مرض الكزاز هو التهاب بكتيري خطير يؤثر على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى حدوث تقلصات عضلية مؤلمة، ويمكن أن يعيق القدرة على التنفس ويلحق ضرراً بالحياة. في هذا المقال، سنستعرض أسباب مرض الكزاز وسبل الوقاية والعلاج.
ما هو مرض الكزاز؟
يُعتبر مرض الكزاز عدوى بكتيرية خطيرة تهدد حياة الأفراد، حيث تشير تقارير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن معدل الوفاة بسبب هذه العدوى يتراوح بين 10-20%. ومن هنا تأتي أهمية الحصول على لقاح الكزاز لتحفيز مناعة الجسم والوقاية من البكتيريا المُسببة لهذا المرض.
تؤدي بكتيريا الكزاز إلى اضطراب عصبي حاد داخل الجسم، مما يتسبب في حدوث انقباضات وتشنجات عضلية، تؤثر بشكل خاص على عضلات الفك والرقبة. ولحسن الحظ، تتوفر تطعيمات تساهم في حماية الأفراد من الإصابة بمرض الكزاز.
أسباب مرض الكزاز
يحدث مرض الكزاز نتيجة الإصابة بعدوى بكتيريا المطثية الكزازية، التي يمكن أن تعيش لفترات طويلة خارج الجسم، وغالباً ما توجد في روث الحيوانات والتربة الملوثة.
عند دخول هذه البكتيريا إلى الجسم، تقوم بإنتاج مادة تُعرف بالتتانوسبازمين، وهي مادة عصبية تؤدي إلى حدوث تقلصات سريعة ومتكررة. عندما تدخل هذه المادة إلى الدم، تنتشر بسرعة في جميع أنحاء الجسم، مما يسفر عن أعراض مرض الكزاز.
تتفاعل التتانوسبازمين مع الإشارات المنقولة من الدماغ إلى الأعصاب في النخاع الشوكي، ثم إلى الأعصاب في العضلات، مما يؤدي إلى حدوث التشنجات وتيبس العضلات.
غالباً ما تدخل البكتيريا المطثية الكزازية الجسم عبر الجروح، لذا فإن تنظيف هذه الجروح يعد من الوسائل الفعّالة للوقاية من الالتهاب.
أهم أسباب الإصابة بمرض الكزاز
- إصابات الشظايا أو الأدوات المعدنية الصدئة مثل المسامير.
- التقرحات المزمنة والالتهابات، بالإضافة إلى قرحة القدم المصابة.
- عضات الحيوانات أو لدغ الحشرات.
- الجروح الناتجة عن الثقوب، أو الوشم، أو حقن المخدرات.
- التهابات الأسنان.
- الحروق وإصابات الأنسجة الميتة.
- الجروح الملوثة بالأوساخ أو البراز أو اللعاب.
- الكسور المركبة والعمليات الجراحية.
- حقن العضلات وتناول الأدوية عبر الوريد.
- خزعات الأذن.
- جرح الحبل السري لدى الأطفال حديثي الولادة، خاصة في حالات ضعف مناعة الأم.
أعراض مرض الكزاز
تمتد فترة حضانة المرض لقرابة عشرة أيام، حيث تبدأ الأعراض بالظهور بعد عدة أيام إلى عدة أسابيع. يمكن تلخيص الأعراض الشائعة للمرض كما يلي:
- ألم في الرأس مع رعشة عامة في الجسم والشعور بعدم الراحة.
- صعوبة في المضغ والبلع وتصلب عام في الجسم، بالإضافة إلى تصلب عضلات الرقبة.
- يظهر لدى مرضى الكزاز ما يُعرف بالابتسامة السردونية الإجبارية، والتي تحدث نتيجة لحدوث تقلصات في عضلات الوجه، وتتسع لتشمل عضلات الظهر والبطن والحوض وعضلات الفخذ.
- يتسبب مرض الكزاز أيضاً في إحداث تأثيرات على الحنجرة والجهاز التنفسي، مما قد يؤدي إلى إغلاق الجهاز التنفسي العلوي والضرر المحتمل للجهاز التنفسي جراء دخول الطعام وإفرازات المعدة.
- مشاكل في التبول وزيادة في معدل نبضات القلب والإحساس بخفقانه.
- ارتفاع في درجة الحرارة وزيادة في التعرق.
- حدوث تشنجات جسدية تستمر لعدة دقائق، وغالباً ما تُحفز هذه التشنجات بملامسة بسيطة، أو الأصوات العالية، أو التعرض للضوء.
- الإصابة بالإسهال وخروج دم مع البراز.
- الشعور بالصداع والتهاب الحلق.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الكزاز
- الأشخاص الذين لم يتحصلوا على اللقاحات هم الأكثر عرضة للإصابة، وكذلك البالغون الذين لم يتلقوا الجرعات المقررة لهم كل عشر سنوات.
- الأشخاص الذين يعانون من جروح جلدية مفتوحة هم أيضاً معرّضون للإصابة بمرض الكزاز.
- تتقرحات القدم أيضاً تزيد الخطر على الإصابة بالمرض.
- التعرض لعضات الحيوانات أو لدغ الحشرات.
- دخول أجسام ملوثة إلى الجسم.
- التعرض للحروق الجلدية.
مضاعفات مرض الكزاز
يمكن أن تشمل المضاعفات الناتجة عن مرض الكزاز ما يلي:
- مشاكل في الجهاز التنفسي نتيجة تشنج العضلات التي تتحكم في عملية التنفس.
- تلف في خلايا الدماغ بسبب نقص الأكسجين.
- شدّة التقلصات قد تؤدي إلى كسور في العمود الفقري أو العظام الأخرى.
- إضطرابات في عمل القلب.
- الإصابة بعدوى ثانوية نتيجة الإقامة في المستشفى لمدد طويلة.
- انسداد الشريان الرئوي الذي يعوق عملية التنفس.
- فشل كلوي نتيجة تلف العضلات الناجم عن التشنجات الشديدة.
- زيادة خطر الوفاة نتيجة التشنجات العضلية الحادة التي تعيق التنفس.
الوقاية من مرض الكزاز
- تطعيم الأطفال حديثي الولادة بلقاح الكزاز، مع ضرورة أخذ جرعات معززة عند بلوغ الطفل سن الثانية عشر.
- يحتاج البالغون إلى جرعات منشطة من اللقاح المضاد للكزاز كل عشر سنوات.
- يجب أن يتم تنظيف الجروح بشكل صحيح لتجنب العدوى.