أسباب تراجع أسعار الذهب

الذهب

يُعتبر الذهب (بالإنجليزية: Gold) من العناصر الكيميائية الكثيفة، ويُشار إليه بالرمز (Au). يتميز بلونه الأصفر اللامع وخصائصه الفريدة التي جعلته أحد المعادن الثمينة على مر التاريخ. يُعرف الذهب بقدرته على البقاء دون تلف وبتنوع استخداماته التي تشمل صناعة العملات المعدنية الذهبية وتشكيل المجوهرات الفريدة.

سعر الذهب

سعر الذهب (بالإنجليزية: Gold Price) هو القيمة المعتمدة لتداوله في الأسواق المالية. يتأثر هذا السعر بمبدأ العرض والطلب، مثل بقية المنتجات. يُستخدم الذهب في العديد من المجالات الصناعية ويشكل جزءًا من احتياطيات الثروات؛ حيث تحتفظ البنوك المركزية بكميات كبيرة منه على شكل سبائك. يُعتبر الذهب أحد التخزينات الآمنة والمعتبرة بديلة عن الدولار الأمريكي، مما يجعله خياراً مفضلاً للمستثمرين خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.

أسباب انخفاض سعر الذهب

يتعرض سعر الذهب لتقلبات متعددة تتراوح بين الارتفاع والانخفاض، وغالبًا ما تكون هذه التغيرات مرتبطة بأسباب عالمية. من بين الأسباب التي قد تؤدي إلى تراجع سعر الذهب ما يلي:

  • تعزيز قيمة الدولار الأمريكي: تُعتبر قوة الدولار مدعومة بالبيانات الاقتصادية الكلية في الولايات المتحدة، مما يعزز من قيمته مقابل العملات الأخرى. من المتوقع أن يؤدي التحسن في الاقتصاد الأمريكي إلى رفع أسعار الفائدة.
  • أسعار الفائدة: تشير إلى توليد قيمة مالية إضافية تُدفع مقابل القروض أو شراء المنتجات بالائتمان. يعتمد موعد رفع سعر الفائدة على الأداء الاقتصادي، وهذا ما يدفع المستثمرين للبحث عن إشارات من البنك الاحتياطي الفيدرالي حول توقيت هذا الرفع الذي يؤدي إلى انخفاض سعر الذهب.
  • تراجع المؤسسات المالية عن استخدام الذهب كعملة احتياطية عالمية.
  • زيادة القوة الشرائية والنمو الاقتصادي: شهدت بعض الدول الناشئة نمواً كبيراً في عام 2012 مما أثر على اهتمامها بشراء الذهب، خاصةً من قبل دول مثل الهند والصين.
  • الأزمات الخاصة بالديون في دول اليورو: طرحت بعض البنوك المركزية كميات من الذهب، لكن شهد الطلب انخفاضًا مما أدى إلى تراجع أسعاره.

تاريخ الذهب

منذ حوالي 3600 قبل الميلاد، كان الذهب مُساهمًا رئيسيًا في التنمية الاقتصادية العالمية. بدأ الحرفيون في مصر بالعمل على تعدين وصهر الذهب لأغراض متعددة، وفي عام 2600 قبل الميلاد، انتشرت صياغاته في منطقة بلاد ما بين النهرين، حيث كانت المجوهرات الذهبية من بين الأكثر شيوعًا. شهدت الفترة التي تلت حكم الملك كروسوس عام 564 قبل الميلاد ظهور أولى العملات الذهبية العالمية.

في عام 1300م، أُسس أول نظام عالمي لفحص المعادن الثمينة، وما زال المركز مختصاً في مدينة لندن. تم استخدام معيار الذهب في المملكة المتحدة عام 1717م، حيث ربطت الحكومة البريطانية عملتها بسعر الذهب الثابت. خلال الفترة ما بين 1870م إلى 1900م، اعتمدت معظم الدول على معيار الذهب كمعيار لعملاتها.

أدت الحرب العالمية الثانية في عام 1939م إلى إغلاق سوق الذهب في لندن، وعادت الدول لاستخدام نظام ثابت لمعدلات صرف العملات بناءً على الدولار القابل للتحويل إلى ذهب. في عام 1961م، تم استخدام الذهب للمرة الأولى في الرحلات الفضائية، وفي 1971م، قُطع الربط بين الدولار والذهب. وفي عام 2009م، عادت البنوك المركزية إلى شراء الذهب مجددًا، بينما حافظ سعره في عام 2010م على مستويات قياسية في ظل الأزمات المالية المتتالية.

خصائص الذهب

يمتاز الذهب بعدة خصائص تجعله فريدًا بين المعادن الأخرى، من أهمها:

  • يعتبر المعدن الأكثر كثافة بين جميع الأنواع.
  • يمتاز بتوصيله الجيد للطاقة الكهربائية والحرارة.
  • يمكن تصنيع أوراق رقيقة منه تُعرف بأوراق الذهب.
  • من الصعب غش الذهب، حيث تؤدي إضافة أي معدن آخر إلى تغيير وزنه الفعلي.

استخدامات الذهب

يعكس لون الذهب الجميل وعدم تعرضه للتآكل تأثيره الكبير على حياة الإنسان، حيث يعتبر من المعادن الأولى التي انجذبت إليها البشرية. تشمل استخداماته المتعددة:

  • صناعة المجوهرات التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، حيث يُعتبر الذهب مادة أساسية في تصميم الأكسسوارات الفاخرة.
  • يُستخدم على نطاق واسع كوسيلة لتبادل السلع والخدمات، سواء على شكل سبائك أو عملات معدنية.
  • دعم الأنظمة المالية للعملات الورقية، خاصةً التي شهدت انتشاراً كبيراً في القرن التاسع عشر.
  • يُعتبر جزءًا من الاحتياطات المالية، حيث تحتفظ البنوك المركزية والحكومات بنحو 45٪ من إجمالي الذهب العالمي، ولا يزال مقبولاً كوسيلة للدفع بين الدول.