إصابات الثدي الأيمن
يمكن أن تتعرض منطقة الثدي الأيمن للإصابات شأنها شأن أي جزء آخر من الجسم، نتيجة لحوادث ناتجة عن ممارسة الرياضة أو إجراء جراحي أو غيرها من الأسباب التي تسبب الشعور بالألم في الثدي. وعادةً ما يكون هذا الألم حادًا وشديدا في لحظة الإصابة، وقد يتسبب الضرر في شعور بالألم عند لمس الثدي، والذي قد يستمر من عدة أيام إلى عدة أسابيع بعد الإصابة. وفي مثل هذه الحالات، يُعتبر الذهاب للطبيب ضروريًا إذا لوحظ ظهور أي من الأعراض التالية:
- عدم تحسن الألم مع مرور الوقت.
- تورم ملحوظ في الثدي.
- ظهور كتلة في الثدي.
- احمرار وسخونة الثدي، مما قد يدل على وجود عدوى.
- ظهور كدمة في الثدي تستمر دون زوال.
في الواقع، عادةً ما تختفي الآلام الخفيفة التي تنتج عن الإصابات في الثدي خلال بضعة أيام. ويمكن تجربة بعض الطرق لتخفيف الأعراض:
- تناول مسكنات ألم غير مشروطة طبيًا مثل الإيبوبروفين (Ibuprofen) أو النابروكسين (Naproxen).
- استخدام الثلج أو الحرارة، حسب الطريقة الأكثر فعالية للشعور بالراحة.
- استبدال حمالات الصدر بأخرى أكثر راحة وخالية من الأسلاك.
التغييرات الهرمونية
قد تشعر المرأة بألم في الثدي نتيجة لتقلبات هرمونية ترتبط بالدورة الشهرية. تعزى تلك التغيرات إلى تأثيرها على قنوات أو غدد الحليب مما يؤدي إلى تورمها واحتباس السوائل في الثدي.
وقد يكون هذا الألم أكثر وضوحًا خلال مرحلة سن اليأس، سن البلوغ، أو في بداية الحمل. ويمكن القول بأن نغزات الثدي الأيمن التي تنجم عن التقلبات الهرمونية ترتبط بهرموني البروجسترون (Progesterone) والإستروجين (Estrogen)، بالإضافة إلى ظهور الأعراض التالية على المرأة:
- الانتفاخ في الثدي.
- الشعور بتكتل في الثدي.
وعادة ما تكون تغييرات نمط الحياة والعلاجات المنزلية كافية للتخفيف من الأعراض، مثل:
- استخدام مسكنات للألم بدون وصفة طبية، لكن يجب على الحوامل استشارة الطبيب أولاً.
- استعمال الثلج أو الحرارة حسب تأثير كل منهما على تخفيف الألم.
- تجنب تناول الأطعمة أو المشروبات المحتوية على الكافيين.
- تجنب لمس الثدي أو الاحتكاك به.
- ارتداء حمالة صدر أكبر حجمًا، مع توصية الحوامل باستخدام حمالة صدر رياضية خلال فترة الحمل.
- تقليل تناول الملح لتفادي احتباس السوائل.
- الحصول على قسط وفير من النوم والاسترخاء.
الرضاعة الطبيعية
من الممكن أن تكون الرضاعة الطبيعية سببًا في ألم الثدي الأيمن لدى النساء المرضعات، وتقول بريدجيت هالنان، المسؤولة عن تغذية الرضع في Cambridgeshire، “عادة ما يمكن حل السبب بسرعة إذا تلقى الشخص المساعدة المناسبة.” وفيما يلي نستعرض بعض أسباب وعلاج ألم الثدي الأيمن لدى المرضعات:
احتقان الثدي
قد يسبب احتقان الثدي (Breast engorgement) الألم لدى المرضعات، حيث يُمكن أن يترافق مع شعور بالصلابة أو الشد، بالإضافة إلى احتمال ظهور حلمات مشدودة ومنبسطة وألم في المنطقة. ينتج الاحتقان عادةً عن امتلاء الثدي المفرط بالحليب، ولتخفيف الانزعاج يُفضل عدم تفويت جلسات الرضاعة والاستجابة لرغبة الطفل بالتغذية، ويمكن اتباع ما يلي:
- شفط كمية صغيرة من الحليب يدويًا، دون إفراط.
- ارتداء حمالة صدر مناسبة للرضاعة لا تضغط على الثدي.
- وضع قطعة قماش ناعمة ومبللة بماء دافئ على الثدي قبل شفط الحليب.
- تناول مسكن آمن للمرضعات بعد استشارة الطبيب.
- إعطاء الرضيع وقتًا كافيًا للرضاعة قبل الانتقال إلى الثدي الآخر.
انسداد قنوات حليب الثدي
إذا لم يتم تصريف الحليب بشكل كافٍ خلال جلسة الرضاعة، فقد يؤدي ذلك إلى انسداد قنوات الحليب. وقد تشعر المرأة بوجود كتلة صغيرة تسبب ألمًا في الثدي، ولتجنب التهاب الضرع (Mastitis) ينبغي معالجة انسداد القناة على الفور، وتخفيف الألم عن طريق:
- تطبيق كمادات دافئة على الثدي قبل جلسات الرضاعة، لتحفيز تدفق الحليب.
- ضمان إفراغ الثدي بالكامل خلال كل جلسة رضاعة.
- تغيير وضعيات الرضاعة لتحفيز قنوات الحليب بشكل متساوٍ.
- الحصول على تدليك لطيف للثدي، بالضغط برفق على القناة المسدودة أثناء الرضاعة.
- الاستمرار في تقديم الرضاعة وعدم التوقف.
