فسيولوجيا الغضب
عند الشعور بالغضب، يحدث تفاعل فسيولوجي معقد في الجسم. تُعتبر اللوزة الدماغية الجزء المسؤول عن تنبيه الفرد من التهديدات المحتملة، مما يؤدي إلى استجابة فورية قبل أن تتمكن القشرة الدماغية من تقييم منطقية رد الفعل. يتم إفراز كميات من الكاتيكولامينات، وهي مواد كيميائية عصبية، من الدماغ مما يتسبب في تدفق الطاقة في الجسم لفترة قصيرة، حيث يكون الغضب دافعًا لاتخاذ إجراءات وقائية سريعة. كما تُحرر العديد من الناقلات العصبية والهرمونات مثل الأدرينالين والنورادرينالين، مما ينتج عنه شعور مستمر بالحيوية والاستعداد.
الغضب كوسيلة لتمكين الذات
يُعتبر الغضب عاملًا فعالًا في معالجة الآلام النفسية والشعور بالضعف. عندما يشعر الفرد بالهزيمة أو العجز عن تحقيق شيء معين، يمكن لهذا الشعور أن يتبدل إلى حالة من الغضب السريع، ما يسهم في تعزيز إحساسه بالتحكم والسيطرة. كما يمكن استغلال الغضب لتعزيز الشعور بالقوة الذاتية.
أسباب الغضب عبر مراحل الحياة المختلفة
تتباين أسباب الغضب بناءً على الفئة العمرية. فعادةً ما يكون الأطفال أكثر عرضة للغضب بسبب القواعد الصارمة، أو الإهمال، أو الفشل في إنجاز مهمة معينة. ومع بلوغهم مرحلة المراهقة، تتحول أسباب الغضب إلى قضايا اجتماعية تتعلق بالقيود المادية والجسدية. أما البالغون، فإن مشاعر الغضب قد تنشأ نتيجة للإهمال، الحرمان، الاستغلال، الخيانة، والإذلال، من بين أسباب أخرى.
أسباب إضافية للغضب
تتعدد أسباب الغضب وتختلف من شخص لآخر، ومن أبرزها:
- الاضطرابات المتنوعة، مثل إدمان الكحول، حيث قد يكون الأشخاص الذين نشأوا في بيئات تعاني من نفس الاضطراب أكثر عرضة للغضب.
- البيئة المحيطة، حيث يمكن للإجهاد أو الإساءة أو الظروف الاجتماعية الصعبة أو المشاكل الأسرية وغيرها أن تساهم في تكوين مشاعر الغضب.
- العوامل الوراثية، التي تلعب دورًا في كيفية تعاطي الجسم مع المواد الكيميائية والهرمونات المسؤولة عن الغضب؛ إذ يجد الأفراد صعوبة في التحكم في عواطفهم عندما يعاني الدماغ من اختلالات في السيروتونين.
- الاضطرابات النفسية والتغيرات الهرمونية.
- الإحباط الناتج عن محاولة تحقيق أهداف معينة.