أسباب حدوث السرقة لدى الأطفال وكيفية التعامل معها

أسباب السرقة لدى الأطفال

يميل الأطفال الصغار إلى استكشاف الأشياء من حولهم وقد يأخذون ما يُثير اهتمامهم. لا يُعتبر هذا التصرف سرقة إلا عندما يصل الطفل إلى مرحلة يفهم فيها أن أخذ ممتلكات الآخرين هو تصرف غير صحيح، وعادة ما يحدث ذلك في الفترة ما بين سن الثلاث إلى خمس سنوات. لذا، تقع على عاتق الآباء مسؤولية تعليم أبنائهم الصح والخطأ، من خلال أن يكونوا قدوة حسنة، والتصرف بصدق وأمانة، كما يجب تحذيرهم من مغبة هذه الأفعال وتوجيههم للابتعاد عنها.

ومع ذلك، قد يُقدم الأطفال على السرقة لعدة أسباب، وفيما يلي أبرز هذه الأسباب:

الاحتياجات العاطفية

يميل الأطفال الذين يعانون من قلة الحب والدعم من عائلاتهم، أو الذين تعرضوا للإساءة والإهمال، إلى السرقة. حيث تُعتبر هذه السرقة بمثابة تعبير عن حب الذات، ويستخدمها الطفل كوسيلة للتعبير عن شعوره تجاه عدم اهتمام الوالدين أو البالغين من حوله.

الرغبة في المغامرة والتحدي

يحب الأطفال اختبار حدودهم ومعرفة ما إذا كانوا يمكنهم الهروب من العقاب بعد القيام بالسرقة. كما يمكن أن تحدث السرقة في إطار تحديات متفق عليها بين الأقران. في هذه الحالة، يسعى الطفل إلى الانتماء إلى المجموعة من خلال القيام بسلوكيات مشابهة مع أصدقائه.

تأخر النمو

قد يحدث خلط لدى الأطفال، خاصة الصغار، بين الممتلكات الشخصية والعامة، أو بين ما يمكن الحصول عليه مجانًا وما يحتاج لشراء. حتى الأطفال الأكبر سنًا قد يواجهون صعوبة في هذا الأمر نتيجة تأخرهم في النمو أو الإدراك، مما قد يجعلهم غير قادرين على فهم الفروق الحقيقية بين الصواب والخطأ.

تلبية احتياجات معينة

يسرق الأطفال أحيانًا من أجل الحصول على المال أو أشياء يمكنهم بيعها لتلبية احتياجات أخرى. على سبيل المثال، قد يرغب الطفل في الحصول على لعبة معينة فيقوم بسرقتها، أو يسرق المال لشراء ما يحتاجه. هذا السلوك يشكل خطرًا كبيرًا وقد يتطلب تدخل مختصين لمساعدة الطفل.

الرغبة في امتلاك شيء ذي قيمة

قد يشعر الطفل بأهمية قطعة معينة لشخص ما، مما يدفعه إلى سرقتها لأسباب عدة، منها رغبته في امتلاك شيء يُعتبر مهمًا بالنسبة للشخص الآخر، أو التفاخر بذلك أمام الآخرين.

الشعور بالكفاءة

الأطفال الذين تمكنوا من سرقة أشياء في الماضي ونجوا من العقاب قد يستمرون في تعزيز هذا السلوك، حيث يفخرون بقدرتهم على القيام بذلك ويعتبرونه مهارة إيجابية بين أصدقائهم.

السلوك المكتسب

قد يُكتسب الأطفال سلوك السرقة من خلال مشاهدة الآباء أو الأشخاص الذين يثقون بهم ويعتبرونهم قدوة. وبالتالي، قد يستمر هذا السلوك ويتحول إلى عادة معتبرة طبيعية لديهم.

غياب الحوافز والتوجيه

غالبًا ما يكون الأطفال الذين يسرقون في بيئات عائلية تعاني من الانشغال، حيث يفتقر الآباء إلى المسؤولية والاهتمام، مما يؤدي إلى عدم مراقبتهم لممارسات أبنائهم. وهذا يعيق فرص معالجة السلوكيات السلبية وتعزيز السلوكيات الإيجابية لديهم.