تسعى العديد من الأمهات والحوامل اللواتي ينتظرن قدوم طفل جديد لفهم الأسباب المرتبطة بالعيوب الخلقية، أو ما يُعرف بالتشوهات الخلقية. تشير هذه العيوب إلى وجود خلل يؤثر على أعضاء الجسم، مما يشكل مشكلة صحية قد تُصيب الطفل قبل الولادة. يمكن أن يؤدي هذا الخلل إلى تضرّر الأعضاء، سواء كانت خارجية أو داخلية، مما يؤثر على أدائها الطبيعي. لذا، تسعى العديد من الأسر للتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى هذه العيوب وكيفية تجنبها، بهدف إنجاب طفل صحي وسليم. سنستعرض معاً أبرز الأسباب المؤدية للتشوهات الخلقية.
أسباب العيوب الخلقية
يطرح العديد من الأهالي تساؤلات حول أسباب العيوب الخلقية، والتي قد تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، حيث تُعتبر هذه المرحلة الأساسية لتشكيل أعضاء الطفل وتطوره. ومع ذلك، يمكن أن تتعرض الأجنة لمثل هذه العيوب في أي مرحلة من مراحل الحمل.
على الرغم من عدم قدرة الأطباء على تحديد السبب الدقيق لمعظم حالات العيوب الخلقية، إلا أن الكثير من هذه التشوهات ترجع إلى عوامل بيئية أو وراثية، أو مزيج من الاثنين، وتسمى العيوب الخلقية متعددة العوامل. سنستعرض هذه العوامل بشيء من التفصيل كما يلي:
الأسباب الوراثية للعيوب الخلقية
إليكم أهم الأسباب الوراثية التي تؤدي إلى ظهور العيوب الخلقية:
- عيوب في الكروموسومات، تتضمن الزيادة أو النقصان في العدد، أو حدوث مشكلات في التركيب مثل التشوهات في الكروموسومات الجنسية، كما هو الحال في متلازمة داون.
- عيوب أحادية الجين، والتي تنجم عن وجود طفرة في جين واحد، مما يؤدي إلى حدوث خلل في أحد أعضاء الجسم.
- العيوب الوراثية السائدة، حيث يكون أحد الوالدين مصاباً بمرض ينتقل عبر جين معيب، مثل متلازمة مارفان.
- العيوب الوراثية المتنحية، حيث يقوم كلا الوالدين بنقل الجين المعيب للطفل، كما هو الحال في أمراض مثل الكيسات التاي والفيبروزا.
تزداد فرص إصابة الطفل بعيوب خلقية عند الولادة في حال تناول الأم لأدوية أثناء الحمل أو معاناتها من مرض معين، وتعرف هذه الحالة بالمسخ.
أسباب أخرى للعيوب الخلقية
يمكن أن تظهر عيوب خلقية ناتجة عن تداخل العوامل البيئية مع العوامل الجينية، وقد يرث الطفل جيناً يزيد من حساسيته للتحفيز البيئي. من بين هذه الحالات، تشمل الحنك المشقوق، الشفة الأرنبية، العيوب في الأنبوب العصبي، وأيضاً العيوب القلبية. تتزايد حالات العيوب الخلقية في الحالات التالية:
- تعاطي الكحول، التدخين، أو المخدرات خلال فترة الحمل.
- الإصابة ببعض الأمراض، مثل السكري أو السمنة.
- تناول بعض الأدوية خلال الحمل، مثل دواء أيزوترتينوين المستخدم لعلاج حب الشباب.
- تجاوز سن الأم 34 عاماً أثناء الحمل.
من المهم الإشارة إلى أنه ليس من الضروري أن تتواجد إحدى هذه المخاطر لظهور عيب خلقي، فقد تُنجب بعض النساء أطفالاً مصابين بعيوب خلقية دون ظهور أي من هذه المخاطر، وعلى النقيض، قد لا يعني وجود أحد عوامل الخطر وجود تشوه خلقي في الطفل.
تابعوا المزيد:
طرق الوقاية من التشوهات الخلقية
يمكن اتخاذ عدة خطوات للوقاية من التشوهات الخلقية لحماية الطفل، ومنها:
- تلقّي الأم اللقاحات اللازمة التي تحميها من الأمراض المعدية الفيروسية.
- تجنب تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب، والامتناع عن الكحول والتدخين.
- إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للأسرة للتأكد من عدم وجود أمراض وراثية.
- تناول الفيتامينات التي يوصي بها الطبيب خلال فترة الحمل.
- التأكد من عدم إصابة الأم بأية عدوى منقولة جنسياً قبل الحمل.
في الختام، لقد استعرضنا أسباب العيوب الخلقية ووسائل الحماية الممكنة ضد التشوهات الخلقية.