التهاب الضرع أو الثدي
كما سبق أن ذكرنا، فإن عدم علاج انسداد قنوات الحليب في الثدي قد يؤدي إلى التهاب الضرع. في هذه الحالة قد تظهر أعراض مثل:
- سخونة الثدي وحساسيته للمس.
- ظهور بقع حمراء على الجلد قد تكون ذات حواف بارزة.
- انتفاخ الثدي.
- وجود كتلة أو زيادة في سمك الثدي.
- شعور عام بالمرض مشابه لأعراض الإنفلونزا.
- ألوان حرقة في الثدي.
- حمى.
لتخفيف الألم المرتبط بالتهاب الضرع، يوصى ب:
- فحص وضعية الطفل أثناء الرضاعة.
- الاستمرار في الرضاعة الطبيعية.
- تغذية الطفل من الثدي الذي يحتوي على قناة مسدودة أولًا.
- شفط الحليب يدويًا.
- إفراغ الثدي بالكامل من الحليب.
- الاستحمام بالماء الدافئ للمساعدة على تدفق الحليب.
- الحصول على قدر كافٍ من الراحة.
- تجنب التدخين.
- تناول مسكنات مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
التهاب الغضروف الضلعي
التهاب الغضروف الضلعي (Costochondritis) هو التهاب الغضروف الذي يربط أحد الأضلاع بعظمة القص. وقد يشابه الألم الناجم عن التهاب الغضروف الضلعي الألم الناتج عن متلازمة تيتزا (Tietze Syndrome)، الذي قد يصاحبه ألم في الثدي الأيمن أو الكتف أو الذراع. بوجه عام، يتميز الألم الناجم عن التهاب الغضروف الضلعي بالخصائص التالية:
- بروز الألم بصورة ضغط أو ألم حاد.
- تأثير الألم على أكثر من ضلع.
- تفاقم الألم عند التنفس العميق أو السعال.
- الشعور بالألم في منطقة الثدي الأيمن أو الأيسر من الأسفل.
لا يوجد سبب واضح لالتهاب الغضروف الضلعي، ولكنه في بعض الأحيان قد ينجم عن التعرض لصدمة على منطقة الصدر أو بسبب وجود ورم أو التهاب في المفاصل. يُنصح للتخفيف من الأعراض باتباع ما يلي:
- استخدام مسكنات للألم بدون وصفة طبية.
- استخدام الحرارة أو البرودة على موضع الألم.
- الحصول على الراحة وتجنب الأنشطة التي قد تزيد الألم سوءاً.
التغيرات الكيسية الليفية في الثدي
قد تكون التغيرات الكيسية الليفية في الثدي، أو مرض الثدي الكيسي الليفي (Fibrocystic)، سببًا لشعور الألم في الثدي الأيمن لدى الفتيات. وغالبًا ما تترافق هذه الحالة بظهور تكتلات وانتفاخ وحساسية في إحدى الثديين أو كليهما، نتيجة تراكم الأكياس المملوءة بالسوائل والأنسجة الليفية. وقد يصاحب ذلك إفرازات من الحلمة.
على الرغم من عدم معرفة السبب الرئيسي لظهور الأكياس الليفية، يُعتقد أنها مرتبطة بالتغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية، وبشكل خاص بهرمون الإستروجين. ويمكن اتباع بعض التعليمات للتقليل من الانزعاج، مثل:
- اتباع نظام غذائي منخفض الملح.
- استخدام مسكنات خفيفة للألم.
- تقليل تناول الكافيين.
- تناول مكملات فيتامين (هـ) و(ب6)، إذ وجدت دراسة في 2015 بأنهما قد يساهمان في تخفيف الألم المرتبط بالتغيرات الكيسية الليفية.
التهاب الثدي
كما تم ذكره سابقًا، قد يصاب التهاب الضرع أو التهاب الثدي النساء المرضعات، إلا أنه يمكن أن يصيب أيضًا النساء غير المرضعات. يحدث بشكل عام نتيجة انتقال البكتيريا من الجلد أو اللعاب إلى أنسجة الثدي عبر قنوات الحليب أو تشققات جلدية. ومن المهم ملاحظة أن كلاً من الرجال والنساء لديهم قنوات حليب ويمكن أن يصابوا بالتهاب الثدي.
ينبغي مراجعة الطبيب في حالة ظهور أعراض العدوى لتلقي العلاج الذي يتضمن المضادات الحيوية ومسكنات الألم، إضافة إلى اتباع النصائح التي قد تساعد في تخفيف حدة المشكلة.
هل من الممكن أن تسبب زرعات الثدي ألم في الثدي الأيمن؟
نعم، قد تسبب زرعات الثدي تورمًا أو ألمًا مستمرًا في الثدي، والذي قد يظهر بعد فترة من التئام الجراحة أو حتى بعد عدة سنوات من إدخال الغرسات.
هل يسبب سرطان الثدي ألم في الثدي الأيمن؟
معظم حالات سرطان الثدي لا تسبب الألم. ومع ذلك، قد يؤدي سرطان الثدي الالتهابي وبعض الأورام إلى الشعور بعدم الراحة في الثدي، لكن بشكل عام، لا يرتبط ألم الثدي عادةً بالسرطان.
ملخص المقال
يظهر ألم الثدي الأيمن لعدة أسباب مختلفة تعتمد على الحالة الصحية والعمر والمشاكل الصحية الأخرى والتغيرات الهرمونية. وقد يتراوح مستوى الألم بين الخفيف الذي قد يختفي في غضون أيام أو بعد تناول مسكنات، إلى الألم الشديد الذي قد يتطلب في بعض الأحيان استشارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب بالإضافة إلى الإرشادات والنصائح الملائمة لكل حالة.