بلع اللسان
يُعد بلع اللسان من الحوادث الشائعة التي تحدث كثيرًا، خاصة بين الرياضيين، حيث تعود نسبة وفيات اللاعبين نتيجة لهذه الحالة إلى معدلات مرتفعة جدًا. وغالباً ما تفشل الفرق الطبية في تقديم المساعدة الأولية بسبب عدم فهمهم الدقيق لمفهوم بلع اللسان. يُعتقد غالباً أن بلع اللسان يعني التفافه وسقوطه في مجرى التنفس، مما يُعيق تدفق الأكسجين إلى الجسم.
ومع ذلك، فإن هذا المفهوم غير دقيق. لفهم الحقيقة، من الضروري أولاً إدراك كيفية عمل عملية التنفس. حيث يدخل الهواء عبر الأنف أو الفم، ويُمر عبر البلعوم حتى يصل إلى القصبات الهوائية ومن ثم إلى الرئتين. وفي حالة الوعي، يبقى اللسان في موضعه، لكن عند فقدان الوعي نتيجة لخلل في الجهاز العصبي، يرتخي اللسان وعضلات الحنجرة، مما يؤدي إلى انسداده لمجرى التنفس، وبالتالي يحجب وصول الهواء إلى الرئتين ويسبب الوفاة.
أسباب بلع اللسان
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى بلع اللسان، ويمكن تلخيصها كما يلي:
- تعرض الرأس لإصابة تؤدي إلى ارتجاج في الدماغ، مما يؤثر على وظائف الدماغ مع زيادة الشحنات الكهربائية وحدوث نوبات عصبية.
- تراجع فعالية الدورة الدموية.
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- خلل في مستويات بعض العناصر في الجسم مثل البوتاسيوم والصوديوم.
- الاصطدام بقوة في منطقة الرقبة، مما يتسبب في سحب اللسان نحو الداخل كرد فعل سريع.
- تعرض الفك السفلي لإصابة مثل السقوط أو الضربات القوية.
الإسعافات الأولية لحالة بلع اللسان
يعتبر محاولة إدخال اليد إلى فم المصاب لإخراج اللسان إجراءً خاطئًا يجب تجنبه، نظرًا لقوة العضلة ووجود اللعاب الذي يمنع خروجها. الطريقة الصحيحة لتقديم الإسعافات هي رفع الذقن للأعلى مع الضغط على الجبهة لدفعها للخلف، مما يسهل فتح مجرى التنفس.
يمكن للمسعف أيضًا أن يقوم بإمالة رأس المصاب من خلال رفع الذقن وإرجاع الرأس للخلف مع فتح الفك السفلي وسحب اللسان باستخدام الإبهام أو السبابة. يُفضل إعطاء المصاب أسطوانة أكسجين لتلبية احتياجاته. يجب تجنب استخدام الأصابع، لأنها قد تُغلق بفم المصاب، مما يؤدي إلى إصابة المسعف. من الأفضل استخدام أدوات مخصصة لسحب اللسان، والتوجه بسرعة إلى أقرب مستشفى لتقديم الإسعافات والعناية الصحية اللازمة. غالبًا ما يحتاج المريض لشحنات كهربائية لاستعادة وظائف القلب وتنشيط الدورة الدموية أعاده إلى حالتها الطبيعية.