أسباب نفور الزوجة من زوجها تتجاوز تلك التي يظن أنها سطحية، بل تكون أسبابًا وافية لجعل علاقتهما جحيمًا يشوبها الرتابة والفتور، ومن تمام المودة والرحمة بين الزوجين أن يدرك الرجل ما ينتاب زوجته من دواعي تجعله منفرًا لها، وهي ما نشير إليها في موقع سوبر بابا.
أسباب نفور الزوجة من زوجها
إنّ الزوجة المحبة لزوجها لا تنفر منه هكذا دون داع، فمن المؤكد أن هناك خلل ما حدث في علاقتهما معًا، فانقلبت الأمور رأسًا على عقب.. وهو لا يدري من ناحيته السبب، وربما يتمادى فيه دون قصد.
نكون بصدد أكثر من احتمال وفقًا للطباع المختلفة، فيمكن أن يكون الأمر من بداية الزواج لكن تغاضت عنه الزوجة على أمل التغيير.. وقد ازداد سوءًا إلى الحد الذي جعلها في الأخير تنفر من زوجها تمامًا.
من ناحية أخرى، يمكن أن تكون الزوجة هي المخطئة، ليكون الحديث والنقاش بينهما هو الحل الأمثل، حتى يعلم الزوج ما بها، وإن كان قادرًا على الحل يفعل ما يرضيها.. فلا داع أن تنفر منه هكذا دون أن تلفت نظره بالأمر.
لذا.. يسعنا أن نذكر كثير من المبررات المحتملة في أسباب نفور الزوجة من زوجها، حتى يمكن للطرفين تداركها وتلافيها؛ أملًا في إنقاذ العلاقة الزوجية.
اقرأ أيضًا: حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الحمل
أولًا: أسباب تتعلق بالزوج
هنا نكون بصدد طباع الرجل وسلوكياته التي تجعل المرأة تدريجيًا تنفر منها.. فما إن تقبلتها في بادئ الأمر، ثم حاولت التكيف معها، يأتي الدور في نهاية المطاف إلى الفتور والنفور من قِبلها.
1- الخيانة المتكررة
الخيانة لا تغتفر، فالزوجة التي تصبر على خيانة زوجها لها تستحق جائزة الصبر وتحمل الأسى، ربما لديها أسبابها كوجود أولاد أو ما شابه.
لكن الزوج الخائن الذي تصل زوجته إلى درجة النفور منه، هو ما ينعتونه ب (أبو عيون زايغة) فلا ترضيه امرأة واحدة، بل هو طبع أصيل فيه أن يكون في عوز لكل امرأة يراها جميلة وتُعجبه.
لذا لا تكفيه زوجته وإن كانت أجمل الجميلات، والحق يقال إن مثل ذلك الطبع يجب أن تتداركه المرأة قبل الزواج.. فلا يوجد من تستطيع التأقلم مع زوج خائن.
2- بخل الزوج
تنفر الزوجة من زوجها إن وجدته بخيلًا معها، يبخل في ماله ومشاعره.. لا يعطيها ما تحتاج، وها هي قد سئمت من العيش معه.
فكيف لها أن ترضيه وهو لا يرضيها، فلا تدري كيف تكون معطاءة وهو يمنع عنها ضروريات احتياجاتها.. لذا ما يكون منها إلا أن تنفر منه.
3- الزوج يهمل زوجته
الاهتمام هو مفتاح قلب الزوجة.. فلا تجد رجلًا يهتم بزوجته دون أن تبادله الحب والاهتمام، فهو المفتاح الذي يأسر قلبها، حتى وإن كان ذلك الزوج يمتلك سيلًا من العيوب، فاهتمامه يجعلها لا تراها.
على النقيض نجد الزوج المهمل لزوجته، وكأنه لا يراها.. فهي مهمشة في قائمة أولوياته، وصور الإهمال كثيرة ومتعددة، تجعلها تنفر منه بشدة.
