص أصحاب زمرة الدم A يظهرون زيادة في خطر الإصابة بسرطان المعدة، لكن السبب غير محدد علميًا.
- استهلاك كميات كبيرة من الكحول.
نصائح للوقاية من سرطان المعدة
توجد العديد من عوامل الخطر التي يمكن التحكم فيها أو تجنبها، مما قد يساعد في الوقاية من سرطان المعدة. ومن العوامل الوقائية المهمة:
- اتباع نظام غذائي صحي: يجب تناول كميات كافية من الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات والألياف، فضلاً عن تجنب الأطعمة المملحة والمخللة.
- علاج مشاكل المعدة: يساعد استخدام المضادات الحيوية لعلاج جرثومة المعدة وبعض الأدوية لعلاج القرحة في الحد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
- استشارة الطبيب حول الأدوية: يُنصح بتجنب استخدام أنواع معينة من الأدوية لفترات طويلة دون استشارة الطبيب، لأن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل صحية.
- الإقلاع عن التدخين: يشكل التدخين و consommation الكحول عوامل خطر عالية، مما يستدعي تقليلها أو الإقلاع عنها.
- استخدام هرمونات معينة: أظهرت بعض الدراسات أن استخدام هرمون الإستروجين من قبل النساء قد يساهم في الوقاية.