ألم الثدي الأيسر
يُعرف الألم الذي يصيب الثدي (بالإنجليزية: Mastalgia) بأنه شعور بالحرقة، أو ألم عند اللمس، أو إحساس بالضيق في أنسجة الثدي، ويمكن أن يكون هذا الألم مستمراً أو يأتي بشكل متقطع، وتتراوح شدته بين الخفيفة والشديدة.
من الضروري في البداية التمييز بين الألم في الثدي وأعراض النوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart attack). على الرغم من أن الألم في الثدي الأيسر غالبًا ما يكون نتيجة لأسباب أخرى، إلا أن الأعراض قد تتداخل. إذ أن أعراض النوبة القلبية قد تكون أقل وضوحاً عند النساء. لذلك، في حال شعرت بألم في الثدي الأيسر مصحوبًا بأعراض أخرى للنوبة القلبية مثل الألم في الفك أو الذراع اليسرى، التعرق، والغثيان، فإنه يجب عليك الحصول على رعاية طبية عاجلة.
خصائص الألم في الثدي الأيسر
يتميز الألم في أحد الثديين بأنه ألم غير دوري (بالإنجليزية: Noncyclic breast pain)، وله عدة خصائص منها:
- يكون الألم غالبًا في منطقة معينة من الثدي، وقد يمتد إلى منطقة الصدر.
- يمكن أن يظهر الألم بشكل متقطع أو مستمر.
- يزيد شيوعاً بين النساء اللاتي مررن بمرحلة انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Post-menopausal).
- قد يكون هذا الألم من النوع الموجه (بالإنجليزية: Referred pain)، حيث يُشعر به في الثدي بينما يكون مصدره خارج الثدي.
- لا يظهر هذا الألم بشكل دوري، بمعنى أنه لا يرتبط بأعراض الدورة الشهرية.
- قد يُصاحبه أعراض أخرى مثل الحمى، الإرهاق، وتورم الثدي، في حالة التهاب الضَّرع (بالإنجليزية: Mastitis).
أسباب ألم الثدي الأيسر
تنشأ آلام الثدي نتيجة لعدة أسباب مختلفة، بعضها مرتبط مباشرة بالثدي وآخر لا.
أسباب غير مرتبطة بالثدي
يمكن أن تشمل الأسباب التي تؤدي إلى ألم الثدي، ولكنها غير مرتبطة بالثدي، ما يلي:
- مشاكل المريء، حيث قد يختلط الألم الموجود في المريء مع ألم الثدي بسبب قرب موقعهما.
- تشنج عضلات الصدر نتيجة التوتر أو القلق، مما يؤدي إلى شعور بالألم لفترات قصيرة أو طويلة.
- الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia) الناتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية أو فطرية في رئة واحدة أو الاثنين.
- الانصمام الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism)، والذي يتسبب بحادثة انسداد مفاجئ في شريان الرئة.
- الألم العضلي الليفي المتفشي (بالإنجليزية: Fibromyalgia)، وهي حالة مزمنة تُسبب شعوراً بالألم في عدة مناطق من الجسم، مصحوبة بالإرهاق وصعوبة النوم.
- التهاب الغضروف الضلعي (بالإنجليزية: Costochondritis) الذي يُشير إلى التهاب يتعرض له في منطقة التقاء الضلع مع الغضروف.
أسباب مرتبطة بالثدي
أما الأسباب المرتبطة بمشاكل في الثدي، فتشمل ما يلي:
- الإصابات المباشرة في الثدي وتكوّن الكدمات.
- العدوى أو الالتهاب داخل الثدي.
- التغيرات الهرمونية.
- مشاكل في قنوات الحليب أو التهابها.
- وجود أورام حميدة أو سرطانية في الثدي.
- الهربس النطاقي (بالإنجليزية: Shingles) الذي قد يُسبب الألم في الطبقة الخارجية من الثدي.
- العمليات الجراحية في الثدي، حيث قد تُسبب أنسجة مُتندّبة تؤدي إلى ألم حتى بعد التعافي.
أسباب ألم الثدي لدى الرجال
بينما يعد ألم الثدي الأيسر أثناء الدورة الشهرية أمراً طبيعياً بالنسبة للكثير من النساء، إلا أن الرجال أيضاً يمكن أن يعانوا من ألم في الثدي في بعض الحالات، مثل:
التثدي
التثدي (بالإنجليزية: Gynecomastia) هو حالة تؤدي إلى نمو غير طبيعي وتورم في ثدي الذكور، مما قد يتسبب في الشعور بالألم.
الكيسات
تعرف الكيسات (بالإنجليزية: Cysts) بأنها كتل تحت الجلد تحتوي على سائل أو هواء، وعادة ما تكون غير ضارة، لكن قد يشعر البعض بألم في منطقة وجودها.
الإجهاد العضلي
العضلة الصدرية الكبرى (بالإنجليزية: Pectoralis major) والعضلة الصدرية الصغرى (بالإنجليزية: Pectoralis minor) هما العضلتان الرئيسيتان في منطقة الصدر. قد تؤدي تمارين رفع الأثقال إلى إجهاد هذه العضلات، مما يُسبب الألم في الثدي الأيسر.
نخر دهون الثدي
يمكن أن تؤدي العمليات الجراحية أو أخذ خزعة من الثدي إلى تلف الأنسجة الدهنية، مما يسبب حالة تعرف بنخر دهون الثدي (بالإنجليزية: Breast fat necrosis)، وقد يعاني الرجال من كتل غير سرطانية مصحوبة بألم.
حلمة جوغر
بعض الرجال قد يعانون من تهيج على مستوى الحلمة، المعروف أيضاً بحلمة جوغر (بالإنجليزية: Jogger’s nipple)، نتيجة الجري لمسافات طويلة، مما قد يتسبب في شعور بالألم أو الحرقة في الثدي الأيسر والحلمة.
سرطان الثدي
على الرغم من ندرته عند الرجال، إلا أن سرطان الثدي (بالإنجليزية: Breast cancer) يمكن أن يُصيبهم أيضاً ويُسبب ألمًا في الثدي عند اللمس.
نصائح لتخفيف ألم الثدي الأيسر
قد تكون بعض العادات الخاطئة، مثل سوء اختيار حمالة الصدر، سبباً في ألم الثدي سواء عند العزباء أو المتزوجة. ومن الجدير بالذكر أن هذا الألم قد لا يحتاج إلى أي معالجة، حيث يمكن أن يختفي من تلقاء نفسه بمرور الوقت. وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد في تخفيف ألم الثدي الأيسر:
- تطبيق الكمادات الساخنة أو الباردة على الثدي.
- استخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الباراسيتامول أو الآيبوبروفين.
- ارتداء حمالة صدر داعمة ومناسبة، واستعمال حمالة صدر رياضية أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء للتقليل من ضغط التوتر، مما يساهم في تقليل الألم.
- تقليل استهلاك الكافيين.
- اتباع نظام غذائي صحي مع التركيز على الحد من الكربوهيدرات المعقدة والأطعمة الدهنية.
هل يعتبر ألم الثدي الأيسر علامة على وجود حمل؟
نعم، يُعتبر ألم الثدي الأيسر أحد العلامات الدالة على وجود حمل. مثل العديد من أعراض الحمل الأخرى، يرجع هذا الألم إلى الزيادة في الهرمونات في الجسم؛ حيث تعمل هرمونات الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، والبروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، والبرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin) على تعزيز تدفق الدم إلى الثدي وإجراء تغييرات في أنسجته تحضيراً للرضاعة الطبيعية.