أسباب انهيار سد مأرب التاريخي

أسباب انهيار سد مأرب

تقع بقايا سد مأرب بالقرب من مدينة مأرب في اليمن، حيث شهد السد انهيارًا خلال القرن السادس. وقد تم تحديد عدة أسباب يُعتقد أنها ساهمت في انهيار هذا المعلم التاريخي الهام، ومن أبرزها:

  • الأمطار الغزيرة التي أدت إلى ضعف البناء، حسب رأي عدد من الباحثين.
  • الزلازل التي ضربت المنطقة، وهو أيضًا رأي يعتمد عليه بعض العلماء.
  • انتشار أسطورة تشير إلى أن الفئران تسببت في انهيار السد من خلال قضم الحجارة.
  • عقاب إلهي لأهل مملكة سبأ، كما ورد في القرآن الكريم، حيث جاء في الآيات: “لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ… فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ…” (سورة سبأ: 15-17).

ما الذي حدث بعد انهيار سد مأرب؟

بعد انهيار السد، فقدت تقنيات الهندسة الهيدروليكية التي ابتدعتها مملكة سبأ قيمتها وأصبحت مهملة. بدأ ظهور الخروقات في جدران السد منذ منتصف القرن الخامس الميلادي، فتسارع الوضع حتى هُجر السد عام 570 م. ومع انهيار السد، توقف نظام الري، مما أدى إلى هجرة حوالي 5 آلاف من سكان مأرب إلى مناطق أخرى في شبه الجزيرة العربية.

حاليًا، تشتهر محافظة مأرب بزراعة القمح وتربية الماشية، حيث تتغذى على الحبوب مثل الذرة والسمسم والبرسيم خلال موسم الأمطار، إلا أن المدينة لا تزال تعاني من آثار الدمار.

نبذة عن سد مأرب

يُعرف سد مأرب في التاريخ بوادي السبع، وتعتبر أنقاضه حجارة شاهدة على أحد أعظم الإنجازات الهندسية القديمة في العالم. يمتد طوله إلى 580 مترًا، بينما يبلغ ارتفاعه 15 مترًا، وتم إنشاء السد في حوالي 1700 قبل الميلاد، حيث تم تعزيز جوانبه الشمالية والجنوبية بالحجارة والهاون في القرن السابع قبل الميلاد.

حافظ اليمنيون على السد لعدة قرون، حيث أعاد ملوك حمير بناؤه وزيادة ارتفاعه إلى 14 مترًا، بالإضافة إلى إنشاء قنوات للتصريف وبرك الترسيب، مع وجود قناة تمتد على 1000 متر تصل إلى خزان التوزيع. استمرت أعمال تحسين السد حتى القرن الرابع الميلادي.

الأسباب وراء بناء سد مأرب

كانت مأرب تعد عاصمة مملكة سبأ، التي نمت وازدهرت بفضل التجارة عبر طريق التوابل (طريق البخور) الذي كان يربط بين مناطق جنوب شبه الجزيرة العربية وميناء غزة على البحر الأبيض المتوسط.

عُرفت المدينة بأنها مركز للمنتجات النادرة والثمينة مثل الراتنجات العطرية واللبان والمر، تلك التي كان هناك طلب كبير عليها، حيث استخدمها المصريون في عمليات التحنيط، بينما اعتمد عليها الصينيون كعلاج طبي.

تطلبت زراعة الأشجار التي تنتج اللبان والمر والتمر – القادرة على مقاومة المناخ الجاف – إنشاء شبكة ري شاملة، تضمنت الآبار والقنوات والسدود. وقد ساهم سد مأرب في توفير المياه اللازمة للري لمساحة تقدر بـ 100 كم² من الأراضي الرملية المستغلة في الزراعة.