توزيع السكان
يتفاوت توزيع السكان بين المناطق المختلفة نتيجة تأثير مجموعة من العوامل، التي يمكن تصنيفها إلى عوامل طاردة للسكان، حيث تعمل على دفع الناس للهجرة منها، وأخرى جاذبة، تشجع الأفراد على الانتقال إليها. يمكن تقسيم هذه العوامل إلى فئتين رئيسيتين: عوامل طبيعية وأخرى بشرية، التي سنستعرضها في هذه المقالة.
العوامل المؤثرة في التوزيع السكاني
عوامل بشرية
تشمل العوامل البشرية المؤثرة في توزيع السكان عدة جوانب، مثل طبيعة النشاط الاقتصادي، ومستوى الاستقرار الأمني، وتوفر وسائل النقل، بالإضافة إلى العوامل الفنية والتقنية، والتي قد تؤدي إلى جذب السكان إلى منطقة معينة أو دفعهم للرحيل عنها. سنلقي نظرة على اثنين من هذه العوامل:
- طبيعة النشاط الاقتصادي: تعد من العوامل الأساسية في التأثير على جذب السكان للمنطقة أو طردهم منها. على سبيل المثال، يتجمع عدد كبير من السكان في المدن الصناعية بسبب توافر فرص العمل والخدمات. كما نرى في العديد من المدن الصناعية في أوروبا، يلعب النمط الزراعي أيضًا دورًا مهمًا في تحديد الكثافة السكانية؛ حيث تتمتع المناطق ذات الزراعة الواسعة بكثافة سكانية منخفضة نظرًا للاعتماد على الآلات الزراعية الحديثة، كما يحدث في مناطق زراعة القمح في أمريكا الشمالية. بينما تتميز المناطق ذات الزراعة الكثيفة، كالأرز في الصين، بكثافة سكانية عالية لأنها تعتمد بشكل كبير على الأيدي العاملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن توافر الموارد الطبيعية مثل الماس والذهب في منطقة الراند بجنوب أفريقيا، أو النفط في منطقة الخليج العربي، يجعلها أكثر جذبًا للسكان، مما لا يحدث في المناطق التي تعاني من نقص هذه الثروات.
- الحروب والنزاعات: تتعرض المناطق التي تشهد حروبًا وصراعات لتناقص عدد السكان، بسبب انعدام الأمن وتأثير الظروف الاقتصادية السلبية. مما يدفع العديد من الأفراد إلى الانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا واستقرارًا، كما هو الحال مع انتقال عدد من الفلسطينيين إلى دول الخليج على سبيل المثال.
عوامل طبيعية
تتعدد العوامل الطبيعية التي تؤثر في توزيع السكان، ومن أبرزها طبيعة التضاريس، والبعد عن المسطحات المائية، ونوع المناخ السائد. فعلى سبيل المثال، تؤثر التضاريس بشكل كبير على الكثافة السكانية؛ حيث تنخفض فيها الأعداد في المناطق الجبلية شديدة الانحدار بسبب صعوبة البناء، وارتفاع درجات الحرارة، وصعوبة الحركة والتنقل. بالمقابل، تسجل المناطق السهلة تركزًا سكانيًا أكبر بسبب سهولة الوصول إليها.