أسباب وطرق علاج ألم منتصف الظهر

ألم وسط الظهر

يمثل ألم وسط الظهر (بالإنجليزية: Middle back pain) أي شعور بعدم الراحة أو الألم في المنطقة بين أعلى وأسفل الظهر، المعروفة طبيًا بمنطقة الفقرات الصدرية السفلية (بالإنجليزية: Lower thoracic spine). يُعتبر ألم وسط الظهر أقل شيوعًا مقارنةً بالآلام التي تصيب أسفل الظهر والرقبة، وذلك نتيجة انخفاض الحركة في الفقرات الصدرية في هذه المنطقة. يمكن أن تنجم هذه الآلام عن مجموعة متنوعة من القضايا الصحية، تتراوح بين البسيطة إلى الخطيرة، والتي تؤدي إلى تهيج أو التهاب الأنسجة في هذه المنطقة، بما في ذلك الأعصاب، والعمود الفقري، والحبل الشوكي، والأقراص بين الفقرات، والعضلات، والأربطة، والأوتار، والأوعية الدموية. قد يستمر ألم وسط الظهر لفترات قصيرة أو يؤدي إلى ألم مزمن في حال استمر لأكثر من ثلاثة أشهر.

الأعراض المرتبطة بألم وسط الظهر

تعتمد الأعراض التي قد ترافق ألم وسط الظهر على سبب الألم، وأبرزها تشمل:

  • ألم في العضلات.
  • إحساس بالحرقان.
  • شد أو تصلب في العضلات.
  • ألم حاد أو طعن.
  • غثيان.
  • حمى.
  • دوار.
  • فقدان الوزن.
  • قلق أو توتر نفسي.

أسباب ألم وسط الظهر

تشمل الأسباب المحتملة لألم وسط الظهر مجموعة متنوعة من العوامل، من بينها الوضعية الخاطئة للجسم والإصابات. ومن هذه الأسباب نجد:

  • التقدم في العمر: تزداد فرصة الشعور بألم في الظهر مع تقدم العمر، وعادة ما يصيب الأفراد بين 30 و60 عامًا. من العوامل الطبيعية المساهمة في ذلك:
    • ترقق العظام.
    • انخفاض الكتلة العضلية.
    • انخفاض السوائل بين مفاصل العمود الفقري.
  • الوضعية الخاطئة: تساهم الوضعية الخاطئة في زيادة الضغط على العضلات والأربطة للحفاظ على التوازن، مما يسبب أحيانًا ألم وسط الظهر.
  • التواء أو شد العضلات: يحدث نتيجة حركة غير صحيحة أو حمل أوزان ثقيلة بشكل متكرر، مما يؤدي لشعور بالألم في المنطقة المتضررة.
  • القرص المنفتق: يشير إلى انزلاق الجزء الداخلي للقرص مما يؤثر على الأعصاب، مما يسبب ألمًا يمتد إلى مناطق أخرى مثل الساقين.
  • نمط الحياة: بعض العوامل المرتبطة بنمط الحياة تؤثر في زيادة خطر الإصابة، مثل:
    • نقص النشاط البدني، مما يؤدي إلى ضعف العضلات.
    • حمل الأوزان الثقيلة بطريقة غير صحيحة.
    • التدخين، الذي يؤثر على صحة الأقراص الفقرية ويزيد من خطر الألم المزمن.
  • السمنة: تؤدي السمنة إلى ضغط إضافي على العضلات والعظام في منطقة الظهر.
  • هشاشة العظام: يؤدي ضعف العظام بسبب هشاشة العظام إلى زيادة خطر الألم الناجم عن الإجهاد أو الكسور.
  • التهاب المفاصل: يمكن أن يؤثر التهاب المفاصل على منطقة الظهر ويسبب الألم والتصلب.
  • الكسور: تحدث عادة نتيجة إصابات قوية، ولكن المصابين بهشاشة العظام هم أكثر عرضة لذلك.
  • اضطرابات الكلى: يمكن أن تؤدي مشاكل الكلى إلى ألم عميق في وسط الظهر.
  • الأمراض النفسية: ترتبط الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب، بزيادة خطر المعاناة من الألم.
  • انحراف العمود الفقري: يمكن أن يؤدي انحناء العمود الفقري إلى توزيع غير متساوٍ للوزن، مما يسبب الألم.
  • إصابات الحبل الشوكي: تؤدي الإصابات القاسية إلى ألم وصعوبة في السيطرة على بعض الوظائف الجسمانية.
  • الأورام السرطانية: قد يشير ألم الظهر المفاجئ لدى الكبار إلى احتمالية الإصابة بالأورام، خاصة مع الأعراض الأخرى.

التشخيص

لتشخيص سبب ألم وسط الظهر، يقوم الطبيب بما يلي:

  • تاريخ صحي شامل: حيث يستفسر الطبيب عن طبيعة العمل، النشاط البدني، وأعراض المريض.
  • فحص بدني: يشمل استعراض مناطق عدة من جسم المريض للتحقق من المشاكل المحتملة.
  • اختبار عصبي: للكشف عن سلامة الحبل الشوكي والدماغ.
  • اختبارات تصويرية: مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن المشاكل الصحية.

العلاج

تعتمد طرق علاج ألم وسط الظهر على السبب الجذري، وغالبًا ما تبدأ بالتدابير المنزلية البسيطة. إذا لم تنجح هذه الطرق، قد يلجأ الطبيب إلى خيارات العلاج الطبي أو الجراحي. وفيما يلي بعض الطرق:

التدابير المنزلية

تشمل الطرق المنزلية لتخفيف ألم وسط الظهر:

  • الراحة: تجنب الأنشطة التي قد تؤدي لتفاقم الألم.
  • تعديل نمط الحياة: من خلال تحسين وضعية الجسم أثناء العمل وتجنب الجلوس المفرط.
  • الكمادات: استخدام الكمادات الباردة والدافئة قد يساعد في تخفيف الألم.
  • تمارين تقوية: ممارسة بعض التمارين الخاصة لتقوية عضلات الظهر.
  • مسكنات الألم: استخدام أدوية مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين بعد استشارة الطبيب.
  • التدليك أو الوخز بالإبر: قد يساعد في تخفيف التوتر والضغط العضلي.
  • تمارين التمدد: مثل اليوغا، التي تساهم في تخفيف الأعراض.

العلاجات الطبية

عند استمرار الألم لأكثر من ثلاثة أيام، يجب الرجوع إلى الطبيب الذي قد يوصي بعلاج طبي مثل العلاج الفيزيائي، الحقن الستيرويدية، أو الأدوية الموصوفة.

العلاجات الجراحية

إذا لم تنجح الطرق السابقة، قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية، مثل:

  • استئصال القرص (Discectomy): إزالة القرص المتضرر عند الانزلاق الغضروفي.
  • دمج الفقرات: دمج فقرتين في حالة تضرر الأقراص.
  • استئصال الصفيحة الفقرية: لتخفيف الضغط على الحبل الشوكي.
  • قطع الصفيحة الفقرية: لاستئصال جزء فقط من الصفيحة لعلاج الضغط على العصب.

دواعي مراجعة الطبيب

يجب زيارة الطوارئ في الحالات التالية من ألم وسط الظهر:

  • ألم مفاجئ في الصدر يمتد إلى وسط أو أعلى الظهر مصحوب بغثيان أو دوار، مما قد يشير إلى إصابة في الشريان الأورطي.
  • فقدان التحكم المفاجئ بالتبول أو التبرز، قد يدل على إصابة شديدة في الحبل الشوكي.
  • تنميل أو ضعف مفاجئ في الساقين، قد يشير أيضًا إلى إصابة شديدة في الحبل الشوكي.