أسباب العنف وآثاره السلبية

ظاهرة العنف

تُعرَف ظاهرة العنف بأنها استخدام القوة أو التهديد ضد الأفراد أو المجتمعات، مما يُسبِّب أضراراً جسيمة أو وفيات. يُستخدم العنف كأداة للتأثير على الآخرين، ولهذا السبب يحظى باهتمام قانوني ملحوظ؛ حيث يتم العمل على الحد من انتشاره وقمعه. يتم تعريف العنف في المعجم النقدي لعلم الاجتماع بأنه: (سلوك غير عقلاني يستند إلى مزيج من الميول والمصالح المتعارضة، مما يؤدي إلى بعض الانهيار في بنية المجموعة نفسها، وغالبًا ما يترافق مع سلوكيات قمعية تؤدي لعدم استقرار النظام).

أسباب العنف

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انتشار العنف وتفاقمه في المجتمعات، ومن أهمها:

• العنف الأسري: يتمثل في الضرب، النقد المستمر، التحقير، إضافة إلى غياب التشجيع والتحفيز، وكذلك فرض متطلبات تفوق قدرات الأبناء. علاوةً على ذلك، يُعتبر تعاطي الأهل للمخدرات أو المشروبات الكحولية من بين الأسباب الأساسية للعنف الأسري، حيث تلعب التربية دوراً محورياً في تشكيل شخصية الأجيال.
• الشعور بالنقص: غالباً ما ينشأ نتيجة لتربية غير سليمة أو معاملة سيئة في المنزل أو المدرسة؛ لذا ينبغي الحذر من إيذاء مشاعر الطلاب، إذ قد يؤدي ذلك إلى ردود فعل انتقامية.
• الإعلام، خصوصًا المرئي: تكرار عرض مشاهد العنف والدماء وإبراز الأبطال المصاحبين لتلك المشاهد يعملان على ترسيخ ارتباط مفاهيم البطولة بالعنف.
• البطالة وضعف الاقتصاد: يؤدي ضعف الاقتصاد وارتفاع نسبة البطالة والفقر إلى خلق جو من الاحباط، حيث يتحول العنف إلى وسيلة لحل المشاكل التي تواجه الأسر.
• الكحول والمخدرات: لا يتوقف تأثير الكحول والمخدرات عند الجانب العقلي والجسدي فقط، بل يساهم في تقليل القدرة على التحكم في السلوكيات، مما يزيد من احتمالية الانخراط في الأفعال العنيفة.

أضرار العنف

ينتج عن العنف آثار ومخاطر تتجاوز الأفراد لتصل إلى المجتمعات، ومن هذه المخاطر:

• تدهور في تقدير الذات وفقد الحوافز.
• ظهور مشاكل نفسية تشمل القلق واضطرابات النوم والأكل؛ إذ قد يلجأ البعض إلى المخدرات أو الكحول كوسيلة للتغلب على آثار العنف.
• أضرار جسدية مثل الكسور، الحروق، الكدمات، والآلام المزمنة التي تستمر لفترات طويلة بعد التعرض لها.
• التعرض للكوابيس والخوف، حيث يعاني الأطفال في الأسر العنيفة من سوء التغذية وتأخر في النمو وفرص التعلم، بالإضافة إلى تعرضهم لمشاكل صحية متعددة.
• ضعف المهارات الاجتماعية والعزلة والإقصاء.
• انخفاض الإنتاجية والعوائد الاقتصادية.
• فقدان الفرص التعليمية والمهنية والاجتماعية.
• أعباء طبية وقانونية تتعلق بالعلاج والمحاكم.
• يُسهم العنف القائم على النوع الاجتماعي في تعزيز عدم المساواة والتمييز بين الجنسين، مما يشكل عقبة أمام التقدم الاجتماعي.
• زيادة الصراعات والحروب والثأر.

أشكال العنف

يتخذ العنف أشكالاً متعددة في مجتمعنا، ومنها:

• العنف المباشر، الذي ينقسم إلى نوعين:
  • العنف اللفظي: يتضمن استخدام ألفاظ جارحة مع ارتفاع نبرة الصوت والتهديد.
  • العنف الجسدي: يظهر في قسوة المعاملة وعدم احترام الآخرين في الأماكن العامة، وأحيانًا عبر استخدام الأسلحة.
• العنف غير المباشر: مثل اللامبالاة، الكسل، والسلبية.

أساليب الحد من العنف

يتطلب الحد من ظاهرة العنف اتخاذ تدابير فاعلة، ومنها:

• نشر الوعي المجتمعي وتثقيف الأفراد حول انتشار العنف وأسبابه وتأثيراته، وتوجيههم عن كيفية إدارة انفعالاتهم.
• التعاون مع رجال الدين لتعزيز مبادئ الاحترام والتعاون ومواجهة العنف والتطرف.
• إدخال مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية، بهدف غرس قيم الحماية من العنف.
• دراسة حالات العنف بشكل معمق لفهم الجوانب النفسية والاجتماعية المرتبطة بها.
• تعليم الشباب كيفية التعامل مع الغضب بوسائل سلمية بدلاً من استخدام العنف.
• تعزيز مفهوم الحوار كوسيلة للتعبير عن الذات وتلبية الاحتياجات.
• توفير فرص عمل للشباب بما يمكنهم من بناء أسر مسؤولة.
• تشجيع ثقافة المحبة والتفاهم، والابتعاد عن المشاكل التي تعالج بواسطة العنف.

فيديو عن العنف

شاهد الفيديو لمعرفة المزيد عن أسباب العنف وأضراره:

المراجع

1. ↑ جنان الأسطة، مع الناجين والناجيات من العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي، صفحة 14. بتصرف.
2. ↑ علي إسماعيل مجاهد، تحليل ظاهرة العنف وآثاره على المجتمع، صفحة 2. بتصرف.
3. ↑ كريم أبو حلاوة، ثقافة العنف: بحث في الأسباب والتداعيات والحلول المحتملة، صفحة 5. بتصرف.
4. ↑ محمد حسين، أسباب العنف الأسري ودوافعه، صفحة 11,12. بتصرف.
5. ↑ “العنف عند الشباب.. الأسباب والحلول”، إسلام ويب. بتصرف.
6. ↑ “Causes of Violence”, Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania. Edited.
7. ↑ “Harmful Effects of Violence”, Esperian Health Guides, Retrieved 21/5/2017. Edited.
8. ↑ “Consequences and costs”, .endvawnow, Retrieved 21/5/2017. Edited.
9. ↑ د. علي إسماعيل مجاهد، تحليل ظاهرة العنف وآثاره على المجتمع، صفحة 12،13. بتصرف.
10. ↑ د. علي إسماعيل مجاهد، تحليل ظاهرة العنف وآثاره على المجتمع، صفحة 13،14. بتصرف.