3- عدم الوفاء بالوعود
إن عزم الرجل على إعطاء وعد لزوجته، عليه أن يفي به مهما تطلب الأمر وإلا ما كان ليُعطيه، لأن الرجل في نظر أنثاه صاحب كلمة وصادق فيها، فقد تهتز صورته ما إن لم يفِ بكلمته تلك.
لاسيما في الوعود التي ترى هي أنه بمقدوره فعلها، فالمسألة ليست بتعجيز من قِبلها، إنما ترى أنه لا يأبه بما يقول أو يخبرها به، فتستاء ويغلب عليها النفور منه، وتربط أن عدم الوفاء بالوعد من صفة الخائن.. فيزداد نفورها.
4- الكذب غير المبرر
عادةً لا تأمن الزوجة الزوج الكاذب، فمن لا يصدق في حديثه ربما لا يصدق في مشاعره أيضًا، وعلى الزوجة أن تُفكر غير مرة فيما يقول أو يفعل حتى تكون بمأمن من كذبه.
فالأزواج لا يُدركون كم أن الكذب يهدم البيوت ويجعل لا مكان للأمان، وما إن فقدت الزوجة أمانها في حضرة من تزوجت.. يكون الانفصال هو ما يشغل تفكيرها، على أن الكذب غير المبرر هو طبع في الزوج، فقد اعتاد على ذلك.
5- سوء معاملتها
الزوج المحسن إلى زوجته لا يجد منها إلا طاعة ومودة.. أما الزوج الذي يتعمد الإساءة إليها، ما يجد منها إلا نفورًا.
حيث إنّ الزوج الصالح يُعرف من معاملته لزوجته، إن كانت وفق ما أمره به الله، فإنها تجعله معززًا مكرمًا، أما إن كان لا يتقِ الله فيها، فإنها لا تجد مشاعرًا في قلبها من أجله.
حتى وإن كانت الزوجة متمردة متعنتة أو بها من الصفات ما تجعله راغبًا في تأديبها، لا يحق له أن يسيء معاملتها، فالناشز تُنصح وتُهجر في الفراش لا يُساء معها الأدب.. وهذا من شيم الرجال.
كما أن الزوجة التي لا تجد من زوجها معاملة حسنة، لا ترغب في العيش معه، وتود لو تنفصل تمامًا، فقد يصل نفورها منه إلى حد رد الإساءة بالإساءة، وهو ما يجعل الأمور تسوء.
6- عدم احترام أهلها
من أسوأ ما يُمكن أن يفعله الزوج.. فيجعل زوجته تنفر منه دائمًا وأبدًا، فأهلها هم في المقام الأول، لا يستحقون إلا الإحسان منها ومنه، لاسيما وإن كانت هي صالحة تتعامل مع أهله وذويه بكل حب واحترام.
فهناك من الأزواج من لا يُحسنون إلى أهل الزوجات.. وبغض النظر عن الاعتبارات التي تدفعهم لذلك إلا أن عدم الاحترام غير مبرر في كل الظروف، فالزوج الذي يُعاني من أهل زوجته أكرم له أن يتجنبهم لا أن يُظهر لهم عدم الاحترام.
7- انعدام الغيرة
ترغب المرأة أن تستشعر غيرة زوجها عليها في شتى الأمور، فهي تُشعرها بحبه لها، وحرصه على الاحتفاظ بها جوهرة مصون، فما إن تبددت تلك الغيرة من هذا وذاك ترى أن مشاعر الحب اختفت معها.
لاسيما وإن كان لا يوجد خلاف من الأساس يستدعي خصامه وعدم إظهار غيرته أمامها، وإن كان هذا صعبًا على الرجال.. إلا أنّ الزوج يُمكن أن يكون بطبعه لا يغير، وهذا يزيد الأمور سوءًا ويجعل الزوجة تنفر تمامًا منه.
كذلك يتصاعد ذلك النفور إن كان الزوج ديوثًا، لا يُحافظ على حُرمة بيته وامرأته من عيون الرجال.. حتى المرأة المنفتحة لا تود رجل كهذا، إنما تود ذلك الطبع الشرقي في الرجل الحاني في كل شيء إلا في مسألة الغيرة يكون كالنار في الهشيم.
