أسباب بكاء الأطفال الرضع المستمر
يبكي الأطفال الرضع لأسباب متعددة، وغالبًا ما لا يكون بكاؤهم مرتبطًا بمشكلة طبية. حيث يعتمد الطفل الرضيع بصورة تامة على والديه لتلبية احتياجاته من الغذاء والراحة والدفء، ويعتبر البكاء وسيلة طبيعية للتعبير عن تلك الاحتياجات. على الرغم من ذلك، قد يشعر الآباء بضغط كبير وقلق شديد عند حدوث نوبات بكاء متكررة، وقد ينتابهم إحباط بسبب عدم قدرتهم على تهدئة الطفل أو التعرف على سبب بكائه. يعد فهم مشاعر الأطفال المرتبطة بالبكاء خطوة مهمة تساعد في التخفيف من قلق الوالدين.
البكاء بدون سبب واضح
قد يبدأ الطفل الرضيع بالبكاء دون سبب واضح بدءًا من عمر أسبوعين، وقد يكون من الصعب تهدئته في هذه الأثناء. يعاني العديد من الأطفال من اضطرابات مزاجية خلال أوقات معينة من اليوم، وغالبًا ما يكون ذلك في فترة ما بعد الظهر وحتى المساء. ويتطلب الطفل مزيدًا من الرعاية في تلك الأوقات، مما يجعل بكاءه طبيعيًا كوسيلة لتخفيف التوتر الناتج عن النشاطات اليومية. تستمر بعض نوبات بكاء الطفل الرضيع من ساعتين إلى ثلاث ساعات، وقد يبكي حتى مع توفير جميع عوامل الراحة. يساعد التعرف على أنماط بكاء الطفل في تهدئته، ويجب أن يعرف الوالدان أن معدل بكاء الرضيع يصل إلى ذروته في عمر ستة أسابيع وينخفض تدريجيًا كما ينمو الجهاز العصبي للطفل.
شعور الطفل بالجوع
يعتبر الجوع من أبرز الأسباب لبكاء الطفل، خصوصًا في الأشهر الأولى من الحياة. يمكن أن يكون بكاؤه علامة متأخرة تدل على جوعه، وقد يؤدي ذلك إلى شعوره بالإحباط. عندما يكون الطفل في حالة يجعله متوترًا، قد يصبح من الصعب إرضاعه. من المهم معرفة أن بكاء الطفل يستهلك طاقته، مما يزيد من صعوبة إرضاعه. ولأن معدة الرضيع صغيرة، فمن المحتمل أن يشعر بالجوع سريعًا بعد كل رضاعة. لذلك، يُنصَح الأم بالاستجابة لبكاء الطفل ومحاولة إرضاعه حتى وإن مضى فترة قصيرة على آخر رضاعة، وهو ما يسمى بسياسة التغذية المتجاوبة.
حاجة الطفل إلى النوم
تعتبر حاجة الطفل الرضيع للنوم من أسباب بكائه، حيث يفضل الكثير من الأطفال أن يوفر لهم والديهم وضعية نوم مريحة. قد تتضمن هذه الوضعية تقميط الطفل ثم وضعه في وضعية النوم على ظهره. ومع ذلك، قد يشعر الطفل بالانزعاج لفترة قصيرة قبل أن يغفو.
المغص
يرتبط مغص الرضع، والذي يُعرف غالبًا بمصطلح “قاعدة الثلاثة” ببكاء الرضيع أكثر من ثلاث ساعات يوميًا على مدى أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع. ومع ذلك، غالبًا ما ينتهي المغص تلقائيًا بحلول الشهر الثالث أو الرابع من عمر الطفل. وبالرغم من أن السبب وراء هذه الحالة لا يزال غير واضح، يُعتقد أن عوامل مثل هضم الطعام أو الحساسية قد تلعب دورًا فيه. إذا استمر بكاء الطفل لفترة طويلة، ينبغي على الوالدين التماس المشورة الطبية للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية أخرى.
التسنين
يبدأ معظم الأطفال الرضع بمرحلة التسنين ما بين sexto إلى الثاني عشر من عمرهم. وقد يصاحب هذه العملية الشعور بالألم والإزعاج، مما يؤدي بدوره إلى بكاء الطفل وتهيجه. ولكن يُضَاف أنه يجب على الآباء الحذر لأن ارتفاع الحرارة عن 38 درجة مئوية يعتبر عارضًا يستدعي زيارة الطبيب.
حساسية الطعام
يُعتبر وجود حساسية لدى الرضيع تجاه بعض الأطعمة التي تتناولها الأم، أو تجاه مكونات حليب الرضع الصناعية أمرًا محتملًا. وعادةً ما تثير هذه الحساسية مشكلات مثل آلام البطن أو التشنجات. عند حدوث أي أعراض غريبة، يجب على الأمهات أن ينتبهن إلى الأطعمة التي تتناولها وأن يستبعدن الأطعمة المحتمل أن تؤدي إلى مشاكل.
أسباب أخرى لبكاء الطفل الرضيع
بالإضافة إلى الأسباب السابقة، هناك عدة عوامل أخرى قد تؤدي إلى بكاء الطفل الرضيع، مثل:
- الرضاعة المفرطة، حيث يعاني الطفل من انتفاخ المعدة.
- عدم ارتياح الطفل بسبب حرارة أو برودة الجو.
- اتساخ الحفاض، الذي يُعد مهيجًا.
- الإرهاق وقلة النوم، مما يؤدي إلى قلة راحتهم.
- الحاجة للاهتمام والدلال، خصوصًا عند عدم قربهم من الوالدين.
- الشعور بالخوف أو الضيق بسبب الضوضاء أو الضوء الساطع.
- الشعور بالألم نتيجة مشاكل صحية مختلفة.
- مشكلات طبية محتملة تحتاج لتشخيص بواسطة أخصائي.
نصائح للأمهات للاعتناء بأنفسهن
يمكن أن يساهم شعور الأم بالاسترخاء في تهدئة طفلها، لذا يُنصح بأن تأخذ قسطًا من الراحة عند استطاعتها. يجب أن تتذكر الأم أن هذه الفترة مؤقتة وأن نوبات البكاء غالبًا ما تصل ذروتها خلال الأسابيع 6-8 ثم تبدأ في الانخفاض. وإذا شعرت الأم بفقدان السيطرة بسبب بكاء طفلها، يجب عليها ترك الطفل في غرفة أخرى لبعض الوقت لتستجمع قواها، كما يمكنها طلب المساعدة من الأصدقاء أو أفراد العائلة إذا لزم الأمر.