أسباب حدوث الطلاق في المملكة العربية السعودية

معدلات الطلاق في المملكة العربية السعودية

يُعتبر الطلاق إحدى القضايا الاجتماعية المنتشرة في العديد من المجتمعات العربية، بما في ذلك المجتمع السعودي. وفقًا للإحصاءات الصادرة عام 2020، شهدت المملكة زيادة في معدلات الطلاق بنسبة تصل إلى 12.7% مقارنة بعام 2019، حيث بلغت حالات الطلاق 57,595 حالة. وتظهر البيانات أن عدد حالات طلاق الأزواج السعوديين بلغ 138,958 حالة، بينما سجلت حالات الطلاق بين الأزواج غير السعوديين 6,657 حالة. كما وصل عدد حالات الطلاق التي يكون فيها أحد طرفي الزواج غير سعودي إلى 4,502 حالة.

الأسباب وراء زيادة الطلاق في السعودية

تتعدد العوامل التي ساهمت في ارتفاع نسب الطلاق في المملكة، ومن أبرزها ما يلي:

الخيانة الزوجية

تتجاوز الخيانة الزوجية معناها التقليدي، حيث تشمل أيضًا الخيانة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، المعروف بالخيانة الإلكترونية. هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تآكل الرابطة الزوجية وتفكيك الثقة المتبادلة، مما ينتهي غالبًا بالطلاق.

تدخل أفراد الأسرة

يساهم تدخل أفراد عائلة الزوجين في حياتهما المشتركة بشكل سلبي، مما يؤدي إلى تباعد المسافات بينهما ويعطل فرص التواصل الفعّال لحل المشاكل الخاصة بهما. وأظهرت دراسة أجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية في المملكة أن 70% من حالات الطلاق تعود نتيجة لتدخل أهل الزوج أو أهل الزوجة.

العنف وسوء المعاملة

يُعد العنف وسوء المعاملة من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الطلاق في السعودية، حيث تتخذ هذه الظاهرة أشكالًا متعددة، تشمل العنف اللفظي والجسدي. تُظهر البيانات أن العديد من النساء اللاتي تعانين من العنف يطلبن الطلاق بسبب ذلك. كما أكدت دراسة أجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية أن معاملة الزوج لزوجته بطريقة سيئة تعد من الأسباب التي تدفع بعض الزوجات إلى طلب الانفصال.

عدم الإنجاب

تُعتبر مشكلة عدم الإنجاب من العوامل المؤثرة في ارتفاع نسب الطلاق في المملكة. ووفقًا لدراسة أجرتها الدكتورة سلوى الخطيب، وُجدت علاقة بين ارتفاع نسبة الطلاق وعدد الأطفال في الأسرة، حيث بلغت نسبة الطلاق في الأسر التي لا يوجد بها أطفال 53.4%، بينما وصلت هذه النسبة إلى 33.8% في الأسر التي لديها طفل واحد.

عدم توافق الزوجين

يُعتبر عدم توافق الزوجين أحد الأسباب الإضافية للطلاق في السعودية، حيث يشمل هذا المفهوم اختلاف الثقافات والعادات التي ينتمي إليها كل من الزوجين. يمكن أن يؤدي هذا الاختلاف إلى عدم الانسجام وظهور المشاكل. كما تلعب الجنسية دورًا حاسمًا في هذه المسألة، حيث ينتهي الأمر ببعض الزوجات غير السعوديات إلى الطلاق بسبب عدم قدرتهن على التكيف مع الثقافة السعودية وعاداتها، مثل الحجاب، البقاء في المنزل، أو التكيف مع أفراد أسرة الزوج، بالإضافة إلى الفترة التي تمضيها الزوجة بعيدة عن عائلتها.