8- الغيرة من نجاحها
الأمر يتعلق بتفاوت ما بينهما، أدى إلى انعدام توافق من الناحية المهنية على سبيل المثال، فيكنّ الزوج في نفسه غيرة محققة من نجاح زوجته أو عملها أو تفوقها في أمر ما.
فهو في مخيلته يجب أن يكون فقط الناجح، وهي من يُصفق له تحية وإجلالًا، هو الذي يعمل ويكدّ وهي التي تُخفف عنه وطأة العمل.. فما إن يرى أنها تفوقه بذكاء أو نجاح ربما يستشعر غيرةً منها تكون ظاهرة إلى الحد الذي يجعلها تراها وتنفر منها.
فكيف لزوجها وهو من ينبغي أن يكون داعمًا لها يغير مما تحققه من إنجازات عوضًا عن تشجيعها ودفعها إلى الأمام!
اقرأ أيضًا: أسباب كثرة طلب الزوج للجماع
ثانيًا: أسباب تتعلق بالزوجة
حتى نكون أكثر إنصافًا، لا يجب أن نتهم الزوج أنه المتسبب الأول في وجود أسباب نفور الزوجة من زوجها.. فربما تعزو تلك الأسباب إلى الزوجة نفسها.
1- الملل والفتور
هناك من النساء من يُصيبهنّ الملل من العلاقة الزوجية ما إن لم يحدث بها أي جديد.. الأمر يتعلق بنفسية المرأة والظروف المصاحبة لها، وكذلك مدى اهتمام زوجها أو انشغاله عنها، وأيّا ما كانت الأسباب إلا أنّ ملل الزوجة بدوره يُعد من أسباب نفور الزوجة من زوجها.
2- الإجهاد من المسؤوليات
عند مرور العلاقة بوتيرة روتينية.. يأتي سيلًا من المسؤوليات الواقعة على عاتق الزوجة، لاسيما وإن كانت تعمل إلى جانب مسؤولياتها في المنزل، أحيانًا لا يشعر الزوج بحجم تلك المهام لأنه لم يُجربها بعد.
إلا أنّ الزوجة حينما تشعر أنها في مجابهة منعطفات الطريق وحدها، والزوج مشغول بعمله ولا يأبه بشيء آخر، وهي من تتحمل عناء البيت والأولاد والأقارب والغلاء وما إلى ذلك.. تسخط على حياتها وزوجها، ويكون ذلك من أسباب نفور الزوجة من زوجها.
3- تغير المشاعر
لا شك أن تغير المشاعر من حال إلى حال موجود في الطبيعة البشرية، فلا شيء دائم أبدًا، حتى مشاعر الحب الجياشة في أول الطريق سُرعان ما تتضائل تدريجيًا إبّان المنعطفات، لكنّ الحقيقة المؤكدة أن الحب الصادق لا يتبدد أبدًا ولا خلاف على ذلك.
بيد أنذ تغير المشاعر عادةً يكون بأسباب قوية، فالزوج بات غير ذلك المُحب العاشق الولهان الذي حفزّ أنثاه في بداية حياتهما على استقبال حياة وردية.. بل هناك تغير ملحوظ في علاقتهما أدى بشكل أو بآخر إلى تغير مشاعرها، فنفرت منه مُعلنة عن استيائها.
4- تناول حبوب منع الحمل
سببٌ من أسباب نفور الزوجة من زوجها ذو صلة بالهرمونات.. فالزوجة التي تتناول حبوب منع الحمل أو أيّ من الأدوية التي تُغير في الهرمونات وتُحدث بها اضطرابًا هي عُرضة إلى اضطراب من نوع آخر على الجانب النفسي.. ربما يجعلها تنفر من زوجها في بعض الأحيان.
