إن الفارق الرئيسي بين الزواج السعيد والزواج غير السعيد يكمن في قدرة الزوجين على تطبيق الأسس التي حث عليها الإسلام، المستندة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.
أسس الزواج السعيد في الإسلام
وفّر كل من القرآن الكريم والسنة النبوية للمسلمين أساسًا قويًا يمكن الاعتماد عليه لفهم مبادئ الحياة الزوجية السعيدة المتماشية مع تعاليم الدين الإسلامي. ومن أبرز هذه المبادئ ما يلي:
- تقديم التنازلات بين الطرفين من حين لآخر، حيث يُعتبر هذا الأمر من أهم أسرار الزواج الناجح.
- يجب أن يكون كل من الزوج والزوجة جاهزين لتقديم تنازلات عند الحاجة.
- التخلي عن الأنانية، فأن تعتبر نفسك أولًا وأخيرًا يمكن أن يُعرّض الزواج للخطر.
- الأنانية قادرة على تحويل العلاقة الزوجية من حالة سعادة وتشجيع إلى حالة سمّية.
- الاعتراف بالأخطاء، حيث أن التعالي والغرور يعدان من الصفات الضارة بالعلاقات الإنسانية.
- من المهم أن يعترف الزوج والزوجة بأخطائهما عند ارتكابها.
- تجنب جميع أشكال العنف والإساءة اللفظية أو الجسدية.
- من الطبيعي أن تشهد العلاقات البشرية صراعات وخلافات، خصوصًا في العلاقة الزوجية.
- ومع ذلك، من المؤكد أن العنف ليس حلاً لهذه التوترات.
- تأسيس حوار وتفاهم، حيث أن الصمت القاتل الذي يسود العلاقات يمثل خطرًا كبيرًا.
- يجب العمل على خلق بيئة من التواصل الجيد في العلاقة الزوجية.
- تجنب المقارنة، سواء من النواحي المادية أو الاجتماعية أو الشخصية.
- فكل مقارنة قد تؤدي إلى تدمير علاقات متينة.
أسس الزواج السعيد في القرآن الكريم
يمكننا اكتشاف بعض الأسس الأساسية للزواج الإسلامي السعيد من خلال آيات القرآن الكريم.
من بين هذه الأسس، نذكر المشاركة، الألفة، السكن، الراحة، والاحترام المتبادل. ومن الآيات التي تعكس هذه المبادئ:
- قال تعالى: (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ، وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَ النِّيَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ).
- قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}.
- قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ}.
- قال سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}.
- قال العزيز: {وَأَنْكِحوا الْأَيَامَى مِنْكمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكمْ وَإِمَائِكمْ إِنْ يَكونوا فَقَرَاءَ يغْنِهِم اللَّه مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّه وَاسِع عَلِيم}.
- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنوا إِذَا نَكَحْتُم الْمُؤْمِنَاتِ ثمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُونَهَا فَمَتِّعوهنَّ وَسَرِّحوهنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}.
أسس الزواج السعيد في السنة النبوية الشريفة
يُعتبر رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- المثال الأعلى للزوج الناجح، لذلك يُعتبر السنة النبوية أفضل مصدر لفهم أسس الزواج السعيد. وفيما يلي بعض الأحاديث التي تحمل إشارات إلى هذه المبادئ:
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ).
- روت عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله قال: (تخيَّروا لنُطَفِكم، فانكِحوا الأكفاءَ وأَنكِحوا إليهم).
- كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا خطب إليكم من تَرْضَوْنَ دِينَه وخُلُقَهُ؛ فَزَوِّجُوهُ).
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نكحُ المرأةُ لمالِها وجمالِها وحسَبِها ودينِها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ ترِبت يداك).
- عن معاوية بن حيدة -رضي الله عنه- أنه قال: (قلت: يا رسولَ اللَّهِ، ما حقُّ زَوجةِ أحدِنا علَيهِ؟.
- قالَ: أن تطْعِمَها إذا طَعِمتَ، وتَكْسوها إذا اكتسَيتَ، ولا تضربِ الوَجهَ، ولا تقَبِّح، ولا تَهْجرْ إلَّا في البَيتِ).
- عن عمرو بن الأحوص -رضي الله عنه- قال: سمعته صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول: (ألا واستوصوا بالنساء خيرًا.
- فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك.
- إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجعِ واضربوهن ضربًا غير مبرِّحٍ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا.
- ألا إنَّ لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا. فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئنَ فرشَكم من تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون.
- ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن).