الحرب العالمية الثانية
بدأت الحرب العالمية الثانية في أيلول من عام 1939 بهجوم القوات الألمانية على بولندا، مما أدى إلى إعلان كل من بريطانيا وفرنسا الحرب ضد ألمانيا. كانت دوافع هذه الحرب متعددة وشملت العديد من الدول حول العالم، وانتهت بنتائج وخيمة على الصعيدين البشري والمادي.
أسباب الحرب العالمية الثانية
الأسباب المباشرة للحرب
- تصاعد التوتر بين ألمانيا وفرنسا، وذلك إثر توقيع فرنسا على اتفاقية عسكرية مع الاتحاد السوفييتي، التي اعتبرتها ألمانيا موجهة ضدها.
- إصرار هتلر على استعادة الأراضي التي فقدتها ألمانيا، مثل إقليم بلطتيك وممر دانتزيك في بولندا، استنادًا إلى ادعاء أن غالبية سكانه من الألمان، كما سعى إلى السيطرة على حركة التجارة من خلاله، مما أدى إلى نقض اتفاقية عدم الاعتداء على بولندا.
الأسباب غير المباشرة للحرب
- الأزمة الاقتصادية التي ابتليت بها معظم دول أوروبا، وخاصة ألمانيا.
- تجاهل هتلر منذ توليه السلطة في عام 1933 شروط اتفاقية فيرساي التي كانت تهدف إلى إضعاف ألمانيا عسكرياً؛ حيث قام بزيادة عدد الجنود المسموح بهم، واعتمد التجنيد الإجباري، وطوّر العتاد الحربي، بالإضافة إلى إقامة تحالفات مع إيطاليا واليابان.
- التوسع العسكري الياباني في منطقة جنوب شرق آسيا.
نتائج الحرب العالمية الثانية
النتائج المادية
أدت الحرب إلى تدمير واسع للمدن والبنية التحتية والمرافق الإنتاجية في أوروبا، مما تسبب في انخفاض حاد في مستوى الإنتاج واحتياج البلدان إلى مبالغ ضخمة لإعادة الإعمار. كما زادت الديون على الدول بسبب الاقتراض اللازم لتغطية تكاليف الحرب، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وزيادة مستويات الفقر. ومع ذلك، كانت هناك مستفيدون من هذه الحرب مثل الولايات المتحدة الأمريكية، التي استثمرت في آلاتها الإنتاجية ومنتجاتها الزراعية لتلبية احتياجات الحرب وتحقيق أرباح مالية.
النتائج الاجتماعية
خلفت الحرب وراءها عددًا هائلًا من الضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين، خصوصًا في البلدان المتضررة مثل الاتحاد السوفييتي وألمانيا وإيطاليا ويوغوسلافيا، مما أدى إلى انخفاض في القوة العاملة وتراجع معدلات الخصوبة.
النتائج السياسية
غالباً ما جاءت الحرب بتغييرات جذرية في ميزان القوى العالمي؛ حيث عُقد مؤتمر يالطا وبوتستدام بين الدول الحليفة لتحديد خارطة العالم بعد الحرب. أسفرت هذه الاجتماعات عن توسع دول أوروبية مثل الاتحاد السوفييتي وبولندا وبلغاريا وفرنسا، بينما تقلصت حجم دول أخرى مثل ألمانيا واليابان والنمسا، وتم تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق نفوذ تتبع كلٌ منها لدولة مختلفة: فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي وبريطانيا.
كما تم تأسيس منظمات جديدة مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية ومنظمة الصحة العالمية وصندوق النقد الدولي بهدف التصدي لعواقب الحرب وتخفيف آثارها السلبية.
