صداع العين
يُعتبر الصداع (بالإنجليزية: Headache) عبارة عن أي ألم يشعر به الشخص في مناطق مختلفة من الرأس، بما في ذلك الجبين، الرقبة، أو خلف العينين. يُعرف صداع العين أو الصداع الذي يؤثر على المنطقة الواقعة خلف أو حول العين بأنه أحد الأنواع الشائعة من الصداع. قد يتمركز الألم خلف إحدى العينين أو كلتيهما، مما يجعل الشخص المصاب أكثر حساسية للضوء ويُسبب له شعورًا بعدم الراحة.
أسباب صداع العين
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الصداع، ومن المهم التعرف على السبب الدقيق للتوصل إلى العلاج المناسب. فيما يلي بعض الأسباب المحتملة:
الصداع العنقودي
يتميز الصداع العنقودي (بالإنجليزية: Cluster headache) بنوبات من الألم الشديد والعابر التي تحدث يوميًا لمدة أسابيع أو حتى أشهر. غالبًا ما تتزامن هذه النوبات مع تغير الفصول، خاصة في الربيع والشتاء، وتظهر الأعراض على شكل ألم حاد محيط أو خلف عين واحدة. يمكن أن تمتد فترة النوبات بين 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات، وغالبًا ما يلاحظ زيادة في احمرار العين، والدموع، بالإضافة إلى احمرار الوجه وزيادة التعرق. وعادةً ما تظهر الإصابة بهذا النوع من الصداع بعد سن الثلاثين، حيث يُعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة، مع تأثير العوامل مثل التدخين واستهلاك الكحول في تحفيز النوبات.
صداع إجهاد العين
يعكس إجهاد العين (بالإنجليزية: Eyestrain) مجموعة من الأعراض التي تطرأ نتيجة إرهاق العينين نتيجة الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية أو التعرض لإضاءة ساطعة وغير ملائمة، فضلاً عن القراءة أو القيادة لفترات طويلة. يُعتبر إجهاد العين ليس حالة مرضية في حد ذاتها، بل هو عرض من أعراض أخرى مثل الصداع، وتشويش الرؤية، وجفاف العين، وصعوبة التركيز. يمكن التخفيف من هذه الأعراض عبر إراحة العينين بشكل دوري، وتخفيف العوامل المسببة.
صداع التوتر
يُعتبر صداع التوتر الأكثر شيوعًا بين أنواع الصداع، حيث ينتج عن التعرض للتوتر أو الضغوط النفسية، مما يؤثر على عضلات الوجه والعنق وفروة الرأس كما أظهرت بعض الأبحاث. يُوصف صداع التوتر بأنه ألم ضاغط في منطقة الجبين أو خلف الرأس، وقد يمتد للأعين أيضًا. يُعالج هذا النوع من الصداع باستخدام مسكنات الألم وتبني تقنيات السيطرة على التوتر. تجدر الإشارة إلى أهمية اتباع نمط حياة صحي يشمل النوم الكافي يوميًا، ممارسة الرياضة، تناول وجبات متوازنة، شرب كميات كافية من المياه، وتجنب التدخين والمشروبات المحتوية على الكافيين.| يُقسم صداع التوتر إلى نوعين رئيسيين:
- الصداع التوتري العرضي: (بالإنجليزية: Episodic tension headaches) حيث يمكن أن يمتد من 30 دقيقة إلى أسبوع، وعندما يتكرر لأقل من 15 يومًا في الشهر خلال ثلاثة أشهر يُعتبر دوري.
- الصداع التوتري المزمن: (بالإنجليزية: Chronic tension headaches) الذي يمكن أن يدوم لساعات أو يستمر بشكل متواصل، ويُعتبر مزمنًا إذا تكرر لأكثر من 15 يومًا في الشهر لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.
صداع الشقيقة
الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine) هي صداع نابض غالبًا ما يؤثر على جانب واحد من الرأس، بما في ذلك منطقة خلف العين، حيث يتصاعد الألم ليبدأ متوسطًا ثم يزداد حتى يصبح حادًا. قد تصاحب هذا النوع من الصداع أعراض مثل الغثيان والقيء، ويمتد لفترات تتراوح بين عدة ساعات و几 أيام. تزداد نسبة الإصابة بالشقيقة بين النساء، أو في حالة وجود تاريخ عائلي للإصابة، وكذلك لدى الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية معينة مثل الاكتئاب أو الصرع. هناك عدة عوامل تحفز نوبات الشقيقة، منها:
- التوتر والقلق النفسي.
- التغيرات الهرمونية عند النساء.
- الإضاءة القوية والأصوات العالية والروائح النفاذة.
- نقص النوم.
- بعض الأدوية، والمواد الغذائية، والتدخين، والمشروبات المحتوية على الكافيين والكحول.
صداع الجيوب الأنفية
الجيوب الأنفية هي فراغات موجودة بين عظام الوجه وتمتد من الخدود إلى الجبين وحول العينين، وترتبط بالأنف والفم. عند تعرض الجيوب الأنفية لالتهاب (بالإنجليزية: Sinusitis)، يحدث زيادة في إفراز المخاط وتورم في الجدران الداخلية للجيوب، مما قد يؤدي إلى انسدادها. يمكن أن تنجم الالتهابات عن الحساسية أو العدوى البكتيرية، والتي قد تؤدي أيضًا إلى ارتفاع درجة الحرارة. يسبب انسداد الجيوب الأنفية صداعًا يمتد إلى منطقة خلف العين أو أمام الوجه، ويزداد شعور الألم عند الانحناء للأمام أو في الصباح، وعادةً ما يهدأ الألم خلال اليوم، كما يصبح أكثر حدة في الأجواء الباردة والرطبة.
أسباب أخرى
يوجد أيضًا أسباب أخرى تؤدي إلى حدوث صداع حول أو خلف العين، حيث يُعتبر الصداع أحد الأعراض. لذا يُفضل استشارة طبيب مختص لمراجعة الحالة، مثل أورام الدماغ (بالإنجليزية: Intracranial tumors)، التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)، أو صداع ما بعد الإصابة (بالإنجليزية: Post traumatic headache)، وغيرها من الأسباب.
علاج صداع العين
يتضمن علاج الصداع استخدام مسكنات الألم مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen). في حالات الصداع الحاد، يمكن أن يصف الطبيب أدوية مرخية للعضلات أو مضادات الاكتئاب كحل بديل. يُنصح الأفراد الذين يعانون من أي نوع من أنواع الصداع المذكورة سابقًا بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتقليل استهلاك المنبهات المحتوية على الكافيين، وتفادي التدخين.