أسباب وعلاج ألم المبايض

ألم المبايض

ينشأ ألم المبايض (بالإنجليزية: Ovarian pain) نتيجة لعدة حالات، وقد يكون هذا الألم حادًا أو مزمنًا. ينقسم ألم المبايض إلى ألم حاد (بالإنجليزية: Acute ovarian pain) يظهر في فترة قصيرة، في دقائق أو أيام، وينتهي سريعًا. بينما المستمر (بالإنجليزية: Chronic ovarian pain) يبدأ تدريجيًا ويدوم لعدة أشهر أو أكثر. نظرًا لموقع المبايض في أسفل البطن، فمن المحتمل أن تشعر النساء بالألم في منطقة الحوض وأسفل البطن، لذلك يُنصَح بزيارة الطبيب إذا شعرت بأي ألم في هذه المنطقة.

تعدّ المبايض جزءًا مركزيًا من الجهاز التناسلي الأنثوي، حيث تُفرز الهرمونات مثل الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والذي يلعب دورًا في تحفيز الدورة الشهرية، كما يُفرِز المبيض بويضة واحدة ناضجة على الأقل كل شهر لحدوث الإخصاب (بالإنجليزية: Fertilization).

الأسباب والأعراض

توجد حالات عديدة قد تسبب ألم المبايض، وفيما يلي بعضًا منها:

الحالات الشائعة

تشمل الحالات الشائعة التي قد تؤدي إلى ألم في المبايض ما يلي:

الحيض

تعاني بعض النساء من عسر الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea) وهو نوع من الألم يشبه المغص يحدث أثناء الحيض أو قبله مباشرة، وقد يتداخل مع ألم المبايض، ويعود ذلك إلى إفراج الرحم عن مواد البروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandins) المسببة لانقباض عضلات الرحم.

الإباضة

تتمثل الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation) في إطلاق البويضة من المبيض، وغالبًا ما تحدث في اليوم الرابع عشر من الدورة الشهرية. بعض النساء يشعرن بألم يُعرف بألم الإباضة، والذي قد يكون شعورًا غير مريح في أحد الجانبين أو كليهما، ويمكن أن يستمر لعدة دقائق أو ساعات. قد يصاحبه أحيانًا نزيف أو زيادة في الإفرازات المهبلية أو شعور بالغثيان.

مرض التهاب الحوض

يُعتبر مرض التهاب الحوض (بالإنجليزية: Pelvic inflammatory disease) أحد الأمراض التي تُنقل جنسيًا، يحدث بسبب عدوى بكتيرية تُؤثر على قناتي فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tubes) أو الرحم أو المبايض، مما قد يؤدي إلى ألم في مناطق مختلفة من الحوض بما في ذلك المبيضين، بالإضافة إلى أعراض أخرى، مثل:

  • حمى ممكن أن تصاحبها قشعريرة.
  • زيادة الألم أثناء الجماع.
  • إفرازات مهبلية غير طبيعية ذات رائحة كريهة.
  • نزيف مهبلي غير طبيعي، خاصةً أثناء الجماع أو بعده، أو بين فترات الحيض.
  • ألم أو صعوبة في التبول، أو تكرار التبول.

أكياس المبايض

تتكون أكياس المبايض (بالإنجليزية: Ovarian cysts) على سطح المبيض وتكون مملوءة بالسائل. لا تسبب معظمها أعراضًا، ولكن هناك بعض الحالات التي قد تؤدي إلى ظهور أعراض مثل:

  • ألم في أسفل الظهر والفخذين.
  • ألم في الحوض بالقرب من موعد الحيض أو أثناء الجماع.
  • ألم أثناء التبرز.
  • غثيان وقيء.
  • ألم في الثدي.
  • شعور بالامتلاء ووجود ضغط على المثانة مما يؤدي إلى كثرة التبول.

الانتباذ البطاني الرحمي

يُعرف الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis) بأنه حالة مرضية تتمثل في نمو النسيج الذي يبطن الرحم في أماكن أخرى خارج الرحم، بما في ذلك المبايض. يمكن أن يتطور هذا النسيج ليشكل أنسجة ندبية والتصاقات، وفي حالات نادرة، قد يؤدي إلى مشكلات طبية خطيرة إذا تُركت دون علاج. ومن الأعراض الشائعة له:

  • تقلصات مؤلمة في البطن.
  • نزيف غير طبيعي أثناء الحيض.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإسهال أو الإمساك.

الأورام الليفية الرحمية

الأورام الليفية الرحمية (بالإنجليزية: Uterine Fibroids) هي أورام غير سرطانية تُنمو على جدران أو بطانة الرحم وغالبًا لا تُسبب أعراضًا. ومع ذلك، قد تعاني بعض النساء من آثار جانبية مؤلمة مثل:

  • نزيف حيضي غزير لفترات طويلة.
  • ضغط مزمن خفيف في منطقة الحوض.
  • آلام أسفل الظهر.
  • انتفاخ في البطن.
  • ألم غير معتاد مرتبط بالدورة الشهرية، أو أثناء الجماع.

أسباب أخرى

تتضمن الحالات الأخرى التي تسبب ألم المبايض:

  • الألم الرجيع (بالإنجليزية: Referred pain) حيث يمكن أن تشير بعض الحالات المرضية إلى ألم يشعر به الشخص وكأنه قادم من المبايض، مثل:
    • فترات الحمل المبكرة.
    • الإمساك.
    • التهاب الزائدة الدودية (بالإنجليزية: Appendicitis).
    • حصوات الكلى.
  • الحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic Pregnancy) وهي حالة طبية تتطلب علاجًا فوريًا، حيث يحدث الحمل خارج الرحم عادةً في إحدى قناتي فالوب، مما قد يتسبب في ألم متوسط إلى شديد في المبايض.

