أسباب فساد السلوك لدى الأطفال
تتعدد العوامل التي تساهم في تدهور المنظومة الأخلاقية التي تؤثر على سلوك الأطفال، ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:
أهمية الأسرة ودورها في التربية
تُعتبر الأسرة العامل الأكثر تأثيراً وخطورة في تشكيل شخصية الطفل. إنها البيئة الأولى التي يستقر فيها الطفل منذ لحظة ولادته، وهي المكان الذي يساهم في تكوين هويته النفسية والفكرية والدينية من خلال التنشئة الاجتماعية. يتعلم الطفل في هذه البيئة النماذج السلوكية التي تقوده في حياته.
يتحمّل الوالدان مسؤولية هذه التنشئة؛ فمن واجبهما تربية الطفل بشكل صحيح ومراعاة تعليمه وتوجيهه نحو القيم الأخلاقية الحميدة. تعد تصرفات الأبناء مرآة لشخصية الآباء، حيث ينظر الأطفال إليهم كمثل أعلى يحتذون به.
أثر الأصدقاء في المدرسة
لا تقل أهمية تأثير الأصدقاء في المدرسة عن تأثير الأسرة، إذ تُعد المدرسة من أولى المحطات التي ينطلق منها الطفل لتكوين العلاقات الاجتماعية. يختلف أصدقاء الطفل في تربيتهم وأخلاقهم، مما يجعل تأثيرهم كبيرًا على سلوك الطفل. لذا، يجب على الآباء مساعدة أبنائهم في اختيار الأصدقاء الصالحين.
يتحمل الوالدان مسؤولية حماية الأبناء من رفقاء السوء، ورصد ما يتلقونه من أصدقاء في المدرسة، مثل ضرورة تجنب الألفاظ السيئة واختيار المدرسة التي تعزز القيم الدينية والأخلاقية.
تأثير المجتمع
يمثل السياق الاجتماعي عاملاً محوريًا في تشكيل سلوكيات الطفل. فقد يكون للبيئة المحيطة تأثير بالغ على اكتساب السلوكيات والعادات والتقاليد؛ حيث يتأثر الأطفال بأخلاق من يختلطون بهم في المنزل والمدرسة والحي. تسجل عقول الأطفال ما يرون ويسمعون، مما يؤثر بشكل مباشر على تصرفاتهم.
استراتيجيات لتعزيز سلوك الأطفال الإيجابي
توجد مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن للوالدين والمعلمين اعتمادها في التربية لتعزيز سلوك الطفل وحسن تصرفاته، ومن بينها:
- الحوار الإيجابي
يتم ذلك من خلال طرح الأسئلة والنقاشات مع الطفل حول مواضيع تهمه. يساهم هذا الأسلوب في تنمية تفكيره وتحفيزه على البحث عن الحقائق واكتساب الأفكار الصحيحة.
- القدوة الحسنة
بحث الإنسان عن القدوة يندرج ضمن فطرته، ولهذا السبب أرسل الله الأنبياء والرسل. يعتبر الوالدان قدوة لأبنائهم، حيث يتعلم الطفل من تصرفاتهما ويعتبرهما النموذج الأمثل في السلوك الجيد.
- الممارسة العملية
تساعد ممارسة السلوكيات المرغوبة وتكرارها الطفل على تعزيز ما تعلمه. إذا واجه الطفل صعوبة في تصحيح سلوكياته، فإنه يستطيع الاستفسار ومحاولة تحسينها.
- التحفيز والترهيب
يُعتبر هذا الأسلوب من الأساليب الضرورية في تعليم الأطفال السلوك القويم. يمكن تحفيز الطفل على التصرف الجيد من خلال وسائل مثل الهدايا أو زيادة وقت اللعب، بينما يتم الترهيب بعقوبات مناسبة على السلوكيات غير المرغوبة.