أسباب تنوع ألوان العيون لدى البشر

اختلاف لون العيون لدى البشر: الأسباب والتفسير العلمي

يُعزى تباين لون العيون بين الأفراد إلى صبغة تُعرف باسم الميلانين (بالإنجليزية: Melanin). تلعب الجينات دوراً مفصلياً في تعديل وتكوين ونقل والاحتفاظ بكميات هذه الصبغة. وبالتالي، فإن نوع الجينات ومخزون الميلانين في الطبقات الخارجية من قزحية العين هما العنصران الرئيسيان اللذان يحددان لون العيون. يُلاحظ أن الأفراد ذوي العيون البنية يتمتعون بنسبة كبيرة من الميلانين، بينما يمتلك أصحاب العيون الزرقاء أقل نسبة من هذه الصبغة.

ألوان العيون الأكثر شيوعاً

تاريخياً، كان لون عيون جميع سكان الأرض بنياً قبل نحو 10,000 عام. وقد ظهرت أول حالة لللون الأزرق كطفرة جينية أدت إلى انخفاض كبير في الميلانين، مما أدى إلى ظهور هذا اللون بشكل واضح. تُدرَج ألوان العيون من درجات البني الداكن جداً إلى الأزرق الفاتح جداً، وقد يلاحظ البعض امتزاج مقامات لونيّة مختلفة في عينيهم، أو بقعاً من ألوان نادرة داخل القزحية. ومن أبرز ألوان العيون المعروفة ما يلي:

  • اللون العسلي، أو بني فاتح جداً، أو ذهبي.
  • اللون الأزرق أو الرمادي، والذي يظهر نتيجة نقص أو غياب الميلانين في الطبقات الأمامية من القزحية.
  • اللون البني، الذي يُعتبر الأكثر شيوعاً بين البشر.
  • اللون الأخضر، الذي يعد من أكثر الألوان ندرة، حيث يشكل أصحاب العيون الخضراء حوالي 9% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية.
  • اللون البندقي، وهو مزيج بين اللونين البني والأخضر، وقد يحتوي أيضاً على بقع من الألوان الأخرى. يشكل أصحاب العيون البندقية حوالي 18% فقط من سكان الولايات المتحدة.

صبغة الميلانين ودورها في تحديد لون العيون

الميلانين هو نوع من الصبغات الطبيعية الموجودة في البشرة والشعر والعينين لدى الإنسان والحيوانات. وتعتمد مدى ظهور هذه الصبغة على نوعها وكمّيتها. تُنتَج الميلانين في خلايا تُعرف بالخلايا الميلانينية (بالإنجليزية: Melanocyte). على الرغم من أن عدد هذه الخلايا هو نفسه في جميع البشر، إلا أن كمية الميلانين المنتَجة تختلف من فرد لآخر. لذا، فإن إنتاج كميات قليلة من الميلانين سيؤدي إلى ظهور الجسم والشعر بلون فاتح والعينين بلون أقرب إلى الأزرق. إن التحكم في كمية الميلانين المنتَجة يتم بواسطة الجينات الوراثية. وتوجد عدة أنواع من الميلانين، نذكر منها:

  • الميلانين السوي (بالإنجليزية: Eu melanin): وهو ما يُظهِر الألوان الداكنة في الجلد والشعر والعينين، ويتميز بالألوان البنية والسوداء فقط، مما يعني أن اللون الأشقر يظهر نتيجة وجود الميلانين السوي بمستويات منخفضة من اللون البني.
  • الفيوميلانين (بالإنجليزية: Pheomelanin): وهي المسؤولة عن ظهور الألوان الوردية في المناطق المحددة من الجسم مثل الشفتين والحلمتين. وعندما تتواجد نسب متساوية من الميلانين السوي والفيوميلانين، ينتج لون الشعر الأحمر.
  • الميلانين العصبي (بالإنجليزية: Neuromelanin): وهو نوع لا يساهم في إظهار الألوان الخارجية المرئية على الجسم، بل يختص بتلوين العصبونات، المعروفة بالخلايا العصبية.