أسباب حدوث الظاهرتين الطبيعية المد والجزر

الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة المد والجزر

تأثير جاذبية القمر والشمس

تتمثل أحد الأسباب الأساسية لظاهرة المد والجزر في تأثير قوة جاذبية القمر على مياه المحيطات. حيث تؤدي هذه القوة إلى حدوث انتفاخات في المياه على جانبي الكوكب، مما تقوم بسحب المياه نحو القمر، وبالتالي يحدث المد على الجانبين المقابل والمواجه للقمر. هذه الظاهرة تعود إلى دوران الأرض حول محورها ودوران القمر حول الأرض، حيث يستغرق دوران الأرض 12 ساعة ليدور حول نفسه بمقدار 180 درجة، بينما يستغرق القمر 12 ساعة ليكمل دورانه بمقدار 6 درجات. ونتيجة لذلك، ستتعرض المدن الساحلية للمد بشكل دوري كل 12 ساعة و25 دقيقة تقريباً.

تُعتبر جاذبية كل من الأرض، القمر، والشمس عوامل رئيسية في ظاهرة المد والجزر. ففي حين أن قوة جاذبية الشمس، رغم قوتها، تُعد أقل تأثيرًا من قوة القمر. تشير البيانات من إدارة المحيطات والغلاف الجوي الوطنية (NOAA) إلى أن الشمس أكبر من القمر بحوالي 27 مليون مرة، لكنها تبعد 390 مرة أكثر. لذلك، تُسهم الشمس بما يناهز 46% من قوة توليد المد (TGFs) مقارنة بالقمر.

أثر قوة الطرد المركزي

تعتبر قوة الطرد المركزي أحد العوامل المؤثرة في حركة المحيطات. فعند دوران القمر حول الأرض، تتحرك الأرض بشكل دائري ضئيل جداً، مما يؤدي إلى ظهور قوة طرد مركزي تؤثر على مياه المحيطات. هذه القوة تشبه ما يحدث عندما يتم تأرجح دلو يحتوي على الماء في مسار قوسي، مما يؤدي إلى تمدد مياه المحيطات في الجهة المقابلة للقمر. بينما تسحب جاذبية القمر المحيطات إلى هذه الجهة، فإن قوة الطرد المركزي لا تكون قوية كفاية للتغلب على الجمود الأرضي. لذا، تحدث ظاهرة المد والجزر مرتين في اليوم: عند تقرب الأرض من القمر، وعند ابتعادها عنه.

تعريف ظاهرة المد والجزر

تُعرّف ظاهرة المد والجزر على أنها التغير في مستوى مياه البحار والمحيطات، سواء من حيث الارتفاع أو الانخفاض. وتحدث هذه الظاهرة بفعل جاذبية القمر والشمس التي تؤثر على مياه المحيط. إذ يشهد مستوى سطح البحر تغييرات دورية تتماشى مع موضع القمر والشمس، وتعتبر الموجات الناتجة عن المد والجزر هي موجات قسريّة وجزء من الأمواج الجارية، حيث تظهر الحركات الرأسية والأفقية للماء والتيارات المديّة.

أهمية المد والجزر

تنبع أهمية ظاهرة المد والجزر من النقاط التالية:

  • تعتبر التنبؤات المتعلقة بالمد والجزر ضرورية لعمليات الشحن والنقل عبر المحيطات، حيث تساعد على تحديد الممرات المناسبة للتنقل بناءً على الوزن وعمق المياه ونطاقات المد والجزر في المنطقة.
  • يُعزز المد المنخفض نشاط السكان المحليين، حيث يمكن للصيادين استخدام هذه الفرصة لصيد الأسماك.
  • تتيح الأوقات المنخفضة لسطح الماء جمع أنواع مختلفة من المحار، وسرطان البحر، وبلح البحر.