5- حداثة العهد بالأمومة
أما عن تلك الزوجة، فهي تُعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يجعلها لا ترغب في شيء، فتفقد المعنى في الحياة، صدقًا دون مبالغة.. فثمَّة نساء يتركن أطفالهنّ بعد الولادة غير راغبات برؤيتهنّ إلا لمامًا.
الأمر له أبعاد نفسية لا نتطرق إليها، هذا ما يجعل الزوجة حديثة العهد بالأمومة تنفر من زوجها.. مدعاة أنه السبب في جعلها على تلك الحالة، فهو الأب المصون الذي حقق حلم الإنجاب، وهي من تغير جسدها وشكلها وباتت أكثر بدانة!
6- زوجة غير راضية
من الزوجات من لا يرتضين العيش على أي حال، بل يرغبن في معيشة معينة، ما إن لم يوفرها الزوج، تُعلن إحداهنّ سخطها واستيائها المُحقق بل ونفورها منه، دون أن يكون للزوج أدنى دور في مأساتها التي تراها.
اقرأ أيضًا: متى يمكن ممارسة العلاقة الزوجية بعد الولادة الطبيعية
ثالثًا: أسباب خاصة بالعلاقة الحميمة
لمّا كانت العلاقة الحميمية من دواعي استقرار العلاقة الزوجية ونجاحها، فإننا نوليها اهتمامًا بالقدر الذي يشملها في أسباب نفور الزوجة من زوجها.. ولم لا، فهناك دواع لذلك عند الطرفين معًا.
1- تنمر الزوج على زوجته
من الرجال من لا يعرف كيفية التعامل الصحيح مع الأنثى.. فما إن نعت الزوج زوجته بعبارات تؤذي نظرتها لجمالها، فإنها تستاء كثيرًا للقدر الذي لا يتخيله، لاسيما وإن كان حديثه هذا في صميم علاقتهما الحميمة.
2- هجر الزوج للفراش
في الأغلب يكون الهجر من قِبل الزوجة على سبيل الغضب أو اعتبارات أخرى، بيد إن كان الهجر من قِبل الزوج فلا يُعتد به طبيعيًا.
فهو في نظر زوجته إما رافضًا العلاقة معها، أو يخونها مع أخرى، أو أنها لا تُعجبه.. وأشياء من هذا القبيل، لذا تنفر من زوجها ما إن ظلّ على ذلك الهجر دون مبررات.
3- أنانية الزوج في العلاقة
إن كان الزوج أنانيًا في مطالبه في العلاقة، فيُلبي ما يحتاجه فقط دونما إحساس بما ترغب فيه زوجته، كما يكون هدفه من العلاقة مقتصرًا على تحقيق راحته وما يصبو إليه من المتعة، دون النظر إلى راحة زوجته.
4- عدم رضا الزوجة عن نفسها
أحيانًا ما يكون سبب نفور الزوجة من العلاقة هو عدم رضاها عن شكلها، إلى الحد اعتقادها بأن زوجها لا يرغب فيها، فهي لا تجذبه، ومن ثمَّ يُفسر الزوج نفورها أنه نفور منه هو، وتتعقد الأمور بينهما.
على جانب آخر يُمكن أن يكون نفور الزوجة من زوجها لأنه لا يتودد إليها بعبارات من الكلام المعسول والغزل الصريح الذي يزيد من ثقتها بنفسها.
5- عدم اهتمام الزوج بنفسه
سببٌ قويٌ في أسباب نفور الزوجة من زوجها أنه لا يشغل بالًا بالاهتمام بنفسه ولا بجسده، الأمر الذي ينعكس على قبولها لعلاقتهما معًا.
فكما تهتم الزوجة بنفسها من أجله، تنتظر منه اهتمامًا في المقابل بنفسه من أجلها، وما إن لم يفعل ذلك فلا ينتظر منها قبولًا.
ثمَّة أسباب تجعل الزوجة لا ترغب في البقاء مع زوجها، وتستحيل العشرة بينهما، فقد غابت المودة وغاب معها الأُنس والصلة.. فما يكون منها المواجهة أو الانفصال.