يعد تلوث الدم من أخطر الأمراض التي تُصيب الجسم البشري، كما أنه يمثل تحديًا كبيرًا في العلاج. يُعتبر الدم سائلًا معقمًا يمضي في الجسم ومن المفترض أن يكون خاليًا من الجراثيم.
يمتلك الدم وظائف متعددة، وإذا احتوى على جراثيم، فإنه يُمكن أن يُسبب أضرارًا جسيمة تؤثر سلبًا على العديد من الأعضاء، وخاصة القلب.
على عكس ما قد يُعتقد، فإن تلوث الدم ليس من الأمراض النادرة؛ بل هو شائع بشكل كبير بين الأفراد من جميع الأعمار، بما في ذلك الكبار والصغار.
توجد فئات معينة أكثر تعرضًا للإصابة بتلوث الدم، مما يثير تساؤلات حول مصادر هذه الجراثيم والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به. تابعوا معنا في مقالنا هذا لتتعرفوا على المزيد.
معلومات حول تلوث الدم
- تلوث الدم، المعروف أيضًا بتجرثم الدم، هو مرض يُصيب العديد من الأفراد، ويُعرّف بدقة على أنه دخول الجراثيم إلى مجرى الدم.
- تنقسم مراحل الإصابة إلى مرحلتين: المرحلة الأولى هي الأقل خطورة، حيث يكافح الجسم العدوى للتخلص من الجراثيم وإعادة الدم إلى حالته الطبيعية؛ وهذا يتطلب جهاز مناعي قوي.
- في المرحلة الثانية، وهي الأكثر خطورة، تنتشر الجراثيم بشكل كبير داخل الجسم، ما يؤدي إلى عدم قدرة جهاز المناعة على السيطرة عليها، وذلك قد يؤدي إلى الإصابة بالتهابات.
- قد يتعرض الجسم للإنتان، وهو من أخطر الأمراض التي تهدد حياة الأفراد، مما يؤثر على قدرتهم على القيام بمسؤولياتهم اليومية.
- حسب الإحصائيات، يعاني مرضى العمليات الجراحية وخاصة بعد استئصال الطحال، بالإضافة إلى الأطفال الرضع وكبار السن، من نسب أكبر من هذا المرض بسبب ضعف مناعتهم.
- يمكن أن تصيب أيضًا مرضى السرطان الذين يتلقون العلاجات الكيميائية أو مرضى الإيدز، وأي شخص يتعرض لعدوى تضعف جهاز مناعته.
- الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن عرضة بشكل كبير لهذا المرض، حيث تختلط المواد المخدرة مع الدم وتدخل الجراثيم معه.
- بالإضافة إلى مرضى السكري الذين يتناولون أدوية تثبط مناعتهم.
الأسباب التي تؤدي إلى تلوث الدم
- ننتقل الآن إلى جوهر الموضوع: الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بتلوث الدم.
- من الضروري التعرف على هذه الأسباب لحماية أنفسنا وأجسادنا من هذا المرض.
- عادةً ما تتطلب الجراثيم معايير معينة للوصول إلى الدم، وهي تتنوع بين سلبية وإيجابية الغرام.
تتعدد أسباب هذا المرض ومن بينها:
- الحروق، حيث يُمكن أن يتسبب تلوث الدم بوفاة الكثير أثناء الحروق، بسبب تأثيرها السلبي على الدم.
- الأعضاء الداخلية تعتبر من أبرز مسببات تلوث الدم، حيث يمكن أن يحدث فيها خلل أو تلف في الوظائف.
- العدوى الخارجية الناتجة عن الحقن غير المعقمة أو تلف الجلد.
- الأجهزة الطبية والعلاجية التي تدخل الجسم لفترات طويلة يمكن أن تكون غير معقمة بشكل كافٍ وتؤدي إلى المرض.
- تشمل هذه الأدوات القسطرة، الطعوم العظمية، المسامير، الصمامات القلبية، والناظمات القلبية.
- تعتبر قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة من أهم الأسباب المؤدية لتلوث الدم.
- النظافة السليمة يمكن أن تقي من الجراثيم والأمراض الناتجة عن العدوى، حيث تُساعد المعقمات ومساحيق التنظيف في قتل الجراثيم غير المرئية.
أعراض تلوث الدم
- بعد أن تم استعراض الأسباب المؤدية للإصابة بهذا المرض، سنتناول الأعراض المرتبطة به.
- تُعتبر هذه الأعراض بمثابة إشارات من الجسم للتنبؤ بوجود مشكلة صحية.
- يجب عدم التهاون مع هذا المرض، إذ أن الكشف المبكر يزيد من فرص الشفاء مقارنةً بالمراحل المتأخرة.
- تختلف الأعراض بناءً على مدى التلوث وحالة المريض الصحية.
تشمل أعراض تلوث الدم ما يلي:
- تظهر في البداية أعراض طفيفة مثل التعب، والدوار، وصعوبة التركيز.
- قد يعاني الفرد من ارتفاع في درجة الحرارة، قشعريرة، وزيادة في نسبة التعرق.
- في الحالات الأكثر تقدمًا، قد يصاب الشخص بطفح جلدي وصعوبة في التنفس، كما يمكن أن تحدث مشاكل في تخثر الدم.
- تؤدي بعض الحالات إلى فشل في وظائف أعضاء متعددة.
يمكن أن تحدث مضاعفات نتيجة عدم علاج هذا المرض تشمل:
- التهابات خطيرة مثل التهاب السحايا، التهاب النسيج الخلوي، والتهاب الصفاق.
- التأثير السلبي الكبير على القلب، مما قد يؤدي إلى التهاب في غشاء القلب.
- احتمالية حدوث تسمم الدم والحاجة إلى علاج فوري.
- التهابات حادة في العظام تؤدي إلى الألم الشديد وانعدام الحركة.
علاج تلوث الدم في الجسم
- بمجرد ظهور الأعراض، سيتوجه الشخص للطبيب، الذي قد يُجري تحاليل مثل اختبار الدم والبول، وبعض الفحوصات التصويرية كالأشعة والفحوصات بالموجات فوق الصوتية.
- سيوصي الطبيب بإعطاء المضادات الحيوية المناسبة، حيث يُعتبر الاكتشاف المبكر للعلاج أمرًا حيويًا.
- المتابعة مع الأطباء وإجراء الفحوصات بشكل منتظم للتأكد من فعالية العلاج أمر مُلِح.
- يجب على الأطباء مراقبة حالة المريض بدقة، وعند عدم ظهور تحسن يُفضل العودة للطبيب المعالج.
- بالرغم من أن فترة التعافي قد تكون طويلة، إلا أن التركيز على عدم تفاقم الحالة يعتبر أمرًا بالغ الأهمية.
- في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي إذا حدث التواء في الجراثيم وحصل تجمع معين.