مرض الزهايمر
يعتبر مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer’s disease) اضطرابًا عصبيًا تنكسياً (بالإنجليزية: Neurodegenerative disease) يؤدي بشكل رئيسي إلى فقدان الذاكرة وتدهور القدرات الإدراكية لدى المصابين. ترجع هذه الأعراض إلى موت خلايا الدماغ، حيث تبدأ الأعراض بشكل خفيف ثم تتطور إلى حالات أكثر خطورة مع الزمن. يمكن تقسيم مراحل تطور مرض الزهايمر إلى ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة ما قبل السريرية (بالإنجليزية: Pre-clinical stage) التي لا تظهر فيها أعراض واضحة، مرحلة الضعف الإدراكي البسيط حيث تظهر أعراض خفيفة، ومرحلة الخرف (بالإنجليزية: Dementia).
أسباب مرض الزهايمر
الأسباب المحتملة
على الرغم من الأبحاث المتقدمة حول كيفية حدوث مرض الزهايمر، إلا أن السبب الدقيق لا يزال غير معروف. يعتقد العديد من الباحثين أن تراكم بعض المركبات غير الطبيعية في الدماغ، وخاصةً لويحات الأميلويد (بالإنجليزية: Amyloid plaques) والحبائك العصبية اللُييفية (بالإنجليزية: Neurofibrillary tangles) قد يكون له دور رئيسي في تطوير هذا المرض. وفيما يلي توضيح لذلك:
- لويحات الأميلويد: تمثل كتلًا بروتينية كثيفة وغير قابلة للذوبان، مما يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية في الدماغ. تتجمع هذه البروتينات في منطقة تُعرف بالحصين (بالإنجليزية: Hippocampus)، التي تلعب دورًا حيويًا في تخزين وتحويل الذكريات قصيرة المدى إلى ذاكرة طويلة المدى.
- الحبائك العصبية اللُييفية: تحتوي على ألياف ملتوية غير قابلة للذوبان تسد الدماغ، مما يؤثر سلبًا على الاتصال بين الخلايا العصبية. يتطلب انتقال المواد الغذائية والمعلومات بين العصبونات (بالإنجليزية: Neurons) وجود نظام نقل دقيق يسمى الأنيبيبات الدقيقة (بالإنجليزية: Microtubules)، والتي يتم الحفاظ على استقرارها من خلال بروتين تاو (بالإنجليزية: Tau). في مرضى الزهايمر، يتداخل هذا النوع من البروتينات، مما يؤدي إلى ضعف النظام النقل العصبي بأكمله.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر
توجد مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بمرض الزهايمر، ومنها:
- التقدم في العمر: تشكل هذه المشكلة شريحة كبيرة من الأشخاص الذين تجاوزوا 65 عامًا، حيث يتضاعف خطر الإصابة كل خمس سنوات ليصل إلى واحد من بين ستة أشخاص أكبر من 80 عامًا.
- الجنس: النساء هن أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بمعدل الضعف مقارنة بالرجال، وقد يعود ذلك إلى عمر النساء الأطول أو التغيرات الهرمونية بعد انقطاع الطمث.
- العوامل الوراثية: على الرغم من أن المرض ليس وراثيًا في معظم الحالات، إلا أن هناك بعض العائلات التي قد تنتقل فيها الجينات المسؤولة عن المرض. قد يؤدي ذلك إلى ظهور الزهايمر في عمر مبكر بالنسبة لبعض الأفراد.
- متلازمة داون: الأفراد المصابون بهذه المتلازمة يمتلكون تركيبة جينية تزيد من احتمال إصابتهم بمرض الزهايمر.
- نمط الحياة: الأفراد الذين يتبعون نمط حياة صحي، بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية، الحفاظ على وزن صحي، تجنب التدخين، وتناول غذاء متوازن هم أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.
- الإصابة ببعض الأمراض: بعض الأمراض مثل السكري، السكتة الدماغية، مشاكل القلب، وارتفاع ضغط الدم، من الممكن أن تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر، بالإضافة إلى الاكتئاب الذي لا تزال الأدلة بشأنه غير قوية.
أعراض مرض الزهايمر
يسبب مرض الزهايمر مجموعة من الأعراض التي تؤثر على حياة المريض بشكل ملحوظ. تشمل هذه الأعراض انخفاض القدرة على استيعاب المعلومات وتذكرها، مما يدفع المصاب لتكرار الأسئلة أو المواقف. فقدان الذاكرة، الضياع في أماكن مألوفة، وضعف حكم الأشياء هي أيضاً من الأعراض الشائعة. كما يعاني المرضى من صعوبات في التواصل والقدرة على التفكير، مما يؤدي إلى تردد في الكلمات ووقوع أخطاء أثناء التعبير. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الأعراض السلوكية إلى تغييرات في المزاج والسلوك، مثل اللامبالاة وعدم الاهتمام أو الانسحاب الاجتماعي.