الحالات النادرة

توجد حالات نادرة قد تسبب ألم المبايض تشمل:

  • التواء المبيض (بالإنجليزية: Ovarian torsion)، يحدث عندما يلتف الرباط الذي يربط المبيضين بجدار البطن، مما يؤثر على الأوعية الدموية التي تغذي المبيضين، وتزداد هذه الحالة شيوعًا في حال وجود أكياس على المبيض.
  • متلازمة بقايا المبيض (بالإنجليزية: Ovarian remnant syndrome)، تحدث بعد استئصال أحد المبيضين أو كليهما، وتمنح فرصة لنمو قطع صغيرة من أنسجة المبيض تُركت دون استئصال، مما يؤدي إلى ظهور أكياس والشعور بالألم، ومن أعراضها:
    • ظهور كتلة في الحوض.
    • ألم مستمر في الحوض.
    • ألم أثناء الجماع أو التبول.
  • سرطان المبيض (بالإنجليزية: Ovarian Cancer)، عادة لا يُظهر سرطان المبيض أعراضًا، وإذا وُجدت فإنها قد تشمل:
    • رغبة ملحة أو متكررة للتبول.
    • انتفاخ في البطن.
    • شعور بالشبع بعد تناول كميات صغيرة من الطعام.
  • ألم المبيض الوهمي (بالإنجليزية: Phantom ovary pain) حيث تشعر المرأة بألم في المبيض حتى بعد استئصال أحد المبيضين أو كليهما، ويعتقد أن هذا الألم ناتج عن تحفيز مستمر للأعصاب الحسية.

التشخيص

لا يمكن تشخيص ألم المبيض مباشرة، فقد تكون هناك مشكلات أخرى تسبب الألم في أعضاء الجسم بما فيها الأعضاء التناسلية مثل عنق الرحم أو الرحم. تشمل الإجراءات والاختبارات المستخدمة لتشخيص ألم المبايض ما يلي:

  • التاريخ الطبي والجنسي: يقوم الطبيب بطرح العديد من الأسئلة على المرأة، لمعرفة ما إذا كانت تعاني من أعراض أخرى مثل الحمى أو وجود إفرازات مهبيلة أو نزيف، بالإضافة إلى استفسارات حول طبيعة الألم؛ مثل متى بدأ، وما الذي يزيده سوءًا أو يحسّن حالته.
  • الفحص البدني: يقوم الطبيب بفحص منطقة البطن والحوض، حيث يمكنه من خلال هذا الفحص التحقق من حجم وشكل الرحم والمبيضين والتأكد من عدم وجود أورام غير طبيعية.
  • الفحوصات المختبرية: قد يحتاج الطبيب لإجراء مجموعة من الاختبارات والمعاينات للمساعدة في التشخيص منها:
    • اختبار الحمل لاستبعاد احتمال حدوث حمل خارج الرحم، ويُعتبر اختبار الحمل من الاختبارات الأساسية.
    • تعداد الدم الكامل (بالإنجليزية: Complete blood count) للتحقق من أي زيادة في عدد كريات الدم البيضاء مما يدل على وجود عدوى.
    • تحليل البول للكشف عن وجود أي عدوى أو دم في البول.
  • الاختبارات التصويرية: قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات التصويرية للبطن والحوض مثل: التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computed tomography)، أو تصوير الحوض بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، حيث أن ألم الحوض قد ينتج عن حالات طبية متعددة.
  • تنظير البطن الحوضي (بالإنجليزية: Pelvic Laparoscopy) وهي تقنية جراحية تستخدم المنظار لفحص وعلاج الأنسجة والأعضاء داخل الحوض، كما يمكن للطبيب أخذ خزعة من الأنسجة.

العلاج

عندما يُحدد سبب ألم المبايض، قد يلجأ الطبيب إلى طرق العلاج المناسبة وفقًا لحالة المصابة، وتشمل:

  • تغيير نمط الحياة: إذا كان الألم مرتبطًا بالدورة الشهرية، يمكن اتباع بعض الإجراءات لتخفيفه مثل:
    • ممارسة تمارين الاسترخاء.
    • استخدام قربة ماء دافئ.
    • ممارسة الأنشطة الرياضية.
    • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • الأدوية: يعتمد الطبيب في وصف الأدوية على طبيعة الحالة. ومنها:
    • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAID) التي تخفف الألم عبر تقليل مستويات البروستاغلاندين بالجسم، وغالبًا ما تُستخدم لعلاج تقلصات الدورة الشهرية.
    • الأدوية المستخدمة في وسائل تنظيم الحمل، حيث يمكن أن تساعد بعض منها في تخفيف التقلصات الشهرية، ومنها:
      • حبوب منع الحمل.
      • اللصقات الجلدية.
      • الحلقات.
      • اللولب الرحمي (بالإنجليزية: Intrauterine device).
    • المضادات الحيوية المطلوبة في حالات مثل مرض التهاب الحوض، حيث قد تكون هناك حاجة للمضادات الحيوية الوريدية في حالات العدوى الشديدة.
  • الجراحة: تستخدم في بعض الحالات الطارئة مثل:
    • سرطان المبيض.
    • الحمل خارج الرحم.
    • الأورام الليفية الرحمية.
    • الانتباذ البطاني الرحمي الحاد.
    • التواء المبايض.

دواعي مراجعة الطبيب

من الضروري مراجعة الطبيب في حال الشعور بألم شديد أو غير معتاد يظهر فجأة في منطقة الحوض، أو إذا كان مصحوبًا ببعض الأعراض التالية:

  • نزيف مهبلي.
  • حمى.
  • قيء.
  • غثيان.