أسباب التسرب من المدارس
تعتبر ظاهرة التسرب المدرسي من المسائل التي تثير قلق جميع فئات المجتمع، بما في ذلك السياسيين وصناع القرار وأولياء الأمور والمعلمين والطلاب. لفهم كيفية معالجة هذه المشكلة بفعالية، من الضروري أولاً استكشاف الأسباب التي تؤدي إليها. إليكم بعض هذه الأسباب:
أسباب اقتصادية
يمكن أن تؤدي الأوضاع المالية غير المستقرة للأسر إلى تسرب بعض الأطفال من المدرسة. إذ تميل الأسر ذات الدخل المحدود، أو تلك التي تواجه مشكلات مالية، إلى الاعتماد على تسخير الأطفال للعمل، بهدف تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء. ومن المهم الإشارة إلى أن بعض العائلات تلجأ إلى وسائل كسب المال السريعة، مثل التسول، مما يزيد من احتمال ترك الأطفال للدراسة في وقت مبكر.
مستوى تعليم الوالدين
تشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتسربون من التعليم غالباً ما ينتمون إلى أسر ذات مستويات تعليمية منخفضة، حيث قد لا يكون الوالدان قد أكملوا تعليمهم بعد المرحلة الابتدائية. ومع ذلك، لا يمكن افتراض أن جميع العائلات التي لم يتمكن فيها الوالدان من إكمال تعليمهم يتسرب فيها الأبناء؛ فبعضهم يسعى جاهدًا لاستكمال تعليمهم لتحقيق مستقبلٍ أفضل ولتجنب مصير آبائهم.
الفشل الأكاديمي
يعتبر الفشل في تحقيق المتطلبات الأساسية للدراسة، مثل القراءة، من العوامل المهمة التي قد تؤدي إلى التسرب المدرسي. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يعانون من ضعف في القراءة في الصف الرابع هم الأكثر عرضة للانقطاع عن التعليم، حيث تزداد الحاجة لمهارة القراءة مع تقدمهم في الصفوف الدراسية. لذا، فإن عدم تمكن الطفل من هذه المهارة قد يؤثر سلبًا على استمراريته في المدرسة.
الخلفية الثقافية والاجتماعية
تلعب الثقافة المحيطة بالطفل دوراً كبيراً في تسربه من التعليم. حيث أن الأفراد الذين ينحدرون من خلفيات قبلية قد لا يرون التعليم كأولوية، بل قد يركزون أكثر على اكتساب المهارات الأساسية التي تساعد في تحسين دخل أسرهم. لذلك، قد تساهم العادات والتقاليد السائدة داخل القبيلة في تقليل اهتمام الأطفال بالتعليم.