تعتبر متلازمة توريت اضطرابًا عصبيًا يظهر في مرحلة الطفولة، حيث يعاني المصاب من عرات صوتية وجسدية غير قابلة للتحكم. تجدر الإشارة إلى أن هذه العرات ليست نتيجة مباشرة للإصابة بالمتلازمة. تشمل العرات الصوتية أصواتًا وحركات مثل الرمش وتقطيب الجبين أو هز الرأس، وقد تتجلى العرات الصوتية في هيئة سعال أو شخير. في هذا المقال، سنتناول التفاصيل المتعلقة بمتلازمة توريت لدى الأطفال.
أسباب متلازمة توريت عند الأطفال
ترتبط متلازمة توريت بعوامل وراثية، حيث يرتبط وجود جينات معينة بزيادة احتمال ظهور الأعراض، رغم عدم تحديد الجين الدقيق المسؤول. وتشمل الأسباب المحتملة لتطور متلازمة توريت عند الأطفال ما يلي:
- معاناة الأم من غثيان وقيء شديد خلال الثلث الأول من الحمل، بالإضافة إلى التعرض للضغوط النفسية وتناول كميات زائدة من الكافيين، والتدخين أو تناول الكحول أثناء الحمل.
- نقص في تدفق الدم أو الأكسجين أثناء الولادة.
- انخفاض وزن المولود مع وجود علامات تشير إلى إصابة في الدماغ أو وجود ورم في أحد أجزائه.
- وجود توأم، حيث يكون أحدهما أقل وزناً من الآخر.
- حصول الطفل على درجات منخفضة في مقياس أبغار، الذي يعد وسيلة لتقييم الحالة الصحية للمواليد الجدد.
- وجود اضطرابات نفسية عصبية.
أعراض متلازمة توريت
تتفاوت تأثيرات متلازمة توريت من طفل لآخر؛ حيث قد يعاني بعض الأطفال من عرات خفيفة لا تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية، بينما يمكن أن تؤثر العرات الأكثر حدة على علاقاتهم الاجتماعية وقد تتطلب العلاج. من الأعراض الأخرى التي قد تظهر على الأطفال:
- تشنجات خفيفة في العين.
- إنكماش الرقبة.
- سعال متكرر.
- حركات وأصوات متكررة.
- اندفاعات حركية مفاجئة قد تستمر لعدة ثوانٍ وحتى دقائق.
مضاعفات متلازمة توريت
يمكن أن تصاحب متلازمة توريت مجموعة من المضاعفات مثل:
- التوحد.
- الوسواس القهري.
- القلق.
- صعوبات في التعلم.
- نقص الانتباه وزيادة الحركة.
- الشعور بالاكتئاب.
فحوصات التشخيص لمتلازمة توريت
تتضمن الفحوصات التي يتم إجراؤها للتاكد من وجود متلازمة توريت، وكذلك لتحديد أي مشاكل صحية أخرى قد تكون مصاحبة. من المهم أن يتأكد الطبيب من عدم وجود علامات لأمراض أخرى، وتشمل هذه الفحوصات:
- تخطيط كهربائية الدماغ.
- فحوصات الدم.
- الاختبارات اللازمة لتشخيص نقص الانتباه مع فرط الحركة، أو الوسواس القهري.
- التصوير المقطعي المحوسب.
علاج متلازمة توريت
يركز العلاج الأساسي لمتلازمة توريت على مساعدة الأطفال على التكيف مع العرات والتعامل بها في البيئة الاجتماعية. في الغالب، تكون العرات خفيفة ولا تتطلب علاجًا مباشرًا.
يساهم توعية الأهل والبيئة المحيطة بالطفل حول متلازمة توريت في تسهيل عملية التأقلم والتقبل، وقد تفيد الاستشارات النفسية في تعزيز فهم الطفل لكيفية مواجهة التحديات المرتبطة بهذه المتلازمة، بالإضافة إلى دعم الوالدين حول كيفية التعامل مع الوضع.
في الختام، تناولنا في هذا المقال متلازمة توريت، مع التركيز على أسبابها، أعراضها، طرق علاجها، والفحوصات التشخيصية اللازمة لتأكيد الإصابة بها.