ظاهرة العنوسة في المجتمع
تُعرف العنوسة بأنها الحالة التي يعيشها الأفراد البالغون، سواء من الذكور أو الإناث، الذين لم يتزوجوا بعد. يُستخدم هذا المصطلح لوصف الأشخاص الذين تجاوزوا الحدود العمرية التقليدية للزواج في مجتمعاتهم. يُشاع أن العنوسة مرتبطة أكثر بالنساء، لكن هذا المفهوم غير دقيق، حيث ينطبق على كلا الجنسين. تُعزى هذه الظاهرة إلى مجموعة من العوامل التي سنستعرضها في هذا المقال.
أسباب انتشار العنوسة
التعليم المتقدم للمرأة
ترغب العديد من الفتيات في تأجيل فكرة الزواج حتى يكملن دراستهن العليا مثل الماجستير أو الدكتوراه. وبعد إنهاء دراستهن، قد يكون لديهن تردد في الزواج من أشخاص أقل تعليمًا، بسبب شعورهن بالتفوق أو مخاوف من إمكانية تعرضهن للظلم أو العنف. كما يُفضل البعض من الشباب الابتعاد عن الفتيات المتعلمات تجنبًا لمشاعر التعالي والغرور.
العوامل الاقتصادية
تُعتبر المشكلات الاقتصادية من أبرز التحديات التي تواجه الشباب الراغب في الزواج، مثل البطالة وارتفاع أسعار المساكن وتكاليف الزواج والمهور. تؤدي هذه التحديات إلى تقليص فرص الزواج بسبب عدم قدرة الشباب على تحمل الأعباء المالية اللازمة.
الهجرة والزواج من الأجنبيات
يلجأ العديد من الشباب إلى الهجرة بحثًا عن فرص عمل أو تعليم، مما يؤدي في كثير من الحالات إلى الاستقرار في البلدان الأجنبية والزواج من فتيات أجنبيات. قد يكون ذلك نتيجة لتكاليف الزواج المنخفضة، أو لأهداف أخرى مثل الحصول على جنسية الدولة التي يتزوج فيها.
الانحراف السلوكي
هناك تصاعد في العلاقات غير الشرعية بين الشباب والفتيات، مما يقلل من حماستهم للزواج. يُعتقد أن المجتمع يرحب بمسألة زواج الرجل من فتاة صغيرة في السن Regardless of his age. كما تأثرت الفتيات بالثقافة الغربية، سواء من خلال أساليب اللباس غير المحتشمة أو بانتشار ظاهرة الاختلاط. هذا الأمر يدفع الشباب للتفكير في الزواج من فتيات يتوافقن مع قيمهم ومبادئهم.
سمعة العائلة
تُشكل سمعة العائلة عائقًا أمام الكثير من الفتيات، حيث يتجنب الشباب التفكير في الزواج من فتاة ذات عائلة سيئة السمعة. وقد ينتج عن ذلك ترددهم في الاقتراب من الفتيات بسبب مخاوفهم من التأثير السلبي على سمعتهم.
مبالغة الفتاة في صفات الزوج
تقوم بعض الفتيات برسم صورة مثالية لمواصفات الزوج المثالي، مما يؤدي إلى رفض المتقدمين. وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة اختيار الزوج بناءً على الدين والأخلاق، كما جاء في الحديث الشريف: (إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فانكحوه إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟ قَالَ: “إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فانكحوه، قالها ثَلَاثَ مَرَّات) [رواه الترمذي].
عضل الولي
يتجنب بعض الأهل السماح لبناتهم بالزواج من رجال مؤهلين، رغم توفر الرغبة من الطرفين. يُعزى ذلك إلى أسباب مادية، مثل الطمع في الحصول على مهور أعلى عند اقتران ابنته بشخص آخر، أو رغبة في الحفاظ على المكاسب المالية التي تتيحه وظيفة الفتاة. يُعد هذا التصرف انتهاكًا للأحكام الشرعية.