أسباب الخوف من التحدث أمام الجمهور

أسباب الخوف من التحدث أمام الجمهور

أسباب الخوف من التحدث أمام الجمهور يؤذي جوانب مختلفة من حياة الشخص كتدني احترام الذات وقلة الثقة بالنفس والعزلة الاجتماعية وقلة العلاقات والتشاؤم، علاوةً على ضعف الإنجاز في العمل أو المدرسة، وفيما يلي نسرد أسباب الخوف من التفاعل مع الجمهور وكيفية التخلص منه نقدمها لكم عبر موقع سوبر بابا.

أسباب الخوف من التحدث أمام الجمهور

إن الخوف والتوتر لا يرتبط نهائيًا بجودة الخطاب أم سهولة أو صعوبة الموضوع الذي يتناوله أمام الجمهور، ولكن كل ما يرتبط به هو شعور نابع من داخل الفرد يواجهه أثناء التواجد في الأماكن العامة عندما يضطر إلى التحدث أمام جمهور من الناس، ويرجع هذا لعدة أسباب نفسية وعصبية وفسيولوجية نتضمنها فيما يلي.

اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على الخوف من الناس

1- علم وظائف الأعضاء

من أهم أسباب الخوف من التحدث أمام الجمهور هو استجابة الجهاز العصبي إلى مُحفز يكون مهددًا له، مما يؤدي إلى الإصابة بالخوف من خلال التعارض مع القدرات الذي يجعلك لا تتحدث بأريحية أمام الجمهور.

يقر الباحثين أن الأشخاص الذين يعانون من التوتر والخوف أثناء مواجهة الجمهور هم من يجدون صعوبة في السيطرة على قلقهم ويفضلون تجنب هذه المواجهة تمامًا، بينما علامات الخوف الفسيولوجية تتمثل فيما يسمى بحساسية القلق الذي يؤثر بالسلب أثناء إلقاء الخطاب أمام الجمهور والذي يطلق عليه أيضًا “رهاب التكلم “.

2- وجهات النظر السلبية

يمكن أن ينشأ إحساس الخوف والتوتر نتيجة المبالغة في تقدير مخاطر توصيل الأفكار للآخرين، خاصةً عندما تكون وجهة النظر سلبية، فإنهم يرون ذلك يمثل تهديدًا واضحًا وصريحًا لمصداقيتهم وصورتهم أمام الجمهور.

3- الموقف يحتم ذلك

من أسباب الخوف من التحدث أمام الجمهور هو الموقف نفسه، فهناك مواقف تستدعي القلق والتوتر حتى إذا كنت تعتقد أنك شخص جيد وتمتلك مقومات التحدث أمام الجمهور.

4- قلة الخبرات

فإن الشخص الذي يمتلك قدر بسيط من الخبرة أكثر عرضة للإصابة بالخوف من التحدث أمام الجمهور من الشخص الذي تدرب على ذلك مرات عديدة بحكم خبرته، لأن الخبرة تعزز شعور الثقة بالنفس، وبالتالي الحفاظ على المصداقية والتواصل مع الآخرين.

5- الخوف من التقييم

قد تشعر بمزيد من القلق إذا شعرت أن الشخص الذي أمامك لديه استمارة تقييم ويقوم بتحليل كل كلامك وتصرفاتك أمام جمهور من الناس، فتزداد ضربات قلبك ويتصبب العرق، بالإضافة إلى إمكانية الإصابة بالغثيان وإيجاد صعوبة في التنفس.

6- التحدث أمام المتخصصين في مجالك

يمكن أن ينشأ الخوف من التحدث أمام الجمهور نتيجة التحدث أمام مجموعة من المتخصصين في مجال خبرتك، أو عندما تواجه جمهورًا جديدًا أو تطرح وجهات نظر جديدة فإن هذا يقوم بدوره في زعزعة ثقتك بنفسك النابعة من عدم معرفة رد فعل الجمهور

7- مهاراتك في المجال

إن الكثير من الناس يعتمدون على المواهب الطبيعة أثناء التحدث أمام الجمهور مما يجعلهم أكثر تميزًا ولكن هذا وحده لا يكفي؛ لأنه لا يمكن أن نغفل دور المهارات والتطوير من النفس لزيادة الكفاءة أثناء التحدث.

هناك مجموعة من الأساليب المختلفة التي يمكن من خلالها تعزيز المهارات والتخلص من أسباب الخوف من التحدث أمام الجمهور، وبالتالي زيادة الكفاءة المرتبط بالتواصل الجيد مع الآخرين وزيادة الثقة بالنفس.

اقرأ أيضًا: كيفية السيطرة على الغضب

كيفية التغلب على الخوف من التحدث أمام الجمهور

إذا كنت تسعى لإيجاد حل لمشكلة الخوف من التحدث أمام الجمهور عليك اتباع بعض النصائح والإرشادات وتنفيذها حتى تتخلص منه نهائيًا.

1- التدريب الجيد

فمن الطبيعي عندما تكون هناك محاضرةً أو خطاب على الشخص أن يلقيه أمام جمهور من الناس أن يقوم جسمه ببعض ردود الفعل كارتجاف اليد أو زيادة خفقان القلب وزيادة التعرق.

يمكن التخلص من هذه الأعراض عن طريق التحضير الجيد من خلال الاطلاع على النص الذي ستلقيه، بالإضافة إلى التدريبات المكثفة سواء أمام المرآة أو من خلال تصوير الفيديوهات، أو يمكن أن نستعين برأي أحد الأصدقاء أو الأقارب.

2- اعرف الجمهور المستهدف

إن معرفة الجمهور المستهدف قبل إلقاء الخطاب يجعلك تتعرف على ميولهم، وهذا يساعدك على انتقاء الكلمات المناسبة واختيار مستوى المعلومات التي ستلقيها، لذلك فلا يجب أن نغفل عنها، وذلك لتجنب أسباب الخوف من التحدث أمام الجمهور.

3-  كن منظمًا

إن التنظيم يقلل من الأخطاء وبالتالي ستقل نسبة التوتر والعصبية، ويمكن أن تفعل ذلك من خلال التخطيط الجيد حتى لو كان على ورقة صغيرة، ولكي تتمكن من معرفة إذا كنت تسير في الطريق الصحيح.

كما يجب أن تكون مرتبًا لجميع معلوماتك التي ستلقيها، ملمًا بجميع جوانب الموضوع فذلك يجعلك تكتسب ثقة أكبر في نفسك وبالتالي التقليل من التوتر والخوف.

4- كن على طبيعتك

أثبتت الكثير من الدراسات أن الشخص الذي لديه قدر كبير من المصداقية والبعد عن التصنع هو الذي يثق فيه الناس بسهولة.. بالتي يُمكنه باكتساب الطبيعة أن يتلافى أسباب الخوف من التحدث أمام الجمهور.

5- لا مانع من الحس الفكاهي

فلا مانع من امتلاك روح الدعابة وإدخالها أثناء إلقاء الخطاب لجذب انتباه الحاضرين، فيمكن إدراج موقف واقعي أو قصة قصيرة تحمل إضافة هامة إلى الموضوع، علاوةً على صنع لمسة من المرح.

6- تفاعل مع الآخرين

إن التفاعل مع الآخرين وبقاء تركيزك عليهم من خلال ملاحظة ردود أفعالهم وطرح بعض الأسئلة من أجل الحصول على التغذية الراجعة، خاصةً إذا كان الخطاب جامد لا يتفاعل معه الجمهور بسهولة فإن ذلك يمكنك من الثقة بنفسك واستكمال الحديث والتواصل دون أي توتر أو قلق.

7- لا تقرأ من النص الورقي

إن القراءة من النص الورقي الذي أمامك له دور سلبي في انقطاع التواصل مع الآخرين، لذا عليك الحفاظ على التواصل البصري مع الجمهور وعدم فقدان التركيز، ولا مانع من النظر من حين إلى آخر إلى بعض الملاحظات الصغيرة.

8- استخدم لغة الجسد

أثبتت الدراسات والأبحاث أن مهارات التواصل غير اللفظية تعمل على إيصال المعلومة بنسبة 75%، لذا عليك أن تحسن استخدامها وتستخدمها بطريقة فعالة؛ حتى يمكنك توصيل الأفكار بوضوح دون أي تشتت وهذا يقوم بدوره في التخلص من التوتر والقلق أثناء الحديث أمام الجمهور.

9- اجذب انتباه الجمهور في المقدمة والخاتمة

في بداية الحديث قم بطرح سؤال جاذب للانتباه أو قصة قصيرة قبل الدخول في صلب الموضوع، حاول قدر الإمكان الابتعاد عن المقدمات التقليدية التي تضفي لونًا من الملل للخطاب.

بالإضافة إلى استخدام العبارت المميزة والقوية أثناء الخاتمة فهي تتعلق في ذهن الجمهور فترة أطول.

10- التقليل من استخدام الوسائل المرئية

إن الوسائل المرئية لها دور مهم في جذب انتباه الجمهور ولكن عليك استخدامها بحكمة وباعتدال؛ للحفاظ على جودة خطابك وتكون هي سببًا في شد انتباههم وليس انقطاع التواصل معهم، من الجدير بالذكر أن الوسائل المرئية المستخدمة تكون صور أو فيديوهات أو عروض power point.

11- إبراز نقاط القوة

لكل من نقاط قوة ونقاط ضعف وفي حالة التحدث أمام الآخرين، خاصةً إذا كنت تعاني من الرهاب الاجتماعي عليك أن تبرز نقاط قوتك في بداية الحديث، فهذا يقوم بدوره في تعزيز ثقتك بنفسك، بالإضافة إلى أنها وسيلة مُهمة لجذب انتباه الجمهور إليك مما يقلل الشعور بالقلق والتوتر لديك.

12- حافظ على رؤية وسماع كل من حولك

فليس كل الخطابات يمكن من خلالها التفاعل المباشر مع الجمهور، ولكن يمكن من خلال ملاحظة الإيماءات غير اللفظية أن تحدد ردود أفعالهم مثل: لغة الجسد أو تعبيرات الوجه، وبالتالي فيمكنك من خلالها تحسين مهارات التواصل مع الجمهور لجذب انتباههم بسهولة.

13- اجعل اهتمامك لمن حولك وليس لذاتك

لأنك تضع نفسك تحت عدسة مكبرة وتركز في كل تصرفاتك أثناء إلقاء الخطاب فإنك ستصاب بالخوف والذعر؛ لأنك لا ترى نفسك بالشكل الذي أنت تريده، لذا عليك بالتركيز على المحيطين بك، ويمكن اتباع تقنية “تدريب الانتباه” في العلاج السلوكي والمعرفي للرهاب الاجتماعي، التي تقوم بدورها في التخفيف من حدة القلق والتوتر أثناء التحدث أمام الجمهور.

14- الحصول على الدعم

لمن يعانون من الخوف من التحدث أمام الجمهور تعد مؤسسة “توست ماستر” من أهم المصادر التي يمكن من خلالها الحصول على الدعم لكل من يواجه التوتر أو الخوف من التحدث أمام العامة، وهي مؤسسة لا تهدف للربح وتقدم حلًا فعالة لهذا الأمر.

وفقًا تقرير “مجلة البلاغة” الألمانية، تساعد أيضًا تمارين الاسترخاء كاليوغا في التخلص من الارتباك والخوف أثناء التحدث أمام جمهور كبير من الناس، لأنها تعلم الإنسان كيف يحافظ على هدوئه أثناء إلقاء عرض أمام الآخرين.

15- قم بتشجيع نفسك

حتى إذا لم تقم بإلقاء الخطاب بشكل مثالي هذه المرة لكن عليك أن تشجع نفسك واعترف بنجاحك وكف عن توجيه الانتقادات اللاذعة التي تؤدي إلى الفشل.

اقرأ أيضًا: العلاقات الاجتماعية في علم النفس الاجتماعي

متى يجب زيارة الطبيب؟

في حالة بقاء الأعراض لفترة طويلة دون علاج ودون ملاحظة أي تحسن والشعور بالقلق تجاه تفاقم الشعور بالتوتر وتطور الحالة والإصابة بالمضاعفات الأخرى مثل الإصابة بالاكتئاب أو تعاطي المخدرات.

من الجدير بالذكر الإشارة إلى أنه يتوفر علاج فعال للرهاب الاجتماعي مثل العلاج السلوكي المعرفي والأدوية، لذلك يجب استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من أحد تلك الحالات.. فعند الخوف من التعرض للمواقف الاجتماعية التقليدية والرغبة في تجنبها، وتجنب التفاعل مع الأشخاص في المجتمع؛ لكونهم يسببون الشعور بالقلق، أو الإحراج، أو التوتر أو الخوف الشديد.

في حال الخلط ما بين الخجل والقلق وعدم التمييز ما إن كان الشخص مصابًا بالرهاب الاجتماعي وليس الخجل، فالشخص الخجول يختلف كليةً عن المصاب بالرهاب الاجتماعي؛ لذلك ففي هذه الحالة يجب استشارة طبيب متخصص في الصحة العقلية.

يحذر الخبراء من استخدام بعض الأدوية المهدئة لأن الإنسان يتعود عليها مع مرور الوقت ولا يقدر أن يقوم بالاستغناء عنها، ويصبح مدمناً عليها.

لا شك أن التواصل مع الجمهور بدون توتر أو قلق أمر مرهق في البداية ولن يكون مثاليًا أبدًا من المرة الأولى، لذا فكل ما عليك اتباع النصائح والإرشادات اللازمة وستلاحظ الفرق في كل